أن ما تشهده الساحة السياسية اليوم ، من مد وجزر بين تطلعات الكتل السياسية والتي تصل الى حد الخلاف وليس الاختلاف يجعلنا نفكر عن سبب تزايد هذا الخلاف رغم الاسقرار الامني والاقتصادي الذي يشهده العراق وهما من اهم مقومات الاستقرار السياسي ، ولو صنفنا القيادات التي تتمتع بها الكتل السياسية لوجدنا امر مهم هو اما انها ليست كتلة متجانسة في افكارها وتطلعاتها أو أن رئيسها لايتمتع بكارزمة أو قوة تأهله للسيطرة على اعضاء كتلته وعلى اقناع الشارع بمكانته القيادية ، أي أن المرض الذي نعاني منه في الجسد السياسي وليس في العملية السياسية وهذا من اهم اسباب الصراع الدائر بين الكتل التي لاتمتلك حقيقة واحدة في تطلعها بل هي كتل اميبية عاشت وبقية في ايديولوجية المعارض وهذا ما يذكرنا بما مرة به شهيد المحراب في الايام الاولى لتشكيل المجلس اذ كان من اهم اولوياته هو العمل على توحيد صف المعارضة العراقية ولمن كان متتبع لعمله الجهادي في بدايته يلاحض سطوع نجم الشهيد في هذه المهمة ، بعد أن ادرك ابعاد المعترضين معه لذا عمل على تجميعه في وحدة المطلب الذي اعطى للمعارضة الشرعية انذاك لان تسمى معارضه بحق ، وهذا ما يصعب على أي معارض في العالم تحقيقة ، وخصوصا من فصائل تختلف في الايديولوجية ، كما اننا مجتمع يهتم بوجود الرمز والذي يتمتع بقدرة على جمع امرين مهميين أن يحمل الكارزمة والثقافة وان يتمتع بالدراية بطبيعة المجتمع وفهم تطلعاته وان يعرف بفراسته من هم المشاركين الفعليين له في بناء العمل الجهادي وللاسف هذا ما ادركه اعدائنا من بداية التغير لهذا عملوا جاهدين الى تصفية مثل هذه الرموز لزرع الخلاف بشكلا متجذر مثلما يجري الان ، واهم رمزممن وقع علية الاختيار الاول ليكون ضحية هذه المؤامرة الدولية والثقل الذي سيتسبب نقص في ارباك العمل السياسي في العراق هو الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم ( قد ) الذي كان يمثل الرحى لقوى المعارضة العراقية في ايام النظام البائد ، والمدبر الاول للعقل السياسي العراق مابعد التغير ، اضافة الى ما كان يحملة الجمهور له من حب واحترام خصوصا وانه من بيت الحكيم الذي اعطى ما اعطى للوطن وللاسلام ، ومن يتذكر خطبه الاخيره ( رحمه الله ) التي كان يشير بها الى وحدة الصف ونبذ الخلافات للتصدي لما يحاك على بلدنا الحبيب في الخارج ، يدرك أن هذا الرجل يعرف نهايته ويعرف كيف يقترب من الهدف وما يزيد من المرارة أنه يعرف بميقات موته اذ كان يتمنى نيل وسام الشهادة وكذلك كان يعلم ما سيؤول اليه حال الواقع السياسية في العراق وهذا لم يكن تكهنا منه بل هو يدرك الامور من وعي تجربته في العمل السياسية الذي عاشه طوال حياته ، وهذا ما جعل الاعداء يتربصون ويتعجلون في اغتيالة لانهم يدركون خطورة بقائه وما سيحدث من اختلال بعد فقده حيث لايمكن أن يتوازن العمل السياسي من بعده ، والدليل على هذا ما يحصل اليوم وخوصا لو علمنا أن اللذين اغتالوه هم اليوم احياء في سجن خارج العراق وتابع للقوات الامريكية وهو ما يثير الاستغراب بل ويؤكد أن الامر يحمل بصمات ابعد مما هو معلن عنه ، كما ويؤكد أن الشهيد السعيد كان ظاهرة لو بقيت لحققت الثبات لخطوات العمل السياسي في العراق وعلى المستويين الداخلي والخارجي والسؤال الذي يحيرني دوما ، لم نحن هكذا مجتمع يمحو التجارب دون أن تستوقفه لتكون حلولا لمشاكل العالقة ! وتجربة الشهيد غنية بالحلول التي يمكن أن تداوي الجسد السياسي في العراق ؟ الجواب ليس من استنتاجي بل من التجربة التي خطفت منا الشهيد محمد باقر الحكيم ( قد ) والشهيد عز الدين سليم ( قد ) اذ على ما يبدو أن المشكلة هي اننا مجتمع يترك الامور بنصف حلول وبلا نهاية لهذا نحن من يضع العصي دوما في عجلت تقدمنا ونلقي باللائمة على القدر وعلى ما يحيكه الاعداء ويكون الرمز دوما وابدا ضحية سلوكنا نحن ، من زمن الحسين حتى يوم الدين
https://telegram.me/buratha