المقالات

الائتلاف والتحالف الوطني عند الحاجة !

519 12:46:00 2012-05-21

أبو ذر السماوي

مع أول بوادر الأزمة الخانقة وبداية ارتفاع حدة التراشقات الإعلاميّة وتحول جميع الكتل السياسية إلى خنادق اعتادوا أنّ يقفوا بها وليصطف النواب لتأدية الأدوار المناطة بهم من قبل رؤساءهم وولاة نعمتهم قادة تلك الكتل، بعد كلّ هذا عرفنا ماذا يعني المجلس الأعلى ومنهجه في التعامل مع الأزمة ومن هو الحكيم وكيف يتعامل مع الواقع السياسي ومستجداته ولا يخفى على الجميع أنّ المجلس الأعلى خاض الانتخابات تحت لواء الائتلاف الوطني مع التيار الصدري ومنظمة بدر والفضيلة والمؤتمر الوطني ومستقلين وبتحالفهم مع دولة القانون بعد الانتخابات تشكل التحالف الوطني ليكون أكبر كتلة برلمانية مما أهله لتسنم منصب رئاسة الحكومة وتشكيلها، لكنّ التشكيل لم يكن شفافاً والولادة لم تكن طبيعية إنما تحولت إلى اتفاقات ثنائية ولوي اذرع وكسر إرادات ولأنه المجلس الأعلى ولأنه الحكيم ومنذ البداية قالها صراحة بكلمته المشهورة (لن نكون شهود زور)، أيّ لن نشترك في هذه الحكومة على الرغم من مشاركتنا في التحالف الوطني وانتمائنا إليه لذلك فلن نكون طرفاً في الخلاف والصراع وكأنها مبدئية أمير المؤمنين عليه السلام، فلم يكن ظهراً فيركب ولا ضرعاً فيحلب، ودفع سماحة السيّد عمّار الحكيم دام عزه، والمجلس الأعلى ما دفع من أجل هذه المبدئية وهذا الموقف حيث لامه بعض أنصاره قبل مناوئيه ومبغضيه وتصرف بحيادية ومارس دوره الوطني وأدى تكليفه الشرعي مدافعاً عن العراق وشعبه مناصراً للمواطن في كلّ المواطن منبها للحكومة مصححاً لمساراتها، ما سمح له الموقف والجهد والمكان والزمان وتنكر له من تنكر وابتعد عنه من ابتعد وهو ينأى عن الخلاف والاختلاف والخطابات المتشنجة والمواقف المتأزمة ولم يترك مكانه في الائتلاف الوطني أو التحالف و الوطني على كثرة الاتهامات له بانسحابه واتفاقه لتشكيل محور جديد لما لهذه الأمور من تأثيرات على القواعد الشعبية للمجلس وحصاره وزعزعة وضعه بين محبيه ومريديه ومحاولة جره إلى مهاترات ومناورات جانبية كان المجلسيون أسمى و أعلى منها ووصلت الأمور إلى الابتذال وكيل التهم ونعت الحكيم بمختلف الأوصاف والنعوت، فكان اكبر فهو الحكيم الى ان وصلنا ان تذكر الجميع بأن هنالك تحالف وطني وائتلاف وطني فلم يروا من المجلس الاعلى إلاّ نفس الخطاب وبنفس الهمة فوجدوه كما تركوه عند نقطة الانطلاق متناسياً للجراح لكنه ذكر بنفس المبادئ والتي لن يحيد عنها ليجدوا الحكيم الأخ الكريم وابن العم الكريم ليكون خير عون لهم على أنفسهم أوّلاً ثم الانطلاق إلى آفاق أوسع، رُبّما لن يقبل احد ان أقول هذا الكلام بأنهم اعتقدوا أنّ يكون الائتلاف الوطني والتحالف الوطني ائتلاف عند الحاجة أو تحالف عند الطلب يستخدمونه في أوقات الأزمات ويرجعون إليه في الملمات كي يرموا عليه أثقالهم ويمسحوا به أوزارهم ويعلقوا عليه أخطائهم، لكنّ المجلس الاعلى والحكيم يرونه مصدر قوة وائتلاف مصير وتحديد مسار وتحالف تصحيح والوقوف عند الأخطاء أكثر من التغني بالنجاحات فالنجاح للجميع والخطأ مسؤولية الجميع من هنا يذكرهم الحكيم دائما بأننا ملتزمون بالتحالف الوطني وأننا نظراء على قدم المساواة و بأنه ائتلاف وجود لا ائتلاف عند الحاجة واشتداد الصعاب وان كان المجلسيون وقيادتهم أهلا للوقوف أمامها بقوة وثبات فهم رجال مهمات وملمات ورجال بناء وهمة وخدم لأبناء شعبهم بلا تعالي ومنة لأنهم يرون أن كلّ ذلك إنما لتحقيق مصلحة الشعب والأمة التي تستحق منهم كل هذه التضحيات وهنا يكون الفرق بينهم وبين غيرهم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك