بقلم رياض التميمي
لم يعد خافيا ً على شعوب العالم عامة والشعوب الأوربية خاصة مدى مصداقية الشعارات التي كانت تهديها أمريكا وحلفاؤها للشعب العراقي قبل دخولها للعراق فحقائب السلام والأمان والأحلام التي ملئت عقول العراقيين واستولت على محافلهم فمما رأته الكثير من الأقلام المأجورة والتي تمجد الدور الأمريكي في المنطقة ولاسيما في العراق والأكثر من ذلك لو رجعنا قليلا ً لرأينا كيف كان التبشير بالديمقراطية الواعدة للعراق فصار المثقف العراقي الجديد في الخارج يصرح بالزمن الديمقراطي الأمريكي وانه ليس هناك مزاعم الفتح والاحتلال بل كلها تحرير وسلام وديمقراطية للشعب العراقي ولكن الأمر لم يدمْ طويلا ً فسرعان ما أنكشف الأمر واختلفت الموازين حينما كشفت الأيام عن خبايا وعقلية التغيير من الداخل والخارج والتصفيق لأمريكا وشيئا ً فشيئا ً نجد الشعارات الثقيلة قد خفَّ وزنها في أوساط الشعب العرقي وكأنها شبح أسود قاتل ومرعب مخيف فالديمقراطية وصلت إلينا ناقصة غير مكتملة عرجاء وحُكام العراق زادوها تعاسة ً ومرارا ً فيا أيُّها الشعب الأمريكي ويا أيتها الشعوب الأوربية هل هذه الديمقراطية وحرية الرأي التي تمارسونها في بلدانكم وأوطانكم وصدرتموها إلينا . فذاكرة المواطن العراقي وضعت الإبهام لتبصم على إنتهاء وغلق السجون السريّة التي كان يمارسها نظام صدام المجرم وإذا بالأمر وكأنها عدوى مستشرية انتقلت إلى الحكومة العراقية ومطار المثنى وغيرها خير شاهد ٍ على ذلك من سجون سريّة وفيها اشد أنواع التعذيب . ولأننا نرى الحقيقة التي لا تقبل التفسير إننا نعيش لحد هذه اللحظات في دوامة ٍ لم نرى فيها أية بارقة أمل ٍ لهذه المفردات والشعارات التي نادى بها دُعاة الديمقراطية أمريكا وحلفاؤها وحكام العراق الجدد , فإحترام الرأي والرأي الأخر وحرية ممارسة الطقوس الدينية وجدها المواطن العراقي مفردات بائسة وما يحصل في الآونة الأخيرة تجاه المرجعية العراقية العربية المتمثلة بالسيد الصرخي الحسني أجدها وبحسب تجاربي أنها إقصاء مباشر لحقوق هذه المرجعية فغلق مكاتبها وتهديم جوامعها واعتقال أنصارها مؤشرات خطيرة على محو حقوق الإنسان , وضمان الحرية في العراق أصبحت في خطر ٍ واضح ومباشر ومستمر .
https://telegram.me/buratha