سليمان الخفاجي
استخدم المتناحرون والفرقاء السياسيون كل الاوراق ومارسوا كل الضغوط بعضهم على البعض الاخر طيلة مراحل الازمة الراهنة, فالتهديد والتلويح بالفدرالية اخرها كاداة وورقة سياسية لتحقيق غلبة طرف على اخر دون النظر الى رأي هذا الطرف او ذاك فيها بالعودة الى الوراء قليلا, فقد طرحت الفدرالية وأقرت بالدستور العراقي كحق وطني واستحقاق دستوري للجميع لايمكن التجاوز عليه, وجوبهت بالرفض من البعض, والمزايدة و المساومة من البعض الاخر, او بالتقليل من اهميتها كحل للمشاكل التي فرضت على العراق, وتعرض من اجلها المجلس الاعلى وعزيز العراق رضوان الله عليه للشتم والقذف والاتهام والتخوين والتشكيك بالنوايا من القريب والبعيد وواجه لاجلها ولاجل تثبيتها حربا اعلامية رصدت لها مئات الملايين من الدولارات التي تفوح منها رائحة البترول الخليجي, فجندت لها قنوات عربية وامتدادات اذرع دول الجوار في الداخل, فانتصر عزيز العراق وثُبتت في الدستور وصوت عليها لتبقى رهن قناعة الشعب العراقي وتوفر الظروف المناسبة لتحقيقها, الا انها استدرجت لتكون اداة في حرب الاستنزاف على منصب وكرسي رئيس الوزراء, فمرة يطالب بها من رفضها وعدها تقسيما وتجزئة وتأمر على وحدة العراق, كما هو الحال في ديالى وصلاح الدين والانبار, ومطالبات نواب القائمة العراقية فيها ومجالس محافظاتها, ومرة ممن عدها حل غير واقعي ولم يتفاعل معها وحاربها ليبقي محافظات الوسط الجنوب تحت رحمة المركز وعرضة للنهب والسلب وتمييع ميزانياتها ومواردها بيد الوزارات ودعاة المركزية.وكما نسمع اليوم بمناداة اقليم واسط والبصرة وغيرها من المحافظات هذا التطور الخطير جعل السيد عمار الحكيم يقف وقفة تاريخية, لينبه على ان الثوابت الوطنية والحقوق الدستورية لا يمكن وباي حال من الاحوال ان تكون طرف ووسيلة في الصراع الدائر بين الكتل المتصارعة, او تجعل نقاط القوة والحلول الاستراتيجية عرضة لردود الافعال غير المحسوبة والمرتجلة, كما لايمكن ربط مصير بلاد او مذهب او طائفة, ومكون بأهواء شخصية ونزوات عابرة وطارئة تتغيير مع تغير المزاج والحالة السياسية.هنا يمكن ان نقول بان العراق يمتلك من يدافع عنه وان الصراع السياسي الدائر مهما كان ومهما تطور, فيجب ان يبقى في حدود الحوار واللقاء والتنازل المتبادل, وان لايتحول الى ارادات وخنادق متواجهة ومتصارعة وان لايتحول خلاف السياسين الى مواجهة في الشارع كي لا ينقسم البيت العراقي على نفسه, فالجميع لديهم قواعدهم ويملكون جمهور في الشارع وان التنوع في بناء المجتمع العراقي يؤهل الجميع بان يكون حطب في نار النزول الى الشارع مع مافيه من تنوع و تداخل, هنا لابد للجميع ان يسمع ويعود لرشده ويغلب لغة العقل والعودة الى الدستور والحوار لما فيه خير العراق .
https://telegram.me/buratha