أبو ذر السماوي
مع أول بوادر الأزمة الخانقة وبداية ارتفاع حدة التراشقات الإعلاميّة وتحول جميع الكتل السياسية إلى خنادق اعتادوا أنّ يقفوا بها وليصطف النواب لتأدية الأدوار المناطة بهم من قبل رؤساءهم وولاة نعمتهم قادة تلك الكتل، بعد كلّ هذا عرفنا ماذا يعني المجلس الأعلى ومنهجه في التعامل مع الأزمة ومن هو الحكيم وكيف يتعامل مع الواقع السياسي ومستجداته ولا يخفى على الجميع أنّ المجلس الأعلى خاض الانتخابات تحت لواء الائتلاف الوطني مع التيار الصدري ومنظمة بدر والفضيلة والمؤتمر الوطني ومستقلين وبتحالفهم مع دولة القانون بعد الانتخابات تشكل التحالف الوطني ليكون أكبر كتلة برلمانية مما أهله لتسنم منصب رئاسة الحكومة وتشكيلها، لكنّ التشكيل لم يكن شفافاً والولادة لم تكن طبيعية إنما تحولت إلى اتفاقات ثنائية ولوي اذرع وكسر إرادات ولأنه المجلس الأعلى ولأنه الحكيم ومنذ البداية قالها صراحة بكلمته المشهورة (لن نكون شهود زور)، أيّ لن نشترك في هذه الحكومة على الرغم من مشاركتنا في التحالف الوطني وانتمائنا إليه لذلك فلن نكون طرفاً في الخلاف والصراع وكأنها مبدئية أمير المؤمنين عليه السلام، فلم يكن ظهراً فيركب ولا ضرعاً فيحلب، ودفع سماحة السيّد عمّار الحكيم دام عزه، والمجلس الأعلى ما دفع من أجل هذه المبدئية وهذا الموقف حيث لامه بعض أنصاره قبل مناوئيه ومبغضيه وتصرف بحيادية ومارس دوره الوطني وأدى تكليفه الشرعي مدافعاً عن العراق وشعبه مناصراً للمواطن في كلّ المواطن منبها للحكومة مصححاً لمساراتها، ما سمح له الموقف والجهد والمكان والزمان وتنكر له من تنكر وابتعد عنه من ابتعد وهو ينأى عن الخلاف والاختلاف والخطابات المتشنجة والمواقف المتأزمة ولم يترك مكانه في الائتلاف الوطني أو التحالف و الوطني على كثرة الاتهامات له بانسحابه واتفاقه لتشكيل محور جديد لما لهذه الأمور من تأثيرات على القواعد الشعبية للمجلس وحصاره وزعزعة وضعه بين محبيه ومريديه ومحاولة جره إلى مهاترات ومناورات جانبية كان المجلسيون أسمى و أعلى منها ووصلت الأمور إلى الابتذال وكيل التهم ونعت الحكيم بمختلف الأوصاف والنعوت، فكان اكبر فهو الحكيم الى ان وصلنا ان تذكر الجميع بأن هنالك تحالف وطني وائتلاف وطني فلم يروا من المجلس الاعلى إلاّ نفس الخطاب وبنفس الهمة فوجدوه كما تركوه عند نقطة الانطلاق متناسياً للجراح لكنه ذكر بنفس المبادئ والتي لن يحيد عنها ليجدوا الحكيم الأخ الكريم وابن العم الكريم ليكون خير عون لهم على أنفسهم أوّلاً ثم الانطلاق إلى آفاق أوسع، رُبّما لن يقبل احد ان أقول هذا الكلام بأنهم اعتقدوا أنّ يكون الائتلاف الوطني والتحالف الوطني ائتلاف عند الحاجة أو تحالف عند الطلب يستخدمونه في أوقات الأزمات ويرجعون إليه في الملمات كي يرموا عليه أثقالهم ويمسحوا به أوزارهم ويعلقوا عليه أخطائهم، لكنّ المجلس الاعلى والحكيم يرونه مصدر قوة وائتلاف مصير وتحديد مسار وتحالف تصحيح والوقوف عند الأخطاء أكثر من التغني بالنجاحات فالنجاح للجميع والخطأ مسؤولية الجميع من هنا يذكرهم الحكيم دائما بأننا ملتزمون بالتحالف الوطني وأننا نظراء على قدم المساواة و بأنه ائتلاف وجود لا ائتلاف عند الحاجة واشتداد الصعاب وان كان المجلسيون وقيادتهم أهلا للوقوف أمامها بقوة وثبات فهم رجال مهمات وملمات ورجال بناء وهمة وخدم لأبناء شعبهم بلا تعالي ومنة لأنهم يرون أن كلّ ذلك إنما لتحقيق مصلحة الشعب والأمة التي تستحق منهم كل هذه التضحيات وهنا يكون الفرق بينهم وبين غيرهم.
https://telegram.me/buratha