زهير شنتاف
في السابق كان السياسي هو النافذ وهو صاحب القول الفصل اي ان الاقتصادي كان يستعين بالسياسي من اجل تنفيذ خطته وتطبيق اقتراحه حيث كانت الدول تتعالى وتتباهى بكثرة الاسلحة لديها اما ومنذ منتصف الستينات انقلب الوضع حيث صار السياسي تابعا لرجل الاقتصاد فهو يستعين به من اجل استمراره بالحكم حيث اصبحت قوة الدولة ليس بقوة الاسلحة التي لديها بل بقوة ومتانة اقتصادها وبالتالي صار السياسي تابعا للاقتصادي وليس العكس وان كل رئيس حكومة يحاول الاستعانة بافضل الاقتصاديين من اجل وضع خطة الحكومة لسنوات قادمة وهناك حكومات تستعين بكفاءات اقتصادية وخبرات من خارج بلدانها ومن جنسيات اخرى لكي تستطيع تحقيق اهدافها وتضمن مستوى جيد لمعيشة شعبها .الكفاءات العراقية والمتخصصين العراقيين مشهود لهم على المستوى العربي و الاقليمي و العالمي حتى ولكنهم مغيبون على الساحة العراقية فياترى لماذا لا نجد كفاءات علمية بجانب السيد رئيس الوزراء او من ضمن طاقمه ؟ ولماذا لا نسمع كلاما بارقام واحصائيات وحقائق وواقع من قبل المجموعة التي تحيط به ؟ لماذا كل تصريحات السيد رئيس الوزراء و الميحيطين به تصريحات سياسية فقط ؟ السنا نعاني من وضع اقتصادي سيء ؟ اقصد عموم الشعب وليس سكنة المنطقة الخضراء ، ترى اليس العراق بحاجة الى بناء بنيته التحيتية ؟ صحيح لدينا نفط ومدخول عال جدا ولكن لماذا لا نجد اقتصاد قوي ؟ نسمع كثيرا وبشكل غير معقول بان المشاريع الاستثمارية وبميزانتيها المعلنة تكفي لبناء حتى المجرات الاخرى وليس الكرة الارضية التي نعيش عليها فقط ولكن لا شيء على ارض الواقع ؟ لماذا كل ما نراه ارصفة بطابوق " مقرنص " ونهايات ارصفة مصبوغة وشجيرات هنا وهناك وتزداد كل هذه بقدوم رئيس اجنبي او عقد مؤتمر ؟ اليس هناك هناك كفاءات عراقية يمكن ان يستفاد منها السيد المالكي في وضع خطط تنهض بالاقتصاد ؟بكل تاكيد هناك عدد هائل من الكفاءات العراقية سواء التي عادت الى العراق او التي هي موجودة في الخارج يتحرق قلبها شوقا لوضع خبراتها تحت تصرف الحكومة العراقية الجديدة ولكن لا احد يعيرها اهتماما ولا يلتفت اليها الا عندما يسافر المسؤول الى بلدان تواجدهم فيلتقي بهم وتلتقط الصور ويعود متمنيا عدم عودتهم لانهم اكفاء وهو جاء بالمحاصصة.ساضرب مثلا جزئيا من الواقع الذي عشناه حيث سمع كلنا بالدكتور احمد الجلبي و الدكتور برهم صالح و الدكتور علي عبد الامير علاوي و الدكتور مفيد الجزائري و الدكتور مهدي الحافظ وهؤلاء حصلوا على شهاداتهم العلمية و بالاخص الدكتوراه قبل عشرات السنين وليس اثناء مزاولتهم اعمالهم الرسمية بعد سقوط صدام كما حصل مع الكثيرين ممن يتسنمون مناصب كبيرة ، وهؤلاء الدكاترة الخمسة الذين ذكرتهم معروفون على الساحة السياسية والاقتصادية و الثقافية العراقية وكلهم تبوؤا مناصب رسمية لكنهم لم يعودوا متواجدين فيها الان بل اختفوا تقريبا فهل السبب انهم ليسوا اكفاء ام انهم اكفاء اكثر من اللازم وهذا مصدر خطر على الكثيرين ممن يتسنمون مناصب عليا الان وهم ليسوا اهلا لها على الاطلاق وبالتالي اذا عادت هذه الكفاءات في مناصبها المستحقة فانها بكل تاكيد ستعيد شبه المتعلمين الى مواقعهم الحقيقية .ان بلد كالعراق " خرج من حصار اثم لم يؤثر الا على شعبه المظلوم وحكومة همجية لا انسانية لها حكومة صدام "هو بامس الحاجة الى من يبني اقتصاده بشكل علمي مدروس خصوصا وان اهم عامل لبناء الاقتصاد هو المال و الخبرة و الكفاءة و التخصص وكلها متوفرة بشكل تحسده عليه الكثير من الدول بل للعراق كفاءات ساهمت ببناء اقتصاديات دول عديدة و لكن هل اخذ البناؤون الحقيقيون " الكفاءات " مواقعهم فعلا ؟ وهل سمح لهم بالعمل بمهنية وعلمية دون تدخل ؟ كلا ... فالغالبية العظمى مبعدة من قبل فئة حاكمة شبه متعلمة او محتمية بشهادت علمية غير معترف بها ولذلك لا يفضلون حصول الكفاءات على مواقعها الطبيعية فما هو السبب ؟ ومن سيبني البلد اذن ؟في السابق كان الاقتصادي و الخبير النفطي والطبيب يجب ان يكون سياسيا حتى ينجح في موقعه الرسمي خصوصا اذا ما كان صاحب قرار ولكن ومنذ منتصف السبعينيات اصبح على رجل السياسة ان ينطلق من الارقام و الاحصاءات اي من المفاهيم والمعلومات الاقتصادية و العلمية في تعامله مع منصبه ومع مؤسسات الدولة والحكومات الاخرى و المؤسسات العالمية بل ان بناء الوطن وحمايته صار متعلقا بالسياسة الاقتصادية المعتمدة وليس بكميات الاسلحة التي لدى البلد ، و السياسي الذي لا يفهم بالاقتصاد لا يمكن ان ينجح على الاطلاق لان الاقتصاد اصبح المحرك الرئيسي للسياسة وليس العكس ولذا نرى التحولات الاقتصادية العالمية و التكتلات و الاندماجات والاتحادات بدءت بالظهور واخذ كل سياسي يحيط نفسه بمجموعة خبراء في القطاعات الاقتصادية المختلفة بحيث يحصل على المؤشر و الاحصائية و الرقم وبه يقاتل فيقود دولته ويتباحث ويوقع الاتفاقيات وهذا ما نراه اليوم في اغلب دول العالم الا العراق فحكومته ترتعب من كل كفاءة في اي مجال كانت لانها هي مجتمعة تفتقد الى اية و تخصص اكفاءة او خبرة وبالتالي ترتعب من خشية فقدانها موقعها الحالي الذي لم تحلم به فلذلك نرى تعمدا في ابعاد الكفاءات واصحاب الخبرات وان تم الاعتماد على البعض فان ذلك يكون يجب ان يكون مقرونا بالتزلف و التملق بل وتم التعمد في وضع اشخاص بغير اختصاصاتهم من اجل ضمان الولاء وتنفيذ الاملاءات.لقد احتل الدكاترة الجلبي وصالح وعلاوي والجزائري و الحافظ مناصب رسمية قبل سنين ولم يقصر احدا منهم على الاطلاق خصوصا وان كل تصريحاتهم كانت حول مجال عملهم دون ان يدخلوا في سيرك التصريحات السايسية ولكنهم الان كلهم خارج المناصب الرسمية تماما " الا السيد برهم صالح المسؤول في حكومة اقليم كردستان " فلماذا ابعدوا ولماذا يرفض السيد رئيس الوزراء الاستعانة بهم وبغيرهم من الكفاءات الاقتصادية المشهود لها خصوصا وان اقتصاد العراق يعاني بجميع قطاعاته ؟ قد يقول البعض ان السيد رئيس الوزراء لديه 73 مستشارا ( بعدد اصحاب الامام الحسين " ع " في عاشوراء ) فاقول له هذا صحيح ويراسهم شخص مشمول بالاجتثاث واخوه كان مدير لامن كربلاء ايام صدام وهو هارب الى الاردن الان ولكن هؤلاء المستشارين لا يحلون ولا يربطون فهل رايناهم يوما مع السيد المالكي في اي لقاء او مؤتمر او اجتماع داخل العراق ؟.وقد يقول الاخرون بان الامن غير متوفر وبالتالي لا يمكن للاقتصاد ان ينهض ويجب اعطاء الجانب الامني الاولوية وهو تبرير " سخيف وتدليس وتزييف للحقيقة " مع الاعتذار لاستخدام هذه الكلمة ولكن الكل يعلم بان الامن لا يتحقق عندما يكون هناك بطالة و جوع وتفاوت رهيب بين الرواتب و الامتيازات وبالتالي فان ازدهار الاقتصاد وتحسن الحالة المعيشية للمواطن يجعله يرفض وينبذ تعكير الامن ولكن مع ذلك اذا قبلنا بذاك التبرير السخيف فياترى هل استطاعت الكفاءة الامنية ان تحقق الامن ؟ وهل الامن ينعش الاقتصاد ام ان الاقتصاد هو الذي يحقق الامن.اذا كان الامن هو المتقدم على اي سبب اخر فان من يعرفون تاريخ السيد المالكي يعرفون جيدا انه رجل كفوء في الناحية الامنية دون السياسية ناهيك عن الاقتصادية وهذا ليس تجريحا بدولته بل حقيقة واقعة كون تاريخه المشرف يقول بانه رجل حزبي وامني مشهود له وهو امني اكثر مما هو حزبي وبالتالي وكاي رجل امن فان اقصى ما يمكن ان يفكر به هو مفهوم " المؤامرة " ويبدو هذا واضحا من خلال الكفاءة العالية التي يدير بها السيد المالكي الملف الامني بخصوص الحلفاء و الخصوم وليس الارهابيين بحيث يستطيع التحرك على عدة مجالات في ان واحد ويشهد تشتيته للقائمة العراقية وطبيعة علاقاته بغيرهم على كفاءته بهذا المجال وقد يكون نجاحه بحصر المناصب الامنية " الداخلية و الدفاع والامن و المخابرات " بشخصه طيلة هذه الفترة دليل على كفاءته فعلا ومعرفته بخفايا الجانب الامني وقدرته العالية بادارته من ناحية الخصوم السياسيين فقط دون المنظمات الارهابية لان الارهابيين من البعثيين و التكفيريين لازالوا يمتلكون التوقيت و المكان لعملياتهم وان انخفاض العمليات الارهابية لم يكن بسبب القضاء على الارهابيين بل اما بشراءهم برواتب شهرية " وهي ميزة رجل الامن لتحييد المجرمين بان يدفعوا لهم لكي لا يقتلوا وهي الصحوات " او انهم انتقلوا لساحات اخرى ولذلك نرى دوما ان هناك تهديدات علنية من الارهابيين بانه اذا لم يتم دفع رواتبهم فانهم سيعودوا للارهاب .وبالتالي هل استطاع السيد المالكي الكفوء امنيا بتحقيق الامن وبناء الاقتصاد ؟ الجواب كلا لان المواطن لا زال يعيش البؤس و الحرمان وقلة الخدمات كما لم تات الشركات العالمية " الا التركية " وبقي الاستثمار ارقام على ورق ودعايات .فلماذا لا نجد شخصيات كتلك التي ذكرتها تتبوأ مناصب رسمية حسب اختصاصاتها ؟ نعم بنظام المحاصصة الكريه لا يستطيع السيد المالكي ان يعين كل الوزراء ولكن الم يكن باستطاعته ان يقدم مقترحا بتوزير البعض من هذه الشخصيات فيحرج الاخرين ؟ او على اقل التقادير الم يكن بامكانه ان يعين احدهم كنائب له بدل ان يستجدي السيد صالح المطلك حتى يقبل ان يكون نائبه للخدمات ؟ فهل يتمتع السيد الشهرستاني بخبرة وكفاءة الدكتور عبد الامير علاوي او الدكتور مهدي الحافظ حتى يكون هو نائب الرئيس لشؤون الطاقة وهم مبعدون كليا ؟ ترى لماذا لم يتحمل السيد المالكي نائبه السابق للشؤون الاقتصادية السيد برهم صالح ؟ هل رايتموه مرة واحدة يحضر اجتماعا مع السيد المالكي اثناء استقباله لاي وفد تجاري او اقتصادي ؟ بل هل رايناهما يجتمعان معا ويتناقشان ولو بصورة واحدة او بلقطة عابرة ؟الم يكن السيد علي عبد الامير علاوي وزيرا قبل تراس السيد المالكي للوزراة ؟ فلماذا لم يستعن به السيد المالكي خصوصا وان السيد علاوي شخصية اكاديمة اقتصادية معروفة اوربيا ؟ بل هل لنا ان نتساءل عن سبب رفض السيد علاوي منصب رئيس الهيئة العامة للاستثمار عندما عرضت عليه زمن السيد المالكي بعد ابعاد رئيسها الاول احمد راضي ورفض توليها فمنحها السيد المالكي لسكرتير حسين كامل و المشمول بالاجتثاث اساسا ؟؟؟