الحاج هادي العكيلي
بعد ان لعب السياسيون لعبتهم بتشكيل الحكومة العراقية الحالية بصفقة اربيل المشؤمة السرية والعلنية فتصاعد الصراع على من يلعب اول وبالفعل فقد لعبها المالكي وحصل على منصب رئيس الوزراء ،فاصبحت الغيرة تتصاعد بينهم بسبب عدم جعلهم يلعبون معه على الساحة السياسية مكتفياً ببعض اللعبات البسيطة التي وزعها عليهم من اجل تلهيتهم من متابعة مشواره في سيطرة على سدة الحكم ،فنتبهوا ووجدوا انفسهم خارج نطاق اللعبة ومهمشين ،فتناخوا بينهم واعلنوا حرباً اعلامية مسعورة اهتز لها الجبين العربي المتخاذل على الرذيلة من اجل افشال التجربة العراقية الديمقراطية الوليدة .فاجتمعوا في اربيل ونادوا و (( مقتدى )) فأسرج خيله وتوجه صوبهم وجلس معهم ،فهم داهية السياسة الماكرة وهو حديث في عصر السياسة الملائية ،فشيموه واخذوا عباته كما يقال المثل الشعبي عندنا (( شيمَ المعيدي واخذ عباته )) فألغموا ورقة اربيل بتوقيت زمني مدته 15 يوم والا سحب الثقة عن حكومة المالكي .فكانت ورقة اربيل القنبلة التي مزقت لحمة التحالف الوطني ،فلم يحصل الرد على الورقة .فجاء اجتماع النجف الاشرف ليحتضن الموقعيين على ورقة اربيل فلم يخرج الاجتماع بقرارات عدا التاكيد على سحب الثقة عن حكومة المالكي فثارت حفيظته ودعى الى اجتماع مع اعضاء حزبه ليوصيهم على اعلان تاييدهم لحكومته وعدم المطالبة بسحب الثقة من خلال مجالس المحافظات واعلان المحافظات اقاليم بحالة تنفيذ سحب الثقة ،ولكن تدارك المالكي الوضع واعلن بانه ليس مع اعلان الاقاليم لانه بالامس رفض انشاء اقليم صلاح الدين وديالى والانبار واليوم يسعى اعضاء حزبه بلعبها كورقة ضاغطة اتجاه اعدائهم السياسيين علماً انهم كانوا يرفضون هذا المبدأ جملة وتفصيلاً .فلماذا يلوحون به ؟!!!!! الهدف هو تقسيم لحمة الشعب العراقي الذي يكون الخاسر الاول من وراء ذلك .اللعبة ستستمر لوجود تداخلات اقليمية ودولية في الوضع السياسي العراقي وكلاً يغني على ليلاه لصالح هذا الطرف او ذاك مدعوماً بالاموال العربية وبالتوصيات الاقليمية وبقى الشعب العراقي المسكين الخاسر الاول من وراء هذه اللعبة التي لا يوجد لها حل في الافق القريب ،فالكل عنده مبررات الحل باتجاه سحب الثقة عن الحكومة او بلاتجاه الاجتماع الوطني والحوار وفق الدستور والذي غاب عن الذكر عندما تشكلت الحكومة الحالية للوهلة الاولى وفق صفقة اربيل المشؤمة .ان افاق الحل موجودة وواضحة وبسيطة يمكن ان يلتجأ اليها السياسيون من خلال ايقاف التيار الصدري المطالبة بسحب الثقة عن الحكومة عندها تصبح الكتل الاخرى المطالبة باستقالة الحكومة غير متمكنة فتلجأ الى الاجتماع الوطني وتحدد اليات الاصلاح الحكومة وفق وقت زمني وبضمانة رئيس الجمهورية وعند عدم تنفيذ تلك الاصلاحات يتم سحب الثقة عن الحكومة حتى ولو كان يوم واحد من فترة حكمها بدون وضع اي عراقيل تعرقل من سحب الثقة ،لان الابقاء بدون ضمانات حقيقية ستعرقل عملية البناء وتشريع القوانين في مجلس النواب ويكون الشعب شاهداً على ذلك والا يصبح الشعب هو الخاسر ........ الاول .
https://telegram.me/buratha