نور الحربي
مع بدء الاجهزة الامنية العراقية في تنفيذ الخطة الامنية الخاصة بتأمين أجتماعات إيران ومجموعة 5 +1 التي تدور رحى مفاوضاتها في بغداد وما لهذه المفاوضات من دلالات وانعكاسات على الوضع العراقي ودبلوماسيته التي حققت مكتسبات كبيرة تؤشر قدرة العراق على إنجاح وتنظيم مثل هذه الاجتماعات الكبرى والمحافل الدّولية والإقليمية، فالعراق كوسيط ناجح يعود و بعد مخاضات كبيرة لممارسة دور متميز في منظومة العلاقات الدّولية اما بالنسبة لهذا الاجتماع المرتقب الذي يعد استكمالاً لسلسلة اجتماعات كان آخرها في اسطنبول يأمل الجميع منه ان يكون سبباً مباشراً في غلق تداعيات الملف النووي الايراني بالرغم من ان إيران الإسلاميّة ومنذ ان أطلقت برنامجها كانت تضمر الحرص والنوايا الحسنة مع آليات المجتمع الدولي بل ان المجتمع الدولي هو الذي تجاوز ولم يحترم تعهداته في اكثر من موقع و غض الطرف عن الظلم الذي لحق بالشعب الايراني المسلم خلال العقود الثلاثة الماضية، وبالرغم من ذلك لم نجد ان ايران تتحرك في يوم من الأيام خارج إطار الشرعية الدّولية, ان تجاهر القيادة الايرانية ورفضها بعض سياسات الدول الغربية هو السبب الأساس الذي يدفع بعض الأقطاب والمحاور لاستعداء إيران والحجة هي ملفها النووي السلمي الذي أكد رئيس الوكالة الدّولية للطاقة الذرية السابق محمد البرادعي بأنه ذو طابع سلمي لكنّ اختلاف المناهج والمتبنيات هو من يدفع الدول الكبرى الى تجاهل كلّ ذلك واستخدام هذا الملف للضغط على إيران وتصوير الأمر على انه مشكلة رغم ان الموضوع في بعض جوانبه لايتعدى كونه مسألة انعدام الثقة بين ايران وبين الغرب، عموماً وليس تجاوزاً إيرانياً على القانون الدولي او خروج على شرعية دولية ان الشعب الايراني الذي يدافع عن تجربته بقوة ومنها تأييده لقيادته في إمتلاك الطاقة النووية السلمية كونها طاقة المستقبل من هنا نؤكد مرة أخرى على ان الأوهام التي تنميها لوبيات ودوائر غربية مرتبطة بالصهيونية العالمية لاتنفك تصور تعاظم الخطر الإيراني على الامن والسلم الدوليين عبر توظيف الطاقة النووية لأغراض حربية وعسكرية مع ان التأكيدات من نفس الدوائر الغربية تقول عكس ذلك حتّى ان ايران عرضت اخضاع كل منشآتها النوية لاشراف الوكالة الدولية, اذن وصل الملف النووي الى مرحلة حساسة وعبر بوابة بغداد ولا بُدَّ ان يتخذ القرار جاد في حل هذه المشكلة وفي تقبل الحق الطبيعي لإيران كما هو حق لسائر البلدان وعلى المجتمع الدولي ان يدرك ان حل هذا الملف لا يصب في مصلحة ايران فقط وانما سيصب أيضاً في مصلحة الدول الغربية فرفع الحصار بنجاح هذه المفاوضات عن إيران سيسهم في حل جزء من الازمة الاقتصادية العالمية التي بدأت تؤثر في منطقة اليورو وتغير في العلاقات بين أعضاء الاتحاد الأوربي التي خوت خزائن بعض اعضائه، وللتذكير فقد وصف احد كبار الساسة الاوربيين ورجال الاقتصاد فرض الحصار النفطي على ايران بقوله لانعلم هل ان العالم يحاصر إيران أم ان ايران تحاصر العالم بقطع امدادات النفط والغاز عن أوربا ودول اخرى، ان تقدم هذه المفاوضات في بغداد وإمكانيّة البحث عن حلول ومعالجات حقيقية في العراق سيكون له إشارة واضحة وانعكاسات إيجابية مهمة ستجعل من هذا الحدث حدثاً مهماً وقد يكون سبباً في معالجة الكثير من الملفات والتعقيدات والإشكاليات المعقدة، من هنا فتمنياتنا الصادقة ان تنجح هذه المفاوضات لأن النجاح سيكون بداية اخرى جديدة وسيساهم في تقوية العراق وتمكنه من أداء أدوار أخرى مستقبلاً.
https://telegram.me/buratha