لم تنتهي بعد زوبعة سحب الثقة عن المالكي وحكومته التي ثار نقع غبارها اجتماع أربيل والنجف وإصرار الكتل التي توافقت كلمتها على الإطاحة بالمالكي وديكتاتوريته حتّى هذا اليوم، إلاّ أنّ المعطيات والدلائل تشير إلى أنّ المشكلة في طريقها إلى التلاشي وان عصبة أربيل باتجاه منحنى الشتات والانكسار والخلاف، فما جمعهم هدف واحد ليس إلا وما يفرقهم أهداف ومشاريع وأجندات.
وسيكون أصحاب أربيل على موعد مع الانكسار والتهميش ورد الدين من قبل المالكي الذي لن ينسى من انظم إليه، كما انه لن ينسى من وقف بوجهه مع فرصة ان تعويذة المالكي قد لا تنجح دائماً في إذلال خصومه وقد يضطر إلى المهادنة والرجوع وتقديم التنازلات من اجل المحافظة على كرسي الحكم وسطوة الجبروت والديكتاتورية.
وقد يكون من سوء حظ أبناء الشعب العراقي أنّ يفشل المتأربلين في الإطاحة بحكومة المالكي أو قض مضجعه ليس لأنهم مخلصين وأصحاب مشروع وطني كما يدعون فرّبما يكونوا أسوء وأشد ألماً من صاحبهم ولكنّهم سيمنحون رئيس الوزراء صولجاناً آخر للديكتاتورية والتفرد وانتشار الفساد والفوضى خاصة بعد أنّ نجح في فك رموز قوتهم وحولها إلى شتات بمفتاح الترغيب والترهيب السحري.
والشيء المؤكد ان المالكي لن يستوعب الدرس جيداً وسيخرج من هذه الأزمة منتشياً مختالاً وكأنه حقق حلم أبناء هذا الشعب المظلوم وان وجوده نعمة لن تتكرر مرة أخرى لأبناء الشعب العراقي، فهو الأول والأجمل والأعدل من بين جميع الحاكمين هو المدافع والمحامي ورب الشويهة والبعير.. ونشوة الانتصار هذه ستجعله لن يتخلى عن تفرده أو يعمل على تصحيح أخطائه التي جعلت من نصب له كرسي الرئاسة يحاول جاهداً إسقاطه عنه وانتزاعه منه بأي ثمن، والشيء المؤكد الآخر انه سيعمل على تشديد سلطة الفرد واستغلال مؤسسات الدولة أبشع استغلال لنفوذه الحزبي والشخصي.
رُبّما كان طريق اختيار حل الأزمة من قبل أصحاب أربيل ورد فعل الحكومة خاطئاً ولم تقدم شيئاً لأبناء الشعب العراقي، لأن ضربة أربيل لم توجع الحكومة، فالمالكي بقي مطمئناً ولم يلتفت إلى النصائح والإرشادات التي قدمت إليه من عقلاء القوم من خطورة سحب الثقة بل انه كان يهدد ويزبد ويرعد على المتأربلين وانه سيفعل بهم ما يفعل وان كنت أشك بهذا لأنه سيبقى بحاجة إلى خصومه وأعدائه وسيمنحهم من صافي وداده النزر اليسير من الصفقات والتنازلات والاتفاقات، لكنّه يبقى يتحين فرصة الانتقام لرد اعتباره، وأول فرص الانتقام التي سيقدم عليها المالكي بعد فشل المتأربلين في مسعى سحب الثقة هو إلغاء الاجتماع الوطني الذي طالما رفضه سابقاً وقبله لاحقاً وسيرفضه مستقبلاً لأن دواعي عقده انتهت بزوال خطر أصحاب أربيل.
11/5/609
https://telegram.me/buratha