مجلس الأمن الوطني سمح لكل أسرة عراقية باقتناء سلاح في منزلها ، واجه القرار اعتراضات وانتقادات ومخاوف ، قام المجلس بتعديل القرار فأجاز السلاح لاهالي المناطق التي تتعرض لاعتداءات ارهابية ، قرار معقد فيه الكثير من التفاصيل ، يجب اعادة تعريف الاعتداءات الارهابية ، هنا مكمن الخطر ، الارهاب يتخذ الشعار الطائفي ، الاعتداء الارهابي والرد عليه في اي منطقة يتحول بسهولة الى قتال أهلي ،
ثم ان العراق كله مشمول بهذا الوصف ، ان لم يكن ارهابا طائفيا فهو ارهاب للسرقة والقتل والثارات والخطف والتسليب والاستضعاف وطلبا للفصل والدية والخاوة ، بهذا القرار نتراجع كدولة الى النظام القبلي ، الدولة هي التي تحمي المواطن ، اذا تقرر تكليف المواطن بحماية نفسه فهذا يعني تحويل الأمن الى قطاع خاص ! فالحكومة تخلت عن تغذية المواطن بالحصة التموينية فاصبح يشتري من السوق ، وتخلت عن تزويده بالكهرباء فاصبح يعتمد على المولدات الاهلية ، وتخلت عن تعليم اطفاله باهمال التعليم فظهرت الدروس الخصوصية والمدارس الاهلية ، واليوم تتخلى عن حمايته أمنيا فيظهر الجيش العائلي ، لا حاجة الى الدولة ومن سيحترمها ؟ كل رب اسرة يشتري بندقية ويدرب عليها أفراد اسرته ، كيفية الرمي الصلي والمفرد والرمي باركا وواقفا والرمي الغريزي ، والرمي من وراء الاستار ، والرمي من داخل الخندق والصولة والاستتار والانقضاض وما الى ذلك ، كيفية تنظيف السلاح والتفكيك والتركيب ، في العراق يوجد اكثر من سبعة ملايين اسرة ، نحتاج سبعة ملايين بندقية ، يجب تحديد نوع البندقية المجازة هل هي : كلاشنكوف ، برنو ، آربيكي ، جي سي ، غدارة ، بي كي سي ؟ ومن اين يأتون بهذا العدد الهائل ؟ انه مشروع لتسليح المجتمع ، لا بد من دولة مصنعة تقوم بتصدير هذا العدد ، صفقة تجارية ذات بعد امني واقتصادي وسياسي ، له علاقة بسيادة العراق وتحديد مصادر التسليح ، الصفقة تحتمل حدوث سرقات وعمولات ، الاتفاق على بنادق روسية ولكن عند التسليم يظهر انها تشيكية سريعة العطب ، بنصف القيمة وما بقي ينزل في الجيب ، اين هيئة النزاهة ؟ ثم ان البنادق تحتاج الى عتاد ، الرمي مستمر ولا بد من وجود مصدر دائمي وموثوق ، الذي في بيته بندقية لا يتراجع عن اطلاق صلية كاملة على قطة قفزت من السياج سهوا تحت جنح الظلام ، جاره لا يبقى متفرجا سيجيبه بصلية مماثلة ، فيجيبهم بقية الجيران بصليات تضامنية ، تتسع المناورة الليلية بالحارق الخارق ، قناة طائفية ستعرض خبر القطة على انه قتال طائفي بين ضاحيتين في العاصمة . وفي الاعراس ستحدث العجائب ستعمل البنادق ليلا ونهارا ، من يوفر العتاد الحكومة ام السوق السوداء ، سيظهر مصرف جديد للاسرة العراقية ، وتجد قائمة التسوق مكتوبة بالشكل الآتي : تمن ، معجون ، بيض ، سكر ، شاي ، اجور المولد ، اجور المدرس الخصوصي ، باكيت عتاد روسي … هذه النقاط جديرة بملاحظة مجلس الأمن الوطني الموقر .
40/5/523
https://telegram.me/buratha