نور الحربي
لاشك ان الظروف السياسية الصعبة التي تعصف بالبلاد جعلت المواطن العراقي يستشعر حالة الاحباط التي ان استمرت فإنها تعني تقهقر المشروع الوطني وتراجعه لصالح نزعات التطرف والانقسام التي عانينا منها ولانريد عودتها بكل الاحوال لتصدر المشهد العراقي في القادم من الايام،فمتلاحقة الازمات التي نعيشها و الاوضاع التي وصلنا إليها و ما كنا نتمنى ان تصل الى هذا الحد من التباعد والتقاطع تجعلنا نعيش أجواء القلق رغم وجود بعض المؤشرات الايجابية على حلحلة بعض المشاكل بالاتجاه الذي يجب أن يؤدي الى الحل وهذه رؤية بعض الكيانات والقيادات المخلصة التي طالما رأت ان الحل ممكن ومتاح إذا ما أريد للازمات ان تحل وتعالج من خلال وضع منهج لأدارتها لأن غياب عنصر الادارة في حال الازمة سيقود الاوضاع الى ما لاتحمد عقباه لتبنى القرارات على أرضية هشة مرشحة للانهيار في أيّ وقت كونها ناتجة عن حالة من التخبط والانفعال وهذا ما لا يحقق النتائج المرجوة، فرؤية المجلس الاعلى الاسلامي العراقي التي بلورها وسارَ على خطواتها وتحدث بها على طول الخط حتّى قبل ان تستفحل الازمات وتصل الامور الى خانة التقاطع والتأزيم هي أنّ تكون هناك منهجية واضحة للحل من خلال إدارة حكيمة تستقرء أسباب نشوء الأزمات وطرق حلحلتها او العمل على تفكيك مسبباتها حينما تحدث والتركيز على ضرورة عدم ترك المشاكل تأخذ مديات وإتجاهات عدة تتفاعل من خلالها لتنتج كماً كبيراً من المشاكل وهذا ما عبر عنه سماحة السيّد الحكيم بتفريخ الأزمات وتوالدها حيث أكد انه يجب ان لا ندع المشاكل والأزمات تتفاعل كيفما تكون دون ظوابط وان تتحرك دون محددات في حركة العملية السياسية. مشيراً إلى ضرورة وضع خطوط حمراء لا يجب تجاوزها في حال حدوث بعض المشاكل لانها أمور محتملة الحدوث والوقوع لكