( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
الحدث الاهم الذي يفرض نفسه خلال الايام الثلاثة الماضية ليست التفجيرات التي حصلت في بغداد الجديدة وساحة الحمزة في مدينة الصدر والتفجير الثالث الذي وقع امس في منطقة السيدية والذي اودى بحياة العديد من العراقيين الابرياء على الرغم من جسامة الحدث وخطورته، لكن الاهم من ذلك كله ان احداثاً كهذه تمر في مرحلة كهذه وتوقيت كهذا دون ان نلحظ أي حراك شاجب او مستنكر للجرائم المروعة هذه بالوقت الذي يفترض ان تعمل به كل الكتل والقوائم والشرائح الاجتماعية والاثنية والقومية كدائرة واحدة اغتناماً للفرصة الذهبية التي وفرتها الدولة للوقوف بوجه الارهاب الذي بات يلقي بظلاله على الجميع دون استثناء.
ان سكوت الشركاء الحقيقيون في العملية السياسية ازاء هكذا جرائم وفي وقت كهذا انما يندرج تحت عنوانين اساسيين عند الخصم، الاول اما ان يكون معنى السكوت هو علامة رضى لما يحصل من حصد للارواح العراقية ومحاولة لتدمير عملية (فرض القانون) في العاصمة ومن بعدها في كل العراق فيما يذهب المعنى الثاني للسكوت على هكذا مفاصل سياسية ومنعطفات خطيرة وفيما اذ عملنا بحسن النية الى تفسير ذلك بعدم الاكتراث او المعرفة الدقيقة بخطورة الفعل ولياقات العمل السياسي التي تظهر واضحة من خلال غياب المواقف الشاجبة لاعمال وحشية كهذه.
الشجب الصريح والواضح والمواقف الاوضح التي اظهرها المجلس الاعلى وزعيمه السيد الحكيم في بيانه بهذا الصدد اعطى او اكد رؤية سياسية محترفة لهذه المؤسسة وزعيمها، وكان البيان الذي صدر بهذا الصدد لا يمكن اعتباره مادة اعلامية بقدر ما هو تأسيس لبناء سياسي استراتيجي يؤكد موقف الشعب العراقي الرافض لمحاولات هدم تجربته الجديدة والمتحدي بثبات لكل العمليات الالتفافية التي تريد ان تنقض على هذا المنجز.ان الجرائم التي حصلت خلال الايام الماضية اشّرت من جديد من هم الذين يريدون قتل العراقيين ومن هم الذين يريدون اشعال الفتنة الطائفية والعنف الطائفي.
نحن نقولها للجميع في العراق وخارجه انكم جميعاً مطالبون بادانة هذه العمليات الاجرامية التي تريد اشعال دوامة العنف من جديد بل وان الواجب الوطني يحتم على الصامتين والمتفرجين ان ينتقلوا من دائرة صمتهم الى دائرة الوقوف ضد تلك الاعمال الاجرامية من اجل مصلحة الشعب العراقي بكل مكوناته ودونما تمييز، مثلما اننا ننبه وبشدة الاجهزة الامنية العراقية بعدم التهاون في التعامل الوطني الحازم والجاد مع كل من تسول له نفسه العبث بامن العراقيين والعدوان على حياتهم، لان من ارتضى لنفسه مهنة ازهاق ارواح ابناء وطننا لابد ان تزهق روحه هو ومن يقف وراءه حتى وان كان من يقف ورائهم الجن الازرق.
https://telegram.me/buratha