حيدر عباس النداوي
ليس غريباً ان يتقدم أكثر من(150) نائباً ونائبة للحصول على قطعة أرض وسط بغداد وبمساحة تتجاوز ال(600) متر لكلّ واحد وواحدة في زحمة حالة الانفلات واللامبالاة التي تضج بها الساحة السياسية من ولادة جيل سياسيي يسمى جيل الفرصة الأخيرة او الوقت الضائع او تالي"وكت". ومثلما هو حال بعض الكتل السياسية في خلق حالة من الفوضى في المشهد السياسي من اجل الحصول على المكاسب الشخصية والذاتية والحزبية لا يختلف الامر كذلك عند الكثير من نواب تلك الكتل الذين يستمدون وهج بريق نزقهم وخرقهم دون حياء او تردد من نهج كتلهم.إنّ كلّ الذين تقدموا بطلبات الحصول على قطعة الأرض هذه هم ليسوا من سكان المريخ بل هم نتاج أصوات الناخبين في مناطق حي طارق وحي التنك وحي الكوفة وسكنة مناطق التجاوز في بغداد والمحافظات، وقد يكونوا هؤلاء النواب قد حضروا الى هذه المناطق ووعدو أبنائها بأن يجعلو حياتهم بعد انتخابهم حكاية من حكاية الف نائب ونائبة.إنّ تقديم هؤلاء النواب طلباً للحصول على أرض بمثل هذه المساحة وفي مناطق تجارية وسط بغداد يثبت بما لايقبل الشك انهم في وادٍ ومن انتخبوهم بوادٍ آخر لأن إحصاءات وزارة التخطيط تقول ان العراق يُعاني من أزمة خانقة في السكن وأنّه يحتاج الى ملايين الوحدات السكنية الصغيرة والواطئة الكلفة ولم يقل عالية الكلفة او على مساحة كبيرة كتلك التي يطالببها أعضاء البرلمان او حتّى نصفها.إنّ بإمكان النواب شراء الدار التي يرغبون بها من خلال الرواتب العالية التي يتقاضونها بالإضافة الى مخصصات ورواتب الحمايات الوهميّة مع ما يحصلون عليه من قروض وامتيازات وايفادات ومخصصات بدل السوالف.إنّ تقديم مثل هذا الطلب دون منحهم ما يطلبون يمثل خيانة كبرى من قبل هؤلاء النواب لناخبيهم لان النائب الشريف هو ذلك الغيور الذي يأبى أنّ يستقر قراره أو يهدأ باله قبل ان يحقق رسالته التي وعد بها ناخبيه والتي بكل تأكيد من أهمها انه سيصون الامانة ويسعى لتحقيق رفاهية ناخبيه لا ان يسعى لتحقيق رفاهيته على أساس تعاسة ناخبيه.
https://telegram.me/buratha