بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما يصدف ان يفكر الانسان بأمر ما فيجده امامه في تكرار يستغرب منه كأن يعرف معنى كلمة بلغة اخرى او معلومة لم يكن يعرفها فيجدها امامه في عدة مواقف فيستغرب انه عاش عمرا لم يعرفها وعندما فعل لاحقته كانها تطلب منه ان ينشرها او تتشكر منه لاهتمامه بها !! ومنذ ايام افكر في مسألة ترابطت اجزائها في ذهني لتشكل شماعة اعلق عليها اغلب معاناة العراق بدأت من تقليبي لصفحات منهج دراسي يخص مادة العلوم استوقفني مصطلح جديد عليّ ( مفعول الدفيئة وغازات الدفيئة ) وسحبني الى قراءة الموضوع كاملا والبحث عنه في صفحات الانترنيت وبدأت المعلومة بملاحقتي حتى ظهرت في المقالة التي طلب صاحبها منا فيها التألم من واقع الزراعة في العراق والذي كان خيطا في نسيج الالم العراقي .
ليس من الصعب تحديد الخطوط الاساسية في معاناة العراق بما يلي
1- وصول الذات العراقية الى ما وصلت عليه .
2- مشكلة الزراعة.
3- مشكلة المياه.
4- تغير المناخ من زيادة الحرارة وكثرة الاتربة .
والتي تتفرع منها الالاف المشاكل ذات الصلة وكل حلولها ينتهي بقلع المولدات من شوارعنا !! كيف بمعرفة ما هو (مفعول الدفيئة ) ؟!! هي عملية يتم فيها ابقاء الحرارة قريبة من سطح الارض فبديع الصنع الالهي حتم ان لا تبقى ارضنا باردة وان ننعم بدفىء الارض اللازم لبقاء الحياة فاشعة الشمس بالاضافة الى كونها تنير وتدفىء في النهار فان لها خاصية اخرى وهي انها تُمتص من قبل الارض وتخرج منها الاشعة تحت الحمراء ومعلوم خاصيتها في التدفئة وهي سرعان ما تنتشر في الفضاء هاربة فتستوقفها بعض الغازات واهمها غاز ثاني اكسيد الكاربون وبخار الماء وتمنعها من الفرار وبهذا تبقى الارض دافئة وتسمى غازات الدفيئة فسبحان الله على هذه النعم والالطاف الغير محسوسة .
ولما تطورت الصناعات وظهرت السيارات ظهر ما يُعرف بالاحتباس الحراري ( وهو ارتفاع درجة حرارة الارض ) حيث تسببت الصناعات باضافة كميات كبيرة من ثاني اكسيد الكاربون للجو وصارا الاخير مانعا للاشعة تحت الحمراء من الفرار وبشكل اكبر وبهذا ارتفعت درجة حرارة الارض والتي نتجت منها عشرات المشاكل حيث زاد استهلاك الكهرباء للتبريد وبذلك تزداد انتاج المحطات ويزداد ثاني اكسد الكاربون لاحتباس اعلى !! كما ان الزراعة تضررت بسبب تغير المناخ وتبخرت المياة السطحية وجفت الارض مما يتسبب بالتعرية وبذلك زيادة نسبة الاتربة .
لقد قامت الدول المتقدمة بالحد من الاحتباس الحراري عن طريق نشر الوعي في استخدام الاجهزة الكهربائية واماكن المصانع وكذلك الاهتمام بأعادة التدوير وغيرها من الامور التي تجعل بلدانهم لا تنزلق امام هذا السيل من المشاكل المتلاحقة والتي سببها غاز ثاني اكسيد الكاربون .
اما في العراق فحصل ما يلي :
1- تجفيف الاهوار من قبل الطاغية مما ادى الى تغير كبير في المناخ والتوازن الطبيعي فمن المعلوم ان ارض الجنوب وخاصة العمارة تطفو على النفط وعلى الزئبق الاحمر وهي مواد ترفع من درجة حرارة الارض لذا كان اللطف الالهي بوضع الهور ليبرد هذه الارض وما الزلازل الحاصلة اليوم في العمارة الا كرد فعل على تجفيف الاهوار والارتفاع المتزايد داخل ارضها والتسبب في صهر الصخور وبالتالي حركتها كزلازل .
2- استيراد كم هائل من السيارات الحارقة للوقود لتتسبب بالزحام والارهاب وعدم السيطرة وزيادة غاز ثاني اكسيد الكربون وبالتالي زيادة الحرارة وتفاقم المشاكل .
3- عدم حل مشكلة الكهرباء بشكل جذري ادى الى استعمال المولدات وبشكل عشوائي وكبير جدا فالمواطن اضطر لذلك لتوفير ابسط مقومات الحياة وبطريقته فمولدة صغيرة في البيت وكذا خط لكذا مولدة في الشارع لتكون المولدة هي النافعة على المدى القريب والضارة على المدى البعيد .
وليس الضرر فقط في زيادة الاحتباس الحراري المتفاقم سنة بعد اخرى بل هناك امر اخر مخيف وهو دمار الخلايا العصبية للانسان وهذا الكلام انقله عن لسان دكتور في جامعة بغداد قسم البيئة فلقد حضرت له دروس مكثفة عن اثر مكائن المصانع على العمال وباخذ عينات بشرية عن الموضوع وفعلا ظهرت النتائج مخيفة بان الصوت والتعرض له لفترات طويلة يتسبب في تلف الجهاز العصبي فيحرم الانسان الهدوء والكسينة والتفكير السليم !!!.
هذا على نطاق ماكنة اما المولدة فحدث ولا حرج وكانت الدراسة جميلة من حيث ان لموقع المولدة اثر كذلك فاختيار موقع ماكنة تصدر صوت لا يكون اعتباطي وانما مدروس بشكل يحد ضرره واخطر مواضعه ان يكون في الوسط ولقد اخذنا الاستاذ الى مصانع نُصبت مكائنها على يد الالمان في العراق وفعلا لاحظنا موقعها غريب فهي تقترب من الحائط من جهة بحيث يكون البعد 50 سم ومن الجهة الاخرى عدة امتار وبالفحص بالجهاز المخصص لذلك وجدنا انها خير طريقة لضرر اقل ولكن اصحاب المولدات اناس لا تصلهم هكذا معلومات فكان الامر عشوائيا والضرر كبير جدا .
سطورنا اليوم علمية نختتمها بالسياسة ان الدولة التي لم تحل مشكلة الكهرباء كل هذه الاعوام تتحمل وزر كل هذه التفاقمات وسينقلب عليها السحر فالمواطن الذي تطمئن من طيبته في انتخابها سيتلف جهازه العصبي قريبا ولن تستطيع توقع ما سيحدث والماء سيجف والارض ستتزلزل والزراعة ستُنسى والصناعة ماتت منذ زمن والرحمة الالهية باقية ان استنزلناها بالدعاء الصادق .
اللهم احفظ بلدنا وشعبنا انت ملجئنا فانصارنا وارحمنا وثبت اقدامنا
اختكم
المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha