عباس المرياني
مثلت احتفالية يوم الجمعة الفائت بمناسبة يوم الشهيد وذكرى استشهاد شهيد المحراب اية الله العظمى المجاهد محمد باقر الحكيم(قده), وقرب ذكرى رحيل عزيز العراق المجاهد حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم(قده), نقطة مضيئة في تاريخ هذا الخط الجهادي المناضل وهي اضافة كبيرة الى اغناء هذا التاريخ بصفحة جديدة مشرقة من صفحات النضال في اتجاه بناء دولة المؤسسات العصرية لخدمة الوطن والمواطن.
ومراجعة تاريخ المجلس الاعلى منذ تاسيسه في بدايات ثمانينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا نقرأ في كل صفحة من صفحاته عنوانا من المجد والتضحيات والدماء الطاهرة التي روت ارض العراق باغلى الرجال والشباب والاطفال والنساء, لانه تاريخ قائم على أسس التضحية في سبيل الاسلام وفي سبيل بناء دولة المواطن الكريمة.ومع بزوغ فجر المجلس الاعلى استمر زهو الق هذا التيار وهذا الخط الشريف يقارع الطغاة والمردة ويدفع القرابين تلو القرابين من اجل ان لا يخيم الظلام على ارض الانبياء والائمة والاولياء والصالحين وكان طودا شامخا تلوذ به الرجال الرجال عند الشدائد والصعاب ،كما ان اعداء المجلس الاعلى لم ينكروا باسه وشكيمته ووقفوا له اجلالا في التقدير والاحترام لانه اعلن عن نفسه كمدافع عن حقوق جميع ابناء العراق من الشمال الى الجنوب بعد ان سطر اروع الملاحم.وعندما اعلنت ساعة العودة الى العراق كان سباقا في بذل نفسه ووقته من اجل لملمة جراح الامس لكن اعداءه لم يمنحوه فرصة التقاط الانفاس فاخذوا منه اعز ما يملك وتوقعوا انهم بهدم القمة قد دكدكوا الجبل لكن الجبل ظل شامخا بعزيز العراق الذي لم يبخل بوقته وجهده في بناء البيت العراقي وسجلت اولى الانتخابات فوزا ساحقا لابطال المجلس الاعلى لكن العزيز اثر على نفسه, ان لا ينفرد في صنع القرار لانه ليس من طلاب المناصب لذا اشرك الجميع ومنحهم اكثر مما يستحقون فكان جزائه منهم الغدر والتنصل والخديعة حتى خطفته يد المنون في وقت كُنا نعتقد ان الاقدار لن تقسوا علينا من جديد .ولم يكن الشعب العراقي مهيئا لحقيقة أن المجلس الاعلى أباً للجميع وانه لم يكن بوارد الصراع على المناصب اكثر من حرصه على تثبيت اركان الدولة العراقية واقرار دستور جديد يضمن حق الاغلبية وحقوق جميع المكونات الاخرى.ان المجلس الاعلى لم ينزوي ولم يتراجع وان كل ما قام به هو تكليف شرعي واذا كانت الجماهير قد عتبت عليه وحملته اخطاء الاخرين لانها تعتقد انه هو الاب وهو المسؤول وهذا اعتقاد يزيد قادة وكوادر المجلس الاعلى الشرف ليكونوا اهلا لهذا الاعتقاد, فان متطلبات المرحلة السابقة كانت تتطلب مثل هذه التضحية.اليوم تغيرت الاهداف وبات على المجلس الاعلى ان يعلن عن مشروعه الحقيقي في خدمة الوطن والمواطن بقيادة شبابية واعية تتحسس كل كوامن الالم والتراجع في حياة ابناء هذا الشعب الجبار, وان ارهاصات المراحل السابقة واخطائها ستكون منطلقا حقيقيا للعمل على تصحيح المسارات في العمل التنظيمي والفكري الذي يتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية والمرحلة المستقبلية.ان النجاح الذي تحقق في الاول من رجب لن يكون مورد غرور لتنظيمات وقادة المجلس الاعلى لانهم خبروا المرحلة السابقة بكل تجلياتها، بل سيكون عامل دفع كبير باتجاه معالجة الاخطاء وتصحيح المسار والتمسك بكل التجارب الصحيحة والاستفادة منها حتى يبقى المجلس الاعلى تاريخ لن تغيب عنه شمس العطاء والابداع والتضحيات خدمة للوطن والمواطن.
https://telegram.me/buratha