المقالات

شهداء الوقف الشيعي يتركون باقة ورد للأجهزة الأمنيّة

851 10:45:00 2012-06-09

حيدر عباس النداوي

قبل أيام وفي خضم الصراع السياسي الذي تشهده الساحة العراقية حدث اعتداء إرهابي مجنون استهدف ديوان الوقف الشيعي في باب المعظم، مستغلاً حالة الشد والجذب والتصريحات النارية التي تطلق من هنا وهناك ترك ورائه العشرات من الشهداء والجرحى ليضافوا إلى قافلة ضحايا العمليات الإرهابيّة اليوميّة والتي ما انفكت لتكون متلازمة يومية لحياة المواطن العراقي.والشيء المؤكد أنّ هذا الخرق الأمني لن يكون الأخير في قاموس الإرهاب أو في قاموس أصحاب الشأن من قادة الأجهزة الأمنية، لأنّهم يعرفون ان خططهم واستراتيجياتهم لا ترقى إلى مستوى التبجح اليومي بما يعلن من نجاحات أمنيّة ليس لها اثر كبير على الوضع اليومي للمواطن العراقي.وقد لا أكون متطرفاً إذا قلت أنّ الملف الأمني أمره عائد إلى المجاميع الإرهابية وليس إلى الأجهزة الأمنية، والدليل ان المجاميع الإرهابية والعصابات الإجرامية بإمكانها أنّ تضرب بأي مكان وفي أيّ وقت وما على السياسيين إلاّ تغذيتها بالتصريحات النارية والمتشنجة ودليلي على ذلك مجزرة الوقف الشيعي ومن قبلها أيام الأسبوع اجمعها.واعتقد انه ليس من حق قادة الأجهزة الأمنيّة التمترس خلف الصراعات السياسية لتبرّير فشل خططهم في بناء منظومة أمنيّة متطورة قادرة على النهوض بأعباء ومسؤوليات المرحلة بصورة كاملة وحماية المواطن من الاعتداءات الإرهابيّة المتكررة، لأن القاعدة العامة تأكد على إبعاد المنظومة العسكرية عن الصراعات الحزبية الضيقة على اعتبار أنّ المؤسسة الأمنية حامية للجميع وتسييسها خلل لن تتمكن الدّولة من مغادرته إلاّ على حساب دماء أبنائها الأبرياء.لا أدري متى تعترف الحكومة والأجهزة الأمنيّة بفشل خططها الأمنيّة، وتعيد حساباتها في الاختيار والخطط والاستباق والمناورة لأن عدم الاعتراف مشكلة بحد ذاتها.. هل تريد دماءً وأشلاءً أكثر من تلك الدماء والأشلاء التي تتناثر يومياً.لا زلت أتذكر ان لدينا قانوناً يجرم أصحاب التصريحات النارية التي تؤدي إلى إزهاق أرواح الأبرياء وإحداث الفتنة الطائفية ومراجعة بسيطة للتصريحات المثيرة والطائفية وغير المسؤولة التي سبقت استهداف مبنى ديوان الوقف الشيعي يجد ان هؤلاء السياسيين غير المنضبطين يتحملون وبشكل مباشر مسؤولية سقوط العشرات من الشهداء والجرحى، وعلى الأجهزة الأمنيّة المختصة تفعيل قانون الإرهاب لأن التهاون بدماء العراقيين من قبل قادة الأجهزة الأمنية بهذه الدرجة يجعلها مستباحة لكلّ من هب ودب.لن يختلف شهداء ديوان الوقف الشيعي عن شهداء العمليات الإرهابية اليومية المتكررة بمساحة النسيان والتغاضي واللامبالاة من قبل الحكومة والأجهزة الأمنية في تمجيدهم ومنحهم الحقوق التي يستحقونها هم و عوائلهم لذا تركوا لنفسهم حرية اختيار التبجيل والذكر الخالد ولن يكونوا بانتظار باقة الورد التي تعود العالم كله إلاّ العراق بوضعها على أضرحة الشهداء والمظلومين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك