خميس البدر
ليس من الغريب أن يتحدث الجميع هذه الأيام بشهيد المحراب قدس سره الشريف, وان يتكلم السياسيون بكثير من الإطراء والمدح والإشادة وتذكر المواقف الشجاعة له, وربما عجز الكثير منهم عن ذكر تلك المواقف أو احمرت وجنتي احدهم وفاضت دموع آخر وارتعشت الشفاه تخال أن المتحدث يعيش لحظاتها ألان, وينطق بسيرة حية ومشاهد طبيعية تكاد تجزم من حديث الجميع بأنهم يتحدثون عن ملاك أو مخلوق غير ترابي أو معاني انقرضت وتلاشت ورحلت معه, فهو من أسس لعالم سياسة جديد فتكلم بصدق وتعامل بأمانة وتحرك بثقة وتصرف بنبل مع أعداءه قبل أصدقاءه, تسامى في أفكاره, وابتعد عن الصغائر والأمور الجانبية همه تحقيق مشروعه وهدفه إنقاذ شعبه, حمل الوطن على كتفيه فكان رسالة حق وقضية مذهب ومظلومية شعب وتوحد امة ومطلب استقلال وحرية إنسان وصوت عدالة مفقودة ونداء كرامة مهدورة, فأعادها بدمه وبدم أعزاءه, وعبد الطريق للجميع وناضل وحارب وقاتل طاغوت وهزم دكتاتور. أسس دولة وأقام نهج حقق حلم, لم يركع لم يساوم فلن يمت أذاً تجاوزه جاهل أو لم يذكره حاسد ومبغض أو تهاون في أمره منافس أو حاول أن يقلل من شأنه لئيم تمرد على كرم الله الذي خص به أولياءه واصطفاهم له فقربهم اليه, فبعد أن أهدته الأرض الى السماء وتقطع اشلاء, ولم يبق من جسده شيء ألا العمامة ولمن أراد أن يسير على نهجه, فماذا يعني له أن كان يومه يوم للشهيد العراقي, وقد خصه الله بالأول من رجب. وماذا يعني ألا تحتفل مؤسسة الشهداء به وبمقام أمير المؤمنين عليه السلام مصابه و يحتفل في محرابه وماذا أن لم تبذل مؤسسة الشهداء والحكومة بعض الجهد في تأبينه وقلوب المؤمنين المحبين تتحرق لجزائه ولوفاء بعض جهوده, هكذا في كلّ عام يقام احتفال مركزي لتأبين شهيد المحراب. الأول من رجب يوم للشهيد العراقي إلاّ عند مؤسسة الشهداء فأن الأمر لا يعنيها, وكأن الشهادة تمر من باب حزب واحد ويعرف بها مسؤول ويهمش عليها ويزكيها أمين عام, مع أن الجميع أقرّ له بالريادة وتباكوا عليه في يوم الشهادة, فلماذا هذا التجاهل والتغاضي من مؤسسة الشهداء ومن المفروض أن تكون هي القائمة بكل الأعمال في هذا اليوم وان تقوم بجهد إعلامي, لكن لا كلمة منها ولا شعار ولا صورة ولا بوستر ولو بسيط وكأنها تصر على أن تكون من أنصار من استهدفه أو تريد أن تخفي حقيقة مرة, ان يوم الشهيد يجب أن لايكون بهذا الاسم, فباسم من تريده مؤسسة الشهداء وهل لايستحق الحكيم هذا أم أن مؤسسة الشهداء لها رأي أخر, فأذا كان الجميع يقر ويثني على الحكيم ويؤبن الحكيم ويخص يومه كيوم لشهداء العراق من باب التكريم والتثمين, فماذا تريد مؤسسة الشهداء أن تقول ومن خولها هذا الحق وممن تخاف وما هي النتيجة غير أن تبقى هذه المؤسسة بغير هوية وبلا عنوان مادامت لا تحتفي بيومها فماذا يتوقع منها. غريب يا وطني والشهيد لا يملك شهادة من مؤسسة الشهداء غريب ياعراق لماذا كل هذا الجحود وكل هذا التناسي وأنت أبو الشهداء عجيب أمر مؤسسة الشهداء وغريب أمر الحكومة المسؤولة من وعن الجميع، لماذا هذه الازدواجية وكل هذا الظلم والتغافل والتعامل بهذه الصغائر و أستميحك عذراً أيّها الشهيد لن نحتاج يوماً خاص بك لأنَ مؤسسة الشهداء لاتعترف بالشهادة إلاّ بتزكية من؟.
https://telegram.me/buratha