وسمي المولى
حين وضع امام المتقين وسيد الوصيين بين خيارين : مصير دين ومستقبل رسالة وبين خلافة لاتساوي شسع نعله الشريف . اختار الاولى وفي العين قذى وفي الحلق شجى وهو يرى تراثه نهبا !.صار قبلة الانظار ومهوى القلوب وشمخ ضريحه الطاهر كعبة للمؤمنين ، بينما طوى الدهر طلاب الخلافة كما يلف الثوب الخلق ، وصارت سيرة اعدائه مثالب تزكم الانوف . وحين وضع السبط الحسن الزكي بين خيارين : خلافة تستنزف انهارا من دماء المسلمين ، وبين تنازل يحفظ بيضة الاسلام ويحقن دماء المسلمين . اختار الثانية فسمى الى علياء السموات وانحط معاوية الى اعماق الرذيلة في الدنيا والدرك الاسفل من النار في الآخرة .وكذلك كان موقف اهل بيت النبوة على مر العصور .من الثابت والمؤكد ان اطراف العملية السياسية في العراق يحفظون هذه الامثلة عن ظهر قلب ، ويستشهدون بها في مجالسهم ، لكنهم يتناسونها ويرمونها خلف ظهورهم حين يوضعون في موقف مشابه عادين الامر ضعفا وانكسارا حتى وان كان الحق لغيرهم . وماعدى مواقف المجلس الاعلى المتكررة في هذا الجانب لم يسجل العراقيون لحزب او حركة او سياسي من شركاء العملية السياسية مثل هذا السلوك الأخلاقي الحضاري الرسالي المضحي .كم كان جميلا لو تنازلت القيادات الكردية عن بعض مطاليبها وخاصة المثييرة للحساسيات والموحية الى الاطماع والانفصال ؟!.كم كان رائعا لو تنازلت القائمة العراقية عن بعض شروطها وخاصة الموحية بالتعجيز والعرقلة والردة ؟!.كم كان لائقا لو تنازل حزب الدعوة عن الاساليب التي توحي بالهيمنة والغطرسة وتشي بالتفرد ونزعة الاستحواذ ؟!.وكم سينال الصدريون من احترام لو ثبتوا على موقف واضح و تركوا المطالبة بكل شيئ من دون تقديم شيئ ؟!.لابأس ان نذكر بحكمة السيد المسيح : من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما .
https://telegram.me/buratha