خضير العواد
شعب البحرين ثائر منذ ستة عشر شهراً مطالباً بحقوقه المشروعة التي كفلتها له جميع القوانين والشرائع السماوية والوضعية ، وقدم التضحيات تلوا التضحيات مستخدماً أروع الطرق وأجملها وأكثرها حضارياً وسلامةً في إيصال مطاليبه للجهات المعنية ، وبالمقابل واجهة الحكومة هذا الهيجان الشعبي المسالم بأبشع الطرق واكثرها همجية و وضاعة عندما سمحت للقوات السعودية بعبور الحدود لكي تقتل وتبطش بشعبها المسالم وتهدم مقدساته وتحرق القرآن وتعتدي على النساء والأطفال وتقتل الشيوخ والشبان ، ولكن أين المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الشعوب كألأمم المتحدة ومنظمات حقوق الأنسان وأين الدول الكبرى وشعاراتها من ناحية حرية الشعوب في تقرير المصير كأمريكا والأتحاد الأوربي ، وأين الإعلام الحر الذي يعتني بنشر الحقائق ومشاكل الشعوب أين كل هذا وكيف غاب عن ثورة البحرين وجعلها مهمولة كأنها لم تكن ، وهو بالمقابل يدعم آل خليفة بشتى الطرق إعلامياً فهذه الفضائيات المشهورة إن كانت عربية كالجزيرة والعربية أو عالمية كالسي أن أن وبي بي سي فأنها لا تذكر شئ عن الثورة وأن ذكرت فألخبر يكون تافه ليس له أي أهمية فقط تعطي للمشاهد فكرة على أنهم متواجدين في كل مكان ، وعسكرياً فهذه الدول الكبرى أغلبها تصدر سلاح لحكومة البحرين وهي تعلم علم اليقين إن هذه الحكومة تستعملها ضد شعبها ولكنها تصدر وتقبض بالدولار وهذا هو المهم عندها لا كرامة الأنسان ، وهذه الأمم المتحدة التي تعرت من كل شعار ومبدأ وهي تشاهد كيف تواجه حكومة البحرين المجرمة شعبها المسالم بأجرم الطرق وأبشعها من تقتيل وتنكيل وأعتقال للجميع بدون أي استثناء لا من ناحية العمر أو الجنس أو الصحة فكل متحرك على أرض البحرين معرض للأضطهاد ، فهذا الشعب المثابر المجاهد قد فضح الجميع ووضعهم في مواضعهم الحقيقية ، فقد أثبت الشعب البحريني على أن الشعوب العربية ليس عندها أي روابط قومية بل تسيّرها حكوماتها التي تلعب على الورقة الطائفية ولا تمتلك الوعي الكافي لتشخيص الأمور بل هي عبارة عن لعبة يلعب بها وعاظ السلاطين ، أما الأمم المتحدة فهي عبارة عن مؤوسسة تحمي وتدافع عن حقوق الكبار ولاتعتني بهموم الشعوب إلا التي تؤثر في مصالحها ، أما الدول الكبرى فلا تعتني بشئ المهم عندها ماذا ستجني من أي تحرك أما الشعارات فقط للإستهلاك العالمي والمحلي ،أما الإعلام فهو عبارة عن مؤسسات مملوكة من قبل الاغنياء في العالم وغايتهم منها جني الأرباح وليس هناك رأي أو خبر صادق الذي يدفع تغطى أخباره بأجمل الطرق ، أما المنظمات الأنسانية فهذه منظمات فقيرة تعتمد في تغطية نفقاتها على الدول الكبرى ففي حال مخالفتها لمصالح الكبار فأنها ستعاقب بالحصار وقطع المساعدات وفي جميع الاحوال كلماتها لا تؤثر بشئ فقط للإعلام ، ولكن الذي أثبته شعب البحرين أن الشعوب لاتهزم وأن كبرت قوة الحكومات أو أتحاد الظلمة ففي أخر المطاف ستنال الشعوب ما سعت إليه وناضلت من أجله ، فهذه قوة آل سعود العسكرية المدججة بأحدث السلاح الأمريكي قد فشلت في كسر إرادت شعب البحرين ، وهذا الدعم الأمريكي لحكومة المنامة قد تاه بين صرخات الثوار وقصائد الشعراء ، وأصبحت حكومة البحرين عاجز أمام شجاعة الشعب فباعت البحرين بسعر بخس لآل سعود ولكن شعب البحرين رفض التسليم ففسدت الصفقة واحتارت عائلة آل ثاني بطريقة المواجهة لأن الفشل قادم لا محال ولكنهم يريدونه أقل ذلة مع شئ من حفظ الكرامة ، هكذا إذا أنتفضت الشعوب تصبح كالفيضان لا يقف أمامه حائل فالجميع ينجرف أمامه متقهقراً من قوة الجريان ، فكان شعب البحرين الثائر قد حطم كل القوى التي تقف حائلاً أمام حريته وحقوقه وفضح كل المؤسسات التي تنادي بالمبادئ وأحترام الحريات وجرّدها من أغلفتها الجميلة البراقة وأخرج حقيقتها القذرة القتّالة .
https://telegram.me/buratha