( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
علاقة العراق بجيرانه شهدت نمطين متناقضين، الاول كان العراق فيه سبباً اساسياً في تخريب منظومة ولياقات العلاقات مع جيرانه بسبب الاتجاهات الشاذة للسياسات والسلوكيات التي كان يعتمدها النظام المخلوع مع الجوار ودول المنطقة والعالم،بينما النمط الثاني من العلاقة بين العراق وجيرانه شكل حالة انقلابية لم يكن للنظام السياسي العراقي الجديد أي دخل في تأزيمها، بل ربما لم يشهد العرق القديم والمعاصر نظاماً سياسياً يمتلك من الحرص لاقامة علاقات سياسية اقتصادية امنية مع جيرانه اكثر مما لدى النظام الحالي.
الطيف السياسي الذي يدير العراق فيه ما يكفي لترميم وتطوير علاقاتنا مع تركيا وايران والكويت والسعودية والاردن وسوريا مرة لان التعددية السياسية التي تتكون منها المعادلة السياسية العراقية الجديدة تلتقي مع المعادلة العربية والاقليمية بكل تلويناتها ومرة لان الطاقم الذي يحكم العراق كان حتى الامس القريب احد اهم ضحايا الممارسات والسلوكيات الخاطئة التي حكم بها النظام السابق طيلة الخمس والثلاثين عاماً الماضية.الجانب الاكثر وضوحاً وحضوراً في هذا المجال يتجسد في نقطة اكثر اهمية الا وهي ان هذا الطاقم كان في يوم ما يتخذ من العواصم المجاورة مقراً له لممارسة انشطته السياسية ضد النظام المخلوع وهذا بدوره يعتبر حجر الزاوية في اقامة هكذا علاقة قوية ومتينة.
ان المتتبع لحركة الحكومة العراقية بسلطاتها التشريعية والتنفيذية وبكتلها السياسية واتجاهاتها الفكرية سيجد ان الدولة العراقية الجديدة قد بذلت جهداً غير عادي باتجاه بناء علاقة متطورة تستند ركائزها الى الثقة المتبادلة مع جيرانها ولعل ما قامت به الدولة من زيارات لمسؤوليها الى هذه الدول خلال السنوات الاربع الماضية لم تقم به كل الانظمة العراقية السابقة وعلى مدى الثمانين عاماً الماضية، وبطبيعة الحال فان جميع هذه الزيارات هي ليست ترفاً مزاجياً انما هي مشاريع سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية الغاية منها توديع حقبة بكل مآسيها واستحقاقاتها وموروثاتها وتدشين حقبة اخرى بكل رغبة في اعادة هيكلة المنظومة العلاقاتية التي تسبب العراق في تصديعها.
من هنا ننظر باهتمام بالغ الى الزيارات المكثفة التي قام بها حتى الآن رئيس الجمهورية ورؤساء الحكومات المتناوبة وزعماء الكتل السياسية لما يقرب من خمسين دولة من اهم دول العالم فضلاً عن الجوار الذي يحظى باولوية اهتماماتنا في العراق بكل تأكيد.
https://telegram.me/buratha