عباس المرياني
حفلت المسيرة العلمية والجهادية للمرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر وشهيد المحراب(قدس سرهما) بأعظم وأجمل صورة العلاقة التي تربط بين أصحاب العلم والفضيلة والورع والتقوى لأنها علاقة قائمة على معرفة الخصوصيات والمكنونات والقدرات. وكانت نتاج علم وحلم وورع وتدين.ولم يكن انتماء شهيد المحراب الى عائلة ال الحكيم باعتبارها قطب الرحى والسند الأقوى والمرجعية الدينية العالمية, حائلاً أو سداً في أن تكون العلاقة بين شهيد المحراب وأستاذه الصدر, علاقة قائمة على التقديس والتبجيل والاحترام بأبهى ما يتوجب على الطالب من احترام لأستاذه، كما أن استقراء الواقع والتفرس في المستقبل جعل الأستاذ ينظر الى تلميذه نظرة تبجيل واحترام حتى تحولت العلاقة بين الاثنين الى أشبه ما تكون بالتوأمة أو الإخوة.وما يؤكد أن العلاقة بين شهيد المحراب وبين الشهيد الصدر, كانت علاقة مثالية لم تتمكن كل الدسائس والمؤامرات التي كانت تترى عليهم خاصة ما كانوا يعانونه من نظام البعث العفلقي من تضييق وتشريد وسجون من ان تحدث ولو شرخا واحدا في جدار هذه العلاقة الملكوتية.وكان من شديد حب الشهيد الصدر لشهيد المحراب انه كان يوليه عناية خاصة, وكان يعتبره أخوه وعضده المفدى وكان يبكي لفراقه بكاءً شديداً خاصة في الفترة التي القي القبض فيها عليه من قبل النظام ألبعثي المباد عام 1977 بعد إحداث النخيلة, حيث ينقل عن احد المشايخ انه لما سمع خبر صدور الحكم المؤبد بحق شهيد المحراب قصد منزل الشهيد الصدر ليبشره بهذا الخبر في الساعة الحادية عشر ليلا, بعد أن كانوا يتوقعون صدور حكم الإعدام بحق السيد الحكيم فقال له سيدنا ابشر لقد حكموه بالمؤبد, (أي السيد الحكيم) فبكى الشهيد الصدر وقال يا ليتهم حكموه بالإعدام؟؟فسأله الشيخ بعد أن هدأ روع السيد وكيف ذلك فأجابه: إذا أعدموه يرتاح ويذهب شهيدا الى الله تعالى، أما السجن المؤبد فهو تعذيب وموت بطيء وقتل تدريجي له، وهذا ما لا يتحمله كل إنسان، فهؤلاء مجرمون. ومن السجن كتب شهيد المحراب رسالة الى أستاذه ومعلمه السيد الصدر يحدثه فيها عما جرى عليه في السجن أرسلها السيد الحكيم مع زوجته عند اول لقاء معها في المعتقل والذي تم تحت نظر ومراقبة الحكومة, ولما استلم الشهيد الصدر الرسالة أصيب بنوبة من البكاء والحزن الشديدين وظل يقوم يوميا بزيارة عائلة شهيد المحراب ويجلس عند الباب مدة من الزمن ويسال عن الأحوال ويتحدث الى الأطفال ويسليهم, بل أن الشهيد الصدر لما كان في زيارة إلى السعودية لأداء العمرة عام 1978 قام بالتوسل في البيت والتعلق بأستار الكعبة ولدى النبي(ص) والأئمة الأطهار(ع) من اجل إطلاق سراح السيد الحكيم، وكان أن استجاب الله دعاءه فأطلق سراح شهيد المحراب بعد عودة السيد الصدر من العمرة بأقل من أسبوعين.هكذا كانت العلاقة بين شهيد المحراب وبين الشهيد الصدر الأول رضوان الله تعالى عليهما تمثل أعلى مستوى الالتزام والشعور بالمسؤولية فسلام عيهما يوم ولدا ويوم استشهدا ويوم يبعثا مع الصديقين والنبيين.
https://telegram.me/buratha