نور الحربي
لم يكن يوم الشهيد يوماً عادياً وحدثاً عابراً بأيّ حالٍ من الأحوال، ولم ترده قيادة المجلس أنّ يكون كذلك فالتأكيد ومواصلة العزيمة والعمل على تحقيق الأفضل كان ولازال شعاراً للمجلسيين وان غبنهم الآخرون وحاولوا إقصاءهم وتهميشهم والتقليل من شأنهم لكنهم سيبقون أوفياء لمدرستهم ورجالاتها مدرسة أسسها المراجع العظام ورجالاتها الإمام الخميني والامام الصدر وشهيد المحراب وعزيز العراق ومئات الشهداء الذين ساروا على هذا الطريق وهو طريق ذات الشوكة، فكان الاحتفال التأبيني مهيباً يقام بالتزامن في ستة عشرة محافظة عراقية تؤكد انتماء شهيد المحراب لكلّ العراق وانتماء كلّ العراقيين لمدرسة الشهادة التي أنطلق منها شهيدنا الغالي وليس هذا بيت القصيد بل كان جزءا منه اما المتبقي فقد أكده السيّد عمّار الحكيم الذي تحدث ببصيرة ووعي كبيرين عن ان المرحلة القادمة هي مرحلة الشباب وان المستقبل هو إنتاج هذه الشريحة، مطالباً بتخفيض سن الترشيح إلى الانتخابات التشريعية ومجالس المحافظات إلى 25 سنة كي يتسنى للشباب ان يوسعوا من دائرة مشاركتهم في صنع القرار في مراحل مبكرة، وهذا حق مشروع للشباب، وان الدولة الحديثة هي دولة الشباب، مطلقاً هذه المبادرة الوطنية التي لا تحسب لجهة معينة او تيار بعينه. ولم ينتهِ الامر عند هذا فقد طالب السيّد عمّار الحكيم بصراحته المعهودة أبناء تيار شهيد المحراب بأن يكونوا شجعاناً بالاعتراف بالخطأ، فهو فضيلة وأداة لهزم الأنانية والاعجاب لا يفهمها إلاّ الذين يثقون بأنفسهم، مؤكداً فالانسان خطّاء ومن ادعى غير ذلك إنما يضيف خطأ آخراً الى أخطائه، مشدداً على ان لا مجاملات على حساب الوطن ولا صفقات فوق سقف المواطن، مطالبا إياهم بحذف كلمة ( أنا ) من قاموسهم واستبدالها بـ ( نحنُ )، وهنا تكمن الشجاعة والبصيرة النافذة التي لم يمتلكها الكثير من الجيل السياسي الحالي الذي بقي حبيس انانيته ومصالحه الضيقة فالمرحلة الحالية تحتاج الى رجال شجعان يعترفون بأخطاءهم ان حصلت فهم لايترفعون عن الاعتراف امام شعبهم وشركائهم وانى لنا ان نحصل على امثال هولاء الرجال الاشداء في ظل من يدعون لفرض التقاطعات ومنع الحلول من ان تكون البداية الجديدة لمواصلة بناء الوطن وإيفاء الحقوق للمواطن، وفي محاور اخرى لم يغفل السيد الحكيم دور العقيدة الراسخة في حركة تيار شهيد المحراب و التي قال انها ستبقى أساس حركة التيار كما ان للمرجعية دورها فهي تاج الرؤوس ومحور الحركة التي غايتها استحصال مرضاة الله عز وجل، وخدمة المواطن العراقي الذي يستحق كلّ الخدمة وتحقيق طموحاته ان شعبنا الذي يعيش حالة الترقب وهو ينتظر سياسييه تحقيق هذه الطموحات يطالبها بأن تركز انتباهها على مشاكله واحتياجاته وتساعده في توفير البيئة الملائمة له بدل الانشغال في تقاطعاتهم وحروبهم الإعلاميّة وان يكونوا شجعاناً لإيجاد الحل والخروج من الازمة الحالية وهذا غاية المأمؤل في زمن نترحم فيه على مآثر القادة الشهداء ونتمنى أنّ يعمل الأحياء بسيرتهم ويسيروا على نهجهم القويم.
https://telegram.me/buratha