عون الربيعي
رُبّما ليست هي المرة الأولى التي تتجاهل فيها مؤسسة الشهداء إحياء يوم الشهيد العراقي الذي يحل علينا في الأول من رجب من كلّ عامٍ ولأسباب غير مفهومة يطالب المواطن العراقي بكشفها وبيانها، فهذه المؤسسة التي تعنى بشؤون الشهداء والتي ترفع شعار الدفاع عن حقوقهم لم تكلف نفسها ولو ببذل جهد إعلامي بسيط عبر ملصق أو بوستر يُعرف المواطنين بهذا اليوم او يلفت الانتباه ان ذكرى اغتيال رمز من رموز العراق وهو شهيد المحراب آيّة الله العظمى السيّد محمّد باقر الحكيم قد حلت، وينبغي هنا ان تتمتع هذه المؤسسة التي تهتم بكل العراقيين وشهداء كلّ العراق بالحيادية والصدق في تعاملها وقد فات القائمين عليها ان محاولاتهم في تجاهل هذه المناسبة العام الماضي قد جوبه باستنكار واستهجان العراقيين الذين طالبوها بالالتفات الى هذا الخلل الكبير، فيوم الشهيد العراقي الذي تم اقراره بإجماع أعضاء مجلس الحكم العراقي العام 2003، رسمياً أكد دون أدنى شك شرعية هذا اليوم كون من أقروه يمثلون الطيف العراقي بكلّ توجهاته ومشاربه، كما انه مناسبة لابُدّ أن تكون موضع اهتمام بالغ من قبل هذه المؤسسة التي تحتاج الى إلفات انتباه وعلى اعلى المستويات لتنهض بمهامها في مثل هذا اليوم الذي يعتبر برمزيته ووجوده انتصاراً لدماء جميع الشهداء، واذكر هنا ان المدير السابق لهذه المؤسسة الدكتور خلف عبد الصمد حاول مراراً وتكراراً لأسباب مجهولة أيضاً أنّ يُغير هذا اليوم ويجعله في يوم اقرار قانون المؤسسة في محاولة مشبوهة لم يكتب لها النجاح، ان التأسيس الخاطىء والتعامل بنوع من الامبالاة مع مثل هذه المناسبات يدفعنا لان نضع الف علامة استفهام إزاء هذه التصرفات غير المبررة فهل كان شهيد المحراب الذي نذر روحه لخلاص العراق والعراقيين من ربقة الديكتاتورية مثلاً لايستحق مثل هذا التكريم؟؟، أم ان المؤسسة ترى في احياء يومه وذكراه مأخذا معينا عليها ؟؟، أم ان هناك مقاييس معينة للشهيد لاتنطبق عليه رضوان الله عليه ؟؟ هذه تسأولات لطالما طرحت من قبل محبي شهيد المحراب وهم كثر ممن انتقد صمت وتجاهل هذه المؤسسة على طول الخط لذكرى يوم الشهيد العراقي فالعجب كل العجب من سلوك هذه المؤسسة والحكومة بشكل عام التي لاتلتفت لهذا الامر ولا لغيره من أمور هي من صلب اختصاصها ومسؤولياتها تجاه أبناء شعبها رغم ان شهيدنا الغالي السيّد محمّد باقرالحكيم ومحبيه لايحتاجون منة احد فهم لذكراه مخلصون ومصرون على إحياء يوم استشهاده بكلّ ما يتمكنون من جهد وإمكانيات, إنّ هذا اليوم الذي أغتيل فيه هذا الرمز الوطني الكبير والشخصية الكبيرة استحقاق وطني كان الاولى ان تسبق مؤسسة الشهداء غيرها في ترسيخه والدفاع عن حقوق الشهداء الأبرار فيه وتذكير الجميع بمدى الظلم الذي وقع عليهم والتضحيات التي بذلوها في سبيل حرية العراقيين جميعاً وغير ذلك من أمور وبرامج كان الاولى ان تنهض بها احقاقاً للحق ووفاءاً لتلك المسيرة الحافلة بالجهاد والدفاع عن العراق وأهله, لا ان تجير برامج المؤسسة لجهة بعينها ومن المعيب ان تكون مؤسسة شهداء العراق لجهة دون غيرها ويتم تناسي وحجب اسم لامع في عالم الشهادة قد تكون خلفه اغراض لايعلمها إلاّ المسؤولين عن ادارة ووضع برامج وخطط المؤسسة، من هنا نقول لهؤلاء ومن يقف وراء هذا التجاهل اتقوا الله واعملوا لآخرتكم قبل دنياكم فمسؤوليتكم ان تتعاملوا مع دماء الشهداء بانصاف فشهيد المحراب شهيد العراق كلّ العراق ولولا دمه ودماء اخوته ورفاقه لما جلستم على هذه الكراسي الدوارة التي سوف تنبذكم في يوم من الأيام لأنكم لم تكونوا منصفين في التعامل معها.
https://telegram.me/buratha