بل لماذا لم يستعن بالسيد مفيد الجزائري وزيرالثقافة السابق و الذي تعامل مع الثقافة بمهنية وخبرة طويلة باعتبارها صورة العراق وتاريخه وماضيه ومستقبله ؟ فهل يمكن الركون الى تبرير البعض بان السيد الجزائري محسوب على الشيوعيين وبالتالي لا يتوافق معه السيد المالكي فياترى هل يمكن ان يتوافق السيد المالكي مع جلادي البعث ولا يتوافق مع من كان معارضا عنيدا لصدام وحزبه الهمجي ؟ ليس هذا فقط بل ماذا لم يتحمل السيد المالكي وكيل وزارة الثقافة السيد جابر الجابري " ابو مدين الموسوي " و الذي لم يخل احتفالا للدعوة الاسلامية من حضوره وشعره ايام المعارضة فاقاله دون مبرر سوى كونه متخصصا في مجال عمله واذا حضر السيد المالكي و السيد الجابري في الثقافة فان الكلمة للجابري وليست للمالكي وهذا ما لا يستوعبه رجل الامن على الاطلاق .ترى ما الذي جعل السيد المالكي يتذكر فجاة السيد مهدي الحافظ ويعرض عليه منصب المستشار الاقتصادي بعد ان تجاهله طيلة الفترة الماضية وهو الشخصية الاقتصادية المعروفة و المشهورة وقد ادى ما اسند اليه من مهام بشكل ملفت للنظر؟ ان سبب الاستعانة هو متعلق بالناحية الامنية وليس الاقتصادية كون الحالة الحرجة التي تعيشها السياسة في العراق تستدعي الاستعانة بشخصية كفوءة معروفة ومحسوبة على تيار اخر لم يدخل المناكفات الحالية وبالتالي يستقوي بها على الاخرين مغتصبا مفهوم الشراكة الوطنية وليست لشخص وكفاءة الحافظ نفسه .ترى لماذا لا يستعين السيد المالكي بالدكتور احمد الجلبي وهو رجل الاقتصاد والسياسة المعروف عالميا ؟ اليس الجلبي هو من اقنع الامريكان بازالة صدام ؟ وهذ سر كره العربان له ، وبالتالي فان كل من يحوز منصبا الان انما هو بفضل الدكتور الجلبي الذي كان اول شخصية عراقية تقتحم الكونغرس الامريكي وتغير اللهجة الامريكية وتغضب الحكومات العربية فهو الذي افحم الامريكان سياسيا واقتصاديا باهمية ازالة صدام حسين وهو صاحب الفضل بان تتراس الدعوة حكومة العراق ولولاه لكان الكل في مكانه واحد ينتظر تحويلة مادية من السويد والاخر ينتظر اعانة الحكومة الاوربية للعاطلين عن العمل وبالتالي هل من الحكمة الهروب من الاستعانة بالجلبي ؟ان التعامل مع هذه الشخصية الكفوءة و المهنية و الاكاديمية و المتخصصة بحاجة الى شخص لديه ثقة بنفسه اولا ويعتقد بانه اهلا للمنصب الذي يشغله وليس مغتصبا او مختطفا له وبالتالي يرى نفسه مؤتمنا من قبل الذين انتخبوه على حياتهم الامنية و المعيشية ومستقبل اولادهم فيحرص كل الحرص على تحقيق هذه المطالب ولذلك سيحتاج الى اشخاص متخصيين من اجل تلك تحقيق الاهداف فاذا كان هو بارع في السياسة مثلا فانه سيستعين بمن هو خبير في الاقتصاد لادارة الدفة الاقتصادية للبلد وبمتخصص اخر لادارة الملف الامني وبطبيب كفوء لادارة صحة البلد و المواطن وغيرها لانه يؤمن بان هذه المسوؤلية امانة وليست تعويض لايام المعارضة و الحرمان وشظف العيش .