حيدر عباس النداوي
قبل اجراء الانتخابات النيابية الأخيرة وما أفرزته من تقارب في نتائج الكتل السياسيّة تحققت وقتها نبوءة من توقع أنّ تؤول المعركة الانتخابية الى ما انتهت إليه كمقدمة لمعركة طويلة من الصراع على المكاسب والنفوذ يكون الخاسر الأكبر فيها الشعب العراقي دون غيره.
وكان من بين توقعات النبوءة هو أنّ فترة تشكيل الحكومة سيستغرق وقتاً طويلاً جداً وهذا ما تحقق فعلاً، ولولا الصفقات المريبة التي فاحت رائحة نتانتها والضغط الخارجي لبقينا حتّى هذا اليوم في حالة من الديمقراطيّة المفتوحة وكان خلاصة النبوءة هو ان هذه الحكومة ستكون مشلولة وكسيحة وعاجزة ولن تقدم إلى الوطن والمواطن ما يجعلها في مصاف الحكومات الإنسانيّة على وجه الكرة الارضية.
ولا نحتاج هنا لدليل واقعي لإثبات صحة هذه النبوءة لأنها تحققت كمعطيات حقيقية على أرض الواقع بعد مرور أكثر من سنتين على تشكيل حكومة الشراكة الوطنية قولاً وليس فعلاً، وواقع الحال يغني عن المقال في كل مفصل من مفاصل الدّولة المنهار، ويبقى إثم هذه الأفعال على كل من ساهم في منح الحكومة الحالية مصل من جرعة الوجود والاستمرارية ولم يأخذ بالنصائح أو يلتزم بالعهود والمواثيق التي جمعته مع من تحالف معه قبل تشكيل الحكومة الحالية.
وقد يكون الموضوع الأغرب في كلّ جدليّة الصراع السياسي الدائر هذه الأيام هو أنّ كلّ الغاضبين اليوم على حكومة المالكي هم نفسهم الذين منحوها حق الوجود بينما يحاول من لم يمنحها فرصة إعادة التجربة المريرة السابقة بإيجاد فرص حقيقيّة لحلول تعالج اثم من هرولوا إلى أربيل ورفضوا طاولة بغداد المستديرة.
إنّ الواجب الاخلاقي والوطني يُحتم على كلّ الأطراف السياسيّة التي فضلت أربيل على بغداد لتكون مخرجاً لحل الأزمة السياسيّة عليهم اليوم واجب مضاعف من أجل إيجاد مخرج حقيقي للأزمة التي وضعوا أبناء العراق فيها بدل أنّ يشعلوا الحرائق ويحاولوا عبثاً أنّ يطفئوها بأربيل أخرى.
https://telegram.me/buratha