ثمان إلى تسع ساعات هو الوقت المحصور بين نهار الجمعة وليلها، قد يقل عن ذلك قليلاً أو يزيد، وخلال هذه السويعات المعدودة بعض الأمور تتغير، نعم تتغير ففي صباح يوم الجمعة الماضي كان البعض يعتقد ان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي خبا نجمه وانحسر مدة وخفت سطوعه، بل ان البعض تحدث عن امكانية ان يتحول المجلس الاعلى الى منظمة من منظمات المجتمع المدني ذلك لان حظوظه باتت محدودة في ان يتسلم زمام الامور من جديد او ان يكون له صوت مسموع مرة أخرى، هذا التصور كان هو المسيطر على الوضع حتى قبيل عصر الجمعة عندما بدأت الحشود تتجه من مدن ومناطق العراق كافة نحو اماكن التجمع التي اعلنت قبل يوم من ذلك الوقت، تحرك الناس في ستة عشر محافظة من محافظات العراق للمشاركة في احتفالية يوم الشهيد العراقي ذكرى رحيل شهيد المحراب التي يقيمها المجلس الاعلى الاسلامي في الاول من رجب من كلّ عام وكانت نسبة الحضور مذهلة، في بغداد امتلأ ملعب الصناعة عن آخره بالحشود المؤمنة بل وزاد على ذلك الناس المتواجدين خارج الملعب وهم يستمعون الى خطبة السيّد عمّار الحكيم التي نقلت عبرسيارة النقل الخارجي الى خمسة عشر محافظة عرضت على شاشات عملاقة ، وكان المؤمنين محتشدين في الملاعب والساحات لأكثر من ساعتين بانتظار كلمة السيّد الحكيم على ان المجلس الاعلى لم يوزع على الحاضرين الى الاحتفالية سوى الماء، وهنا تغيرت الصورة ففي ليل الجمعة اختلف المقال وتغير الحال، من كان يقول ان المجلس الاعلى بطريقه الى ان يتحول الى منظمة اوما شاكل كشفت له هذه الاحتفالية العكس لانه رأى بأم عينه كيف كانت الحشود تزحف نحو الاحتفالية وكيف امتلأت مناطق التجمع بالمؤمنين حتى غصت بهم، في حين ان بعض الكتل الاخرى تجمع أنصارها من جميع المحافظات في مكان واحد، نعم المجلس الاعلى قادم وبقوة وهذا هو استحقاقه الحقيقي " لوكنتم تعلمون" .
22/5/527
https://telegram.me/buratha