لا يمكن لشخصية يسيطر عليها هاجس المؤامرة وان الكل ضدي وعلي ومن لا يتملق لي ويتزلف ويرقص في سيرك رئاسة الوزراء فهو متامر يجب ابعاده و التخلص منه ، ان يبني بلدا او ان يصنع تاريخا مشرفا يكمل تاريخه المشرف الماضي و الذي لاغبار عليه ، نعم ليس مطلوبا من اي رئيس للوزراء ان يكون ملما بكل الامور بل قد يكون متخصصا او ملما بامر معين او ان يكون رئيسا لحزب مثلا فينال الاصوات اللازمة ليكون رئيسا للجمهورية او الوزراء ولكن سيكون مطلوبا منها ان يثبت صحة اختيار الشعب له من خلال الاستعانة بافضل الخبرات و الكفاءات لتاخذ مكانها وليثبت للشعب بانه اهلا للمنصب فعلا لا ان يعتبر ان انتخابه مناسبة لكي يعوض اسرته وزملاءه عن حرمان الماضي فيصبح الابن و النسيب وابن الخالة واخ الزوجة وزوج الاخت وموظف الاستعلامات في الجريدة المعارضة ومنضد الحروف و القصاب ومحصل الديون و بياع الملابس والاقمشة هي المجموعة التي تدير البلد .نعم هناك صعوبة كبرى في تعامل غير المتخصص وغير الكفوء وعديم الخبرة مع الكفاءات و اصحاب الخبرا ت وهذه الصعوبة ليست مشكلة سلبية بل هي ايجابية جدا لصالح الشعب و البلد اذا ما انتصرت الخبرة و الكفاءة ،ترى لو جلس السيد المالكي مع السيد الجلبي وتاقشا في كيفية تكوين لوبي في الكونغرس الامريكي يعمل لصالح العراق فمن لديه المعلومة و المعرفة ؟ واذا ارادا ان يتناقشا حول كيفية رفع قيمة الدينار العراقي امام العملات الاخرى فمن لديه المعلومة و المعرفة ومن سيقترح الخطة المطلوبة ؟ترى لو جلس السيد المالكي مع السيد علي عبد الامير علاوي وتناولا وضع خطة خمسية للاقتصاد العراقي فمن سيكون صاحب المعلومة وقارئ ومحلل الارقام ومقترح الخطة ؟ ومن سيقترح ان يتقدم القطاع الفلاني على الاخر ؟ترى لو جلس السيد المالكي مع السيد مفيد الجزائري وتباحثا حول عقد مؤتمر ثقافي لاحياء ذكرى شاعر العرب المرحوم الجواهري او عقد مؤتمر ثقافي فمن يمكنه وضع البرنامج ووضع قائمة اسماء المدعويين ؟ ولو ارادا تناول اخر الاصدارات الثقافية العالمية او الاقليمية او العربية او المحلية فمن سيتكلم ومن سيقول الكلمة الاخيرة ؟في كل هذه التساؤلات لن يكون للسيد المالكي كلمة امام كلمات السادة الجلبي علاوي و الجزائري على الاطلاق ولكن هل هذا عيب في شخصية السيد المالكي ؟ كلا والف كلا ليس عيبا على الاطلاق فهو ليس مطلوبا منه ان يعرف كل شيء ولكن بمقدروه ان يكون الكل عندما يكونوا هم اجزاءا من منظومته ليس التي يعتمد عليها فقط بل التي يترك لها حرية التحرك و الكلام و البحث و التعيين .نعم من حق السيد المالكي ان يكون هو صاحب الكلمة الفصل بالقبول او الرفض في الامثلة الثلاث التي ذكرتها كونه هو رئيس الوزراء وهو لديه معطيات قد تكون مانعا في اجراء بعضها ولكنه على اقل التقادير استمع واستعان وناقش وتداول مع اصحاب الخبرة و الاختصاص و الكفاءة وهذا ما يحدث في كل دول العالم التي تحترم شعوبها وتريد لها التقدم .ان صاحب الكفاءة لا يساوم على علميته ومهنيته وسمعته فلا الراتب يغريه ولا المنصب يشتريه وهذا ما يثير الاخرين بل ويثير المسؤول نفسه فهو يرى الكثيرين يتراقصون امامه بينما اخرون ينظرون بازدراء لما تفعله القرود فيزدادون رفعة في انفسهم ويزداد المسؤول غضبا وحنقة عليهم .ان تسليط عديمي الخبرة والكفاءة و الجهال احيانا كثيرة يؤدي باي بلد لان يكون عراقا ثانيا كما هو الان ، وان اقل ما يمكن ان تفعله الكفاءة و الخبرة هي ان ترفض البقاء تحت مسوؤلية شخص لا يفقه عملها واختصاصها وبالتالي فهي مستعدة لكي تترك المنصب لانها ليست قليلة جاه فلا الراتب يغريها ولا الموقع يمنعها من ان تقدم استقالتها او ترفض اساسا العمل مع رجال امن او اميين .فلو راينا ايا من اللقاءات السابقة للسيد رئيس الوزراء مع وفود اقتصادية اقليمية او عالمية او ممثلي مؤسسات مالية ونقدية فاننا لا يمكن ان نرى متخصصا واحدا حاضرا برفقة السيد المالكي بل هي وجوه مكررة من سكرتير وزوج بنت وابن خالة وصديق واحيانا من يعتبر ناطقا باسم الحكومة وسوف ترون نفس الوجوه في المستقبل والاعتراض هنا ليس على هذه الشخوص الكريمة بل على ماهية وجودها في ظل وجود وفد مقابل يضم خبراء بالاقتصاد و المال والتجارة و البنوك ؟من هنا يتبين ان هناك حساسية يعاني منها السيد المالكي من اصحاب الخبرة و الكفاءات في وقت لم يتوقع احد ان يكون بهذه الحساسية وهو لو امعن في التفكير مع نفسه " دون سماع فلان وفلان " فانه سيرى ان كل الوفود الرسمية التي زارته وستزوره تضم مختلف التخصصات وهو ليس بانتقاص من رئيس الوفد بل كل له مجاله والكل حريص على بلده وشعبه واقتصاده وحياته المعيشية .اما لو اتينا الى الجانب الدعوتي اي فيما يخص الدعوة الاسلامية فالموضوع ليس بمختلف حيث لدى الحاج نوري المالكي الامين العام حساسية مفرطة اتجاه الدعاة الاوائل و القدامى ممن انتموا للتنظيم قبله وشغلوا مناصب ارفع منه ولذلك نراه لا يخرج من دائرة 7 اشخاص يحومون حوله وهم امنوا له الاصوات التي تحتاجها الامانة العامة وبالتالي فهو مدين لهم وهم من حوله يستفادون فيما تم ابعاد الاخرين الذين لا يستطيع االحاج المالكي من ان يجالسهم كون تاريخهم الدعوتي لا يسمح بان يكون هو الامين العام ومن هنا انطلق الحاج والشلة من حوله الى تكوين مجموعة اخرى تتقافز امامهم وتتنافس في الهجوم ضد الاخرين والدفاع حتى بدون مناسبة عن الحاج المالكي وهؤلاء هم ما يسمون داخل الدعوة بدعاة 2003 اي انهم انتموا للدعوة بعد عام 2003 اي بعد سقوط صدام بعد ان كان اكثرهم بعثيون وممن يدافعون عن " القائد الضرورة صدام حسين " واصبحوا الان مدافعين عن امين عام حزب كانوا يصفوه انفسهم بالحزب العميل .اليوم هناك احد المدافعين ممن لازال اثر " حذاء " عدي صدام حسين على جبهته واضحا عندما رشقه عدي بالحذاء بقوة كنوع من التسلية وحيث سالت الدماء من جبهة ذاك الذي اصبح اليوم من اكبر المدافعين عن الامين العام وحاله حال التي كانت عضوة نشطة في اتحاد نساء العراق برئاسة منال الالوسي وكانت تنتقد " ربطة الرجعية " يعني الحجاب بينما هي اليوم تغطي الحنك دفاعا عن الامين العام .ان هذا الرعب الذي يعيشه السيد المالكي من الكفاءات و الخبرات و الاختصاصات لا مبرر له على الاطلاق بل ان استفادته من هؤلاء وان يحيطوا به هي من سترفعه وستجعله باني للعراق الجديد ومن ستتذكره الاجيال بانه كان امينا على الامانة التي اعطيت سواء اكان رئيسا للوزراء او امينا عاما للدعوة و الوقت ليس متاخرا وان كان متاخرا حقا لان هذه حقوق شعب ولكن اقول بان الدورة الثالثة قادمة وانها محسومة من الان وحسب وجهة نظري للسيد المالكي حيث لا يسمح الوضع الاقليمي و الدولي بان يتغير خصوصا وان اللدودان متفقين على ضرورة بقاءه فهل سيستعين بالخبرات و الكفاءات واصحاب الاختصاص ام انه سيقول انها مؤامرة ؟؟؟؟.
https://telegram.me/buratha