( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
من المهم ان نستحضر دائماً الحقائق حتى وان لم تكن بعيدة، فقبل ايام كان الوضع الامني في بغداد غير ما هو عليه الآن.. وقد تكون هذه القراءة سابقة لاوانها فعادة المشاريع الاستراتيجية والميدانية لا تفصح عن نتائجها بعد ساعات او ايام من انطلاقها، لكن قد يكون المقصود من هذه المتابعة ليس الوضع الامني كيف كان وكيف اصبح وكم جثة باتت تستلم دائرة الطب العدلي بعد انطلاقة خطة فرض القانون وكم كان العدد قبل ذلك.. بل ان المقصود من هكذا متابعة تحديداً هو حضور الدولة وقوتها وتصميمها وارادتها وقدرتها في رسم وصياغة قرارها وموازنته اقليمياً ودولياً ومن ثم تطبيقه واقعياً.
لا احد بمقدوره ان يغفل الجانب المضطرب عند الشريك الامريكي والارباكات التي تتعرض لها الانظمة السياسية التي لديها قوات عسكرية في العراق عاملة تحت عنوان (متعددة الجنسيات) فمن هذا التصدع الذي تشهده الادارة الامريكية والارباك الذي تعيشه بعض الانظمة الاقليمية والعربية والاوربية واللاتينية تبرز اهمية العراق على الساحة الدولية والاقليمية والى جانب ذلك برز دور المتصدي العراقي في العملية السياسية سواء في الداخل ام في الخارج، وهذا بحد ذاته يعتبر من حيث التقويم اكثر من مؤشر، اذ انه هذه القدرة من طور الاختبار الى طور المنجز.. بمعنى آخر بات القول ممكناً اننا نعيش الآن وضعاً سياسياً وامنياً ودبلوماسياً غير عادي فيما اذا استحضرنا المواقف الدولية القلقة والاقليمية المرتبكة والعربية المعرقلة وبعض المحلية المتضررة والداخلة في حرب ضروس مع العهد العراقي الجديد.
هذا المنجز السياسي الكبير لا يلغي المنجز الميداني الذي بات منظوراً وملموسا بوضوح في عاصمة تصل رقعة جغرافيتها الى مستوى جغرافية دولة خليجية او اوربية كمالطا او قبرص مثلاً وسيكون لهذا المنجز بعداً اضافياً اذا استحضرنا طريقة وآليات تأسيسه التي بدأت من الصفر. اذن الجانب الميداني بدأ يستحوذ على اهتمام المراقب السياسي والشارع العراقي بذات الاهمية وبنفس الدرجة من الرصد للحالتين.
نعتقد ان المستقبل القريب سوف يكون لصالح الدولة العراقية وكذلك لصالح القوى الاقليمية والدولية التي ساندت العملية السياسية الجارية في العراق خصوصاً بعد ان اطلقت الدولة خلال الايام القليلة الماضية ماراثون اعادة الاعمار وفق خطة مدروسة وضعت تحت تصرفها اموالاً طائلة تعد هي الاكبر في تأريخ العراق منذ تأسيسه كدولة معاصرة وحتى الآن.
https://telegram.me/buratha