خميس البدر
مع اشتداد الأزمة السياسيّة وانشغال الجميع بنفسه وهمه في ما يرد على خصمه ويفحمه بعد أنّ تطورت الأمور وأصبحت على المحك، تُركَ المواطن يُلاقي مصيره يعاني كلّ تلك الأزمات وباتَ الحديث عن نقص الخدمات وسوء الأداء الحكومي من نافلة الأمور أو لا يوجد لها مكان في قاموس أو أجندات الفرقاء السياسيين المتخندقين والمتمترسين خلف الأزمة السياسيّة الحالية لنيل مكاسب أو زيادة حصص والحصول على غنائم أو حرباً ونكاية بالعملية السياسيّة، وهذا الشعب المحروم في هذه الأجواء الملغومة والمشهد السوداوي تظهر بارقة أمل ونافذة صادقة على الحياة ومصداق للعمل الجاد واحترام المواطن في هذا الوطن تمثلت بتمليك أهالي الفضيلية لسندات منازلهم والتي يسكنونها منذ عقود لكنّ بدون سندات مما جعلهم طيلة تلك الفترة في مهب الريح فهم مواطنون بلا وطن مهددين يحسبون في عداد المتجاوزين، وقف أمام تحقيق أحلامهم الروتين والنظرة القاصرة وعدم الاهتمام، كانت البداية من عزيز العراق رضوان الله عليه قبل سنوات وبجهود مضنية ومراجعات متواصلة وعمل جاد من قبل المخلصين من أبناء تيار شهيد المحراب قدس سره وبتعاون أمانة بغداد كانت النتيجة اليوم بتحويل حال هؤلاء المواطنين ومنطقتهم إلى حالة جديدة فأين هي المشكلة الحقيقة في باقي الأزمات والمشاكل والمعرقلات والمعاناة اليومية للمواطن، إنّها في عدم وجود النية الصادقة والإرادة في العمل ان أيّ قضية أو أيّ مشكلة لا تخلو من حل او يجب ان يكون لها حل هنا نسأل الجميع لماذا التأزيم في بناء الوطن والتعقيد في شؤون المواطن وخاصة السكن وتوزيع قطع الأراضي والكلّ يشكو ويعترف بتحول مسألة السكن إلى أزمة وظاهرة وكابوس بالنسبة للعراقيين مع وجود كلّ هذه الأراضي والفيافي وتحولها إلى صحاري وقفار ببركة المبادرة الزراعية ووزارة الموارد المائية وببركة وزارة البلديات وكثرة العشوائيات، وباتت تفتخر وزارة الكهرباء بأنها توصل لسكنة التجاوز التيار الكهربائي ولتكتفي وزارة التخطيط بالتحذيرات من كثرة مناطق التجاوز والعشوائيات حالها حال وزارة البيئة أما باقي الوزارات ممثلة بمعالي الوزراء ذهبوا الى الموصل ليعقدوا الجلسة التاريخية لمجلس الوزراء فيها بعد ان تشرفت كركوك وقبلهما البصرة بذلك الاجتماع دون ان يكون له تأثير على واقعها السيء والذي يحتاج أكثر من عقد هكذا اجتماعات فهي تحتاج إلى حلول لمشاكل واقعية وإرادة شجاعة بتخليص المحافظات من سطوة الوزارات وقوانين الدولة المركزية الأحادية التفكير، وأنظمة وقرارات البعث وروتين العقود السابقة، إن الذي تحقق في منطقة الفضيلية يحتاج ان يتكرر في كلّ المحافظات والمناطق المحرومة حتى يحس المواطن بأنه يملك شيء في هذا الوطن وقد رأيتهم كيف فرحوا ولمست في أعينهم الأمل وعلى محياهم الابتسامة والتفاؤل بما هو قادم على الرغم كونه حقهم بل هو ابسط تلك الحقوق المضيعة من زمن، إلا أنهم شعروا بأنهم عراقيون وتكلموا كثيرا عن عزيز العراق لأنه وعدهم يوماً بأن حلمهم سيتحقق وان كان ممثلا بسماحة السيّد عمّار الحكيم وأبناء تيار شهيد المحراب إلاّ انه كان هناك، نعم رأيتُ السيّد عبد العزيز الحكيم رضوان الله عليه في عيون الجميع حاضراً وممثلاً في أهالي الفضيلية.
https://telegram.me/buratha