المقالات

حروب واعراس وقطط ليلية......بقلم حافظ آل بشارة

788 18:46:00 2012-05-23

مجلس الأمن الوطني سمح لكل أسرة عراقية باقتناء سلاح في منزلها ، واجه القرار اعتراضات وانتقادات ومخاوف ، قام المجلس بتعديل القرار فأجاز السلاح لاهالي المناطق التي تتعرض لاعتداءات ارهابية ، قرار معقد فيه الكثير من التفاصيل ، يجب اعادة تعريف الاعتداءات الارهابية ، هنا مكمن الخطر ، الارهاب يتخذ الشعار الطائفي ، الاعتداء الارهابي والرد عليه في اي منطقة يتحول بسهولة الى قتال أهلي ،

 

ثم ان العراق كله مشمول بهذا الوصف ، ان لم يكن ارهابا طائفيا فهو ارهاب للسرقة والقتل والثارات والخطف والتسليب والاستضعاف وطلبا للفصل والدية والخاوة ، بهذا القرار نتراجع كدولة الى النظام القبلي ، الدولة هي التي تحمي المواطن ، اذا تقرر تكليف المواطن بحماية نفسه فهذا يعني تحويل الأمن الى قطاع خاص ! فالحكومة تخلت عن تغذية المواطن بالحصة التموينية فاصبح يشتري من السوق ، وتخلت عن تزويده بالكهرباء فاصبح يعتمد على المولدات الاهلية ، وتخلت عن تعليم اطفاله باهمال التعليم فظهرت الدروس الخصوصية والمدارس الاهلية ، واليوم تتخلى عن حمايته أمنيا فيظهر الجيش العائلي ، لا حاجة الى الدولة ومن سيحترمها ؟ كل رب اسرة يشتري بندقية ويدرب عليها أفراد اسرته ، كيفية الرمي الصلي والمفرد والرمي باركا وواقفا والرمي الغريزي ، والرمي من وراء الاستار ، والرمي من داخل الخندق والصولة والاستتار والانقضاض وما الى ذلك ، كيفية تنظيف السلاح والتفكيك والتركيب ، في العراق يوجد اكثر من سبعة ملايين اسرة ، نحتاج سبعة ملايين بندقية ، يجب تحديد نوع البندقية المجازة هل هي : كلاشنكوف ، برنو ، آربيكي ، جي سي ، غدارة ، بي كي سي ؟ ومن اين يأتون بهذا العدد الهائل ؟ انه مشروع لتسليح المجتمع ، لا بد من دولة مصنعة تقوم بتصدير هذا العدد ، صفقة تجارية ذات بعد امني واقتصادي وسياسي ، له علاقة بسيادة العراق وتحديد مصادر التسليح ، الصفقة تحتمل حدوث سرقات وعمولات ، الاتفاق على بنادق روسية ولكن عند التسليم يظهر انها تشيكية سريعة العطب ، بنصف القيمة وما بقي ينزل في الجيب ، اين هيئة النزاهة ؟ ثم ان البنادق تحتاج الى عتاد ، الرمي مستمر ولا بد من وجود مصدر دائمي وموثوق ، الذي في بيته بندقية لا يتراجع عن اطلاق صلية كاملة على قطة قفزت من السياج سهوا تحت جنح الظلام ، جاره لا يبقى متفرجا سيجيبه بصلية مماثلة ، فيجيبهم بقية الجيران بصليات تضامنية ، تتسع المناورة الليلية بالحارق الخارق ، قناة طائفية ستعرض خبر القطة على انه قتال طائفي بين ضاحيتين في العاصمة . وفي الاعراس ستحدث العجائب ستعمل البنادق ليلا ونهارا ، من يوفر العتاد الحكومة ام السوق السوداء ، سيظهر مصرف جديد للاسرة العراقية ، وتجد قائمة التسوق مكتوبة بالشكل الآتي : تمن ، معجون ، بيض ، سكر ، شاي ، اجور المولد ، اجور المدرس الخصوصي ، باكيت عتاد روسي … هذه النقاط جديرة بملاحظة مجلس الأمن الوطني الموقر .

40/5/523

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2012-05-23
الذي لاحظته عند رجوعي للعراق لااول مرة ان حمل السلاح حتى نساء يحملونه وهناك قصص عنها..احد الايام كان لي شوق ان ارى جسر المعلق في الكرادة احد اقاربي قال نحن نأتي معكي فقلت لانني بصرحة تغيرت معالم بغداد كثير وكنت اجهل الاماكن بصورة صحيحة وخرجنا واذا بهم يحملون سلاح فقد دخل الخوف قلبي لماذا يحملون سلاح هل هي عملية اغتيال ام ماذا..احدهم ضحك وقال زهراء لاتخافي يجب ان نحمله ربما نتعرض لااختطاف وهو حمايتك لااكثر عبالهم انكليزية وضحكنا لكن ظل الخوف في قلبي. كيف كانوا يقتلون احبتنا.لعنة اللّه عليك يابعث
زهراء محمد
2012-05-23
تحية طيبة..تجويز السلاح من اخطر الامور على حياة المواطن وعلى آمن البلد من دمار وعدم الاستقرار..لكن الشىء الغريب تخرج تصريحات من ساسة محنكين! يجوزللعراقي ان يكون له قطعة سلاح في البيت ؟! وهذا التصريح كانه يقول اذا صارت لك مشكلة مع واحد انت تحله بنفسك( كأنه تشجيع) دون لجوء الى الشرطة!! ونحن نعرف ان الطائفية زرعها المقبور في العراق ولليوم العراق لم يستقر..اذن ياحكومة يارشيدة كيف تجوز هذا الترخيص بحمل السلاح ودماء العراقييـن لازالت رطبة في شوارع وازقة بغداد ومدنها؟ بدل ان تسحب كل السلاح من العراقيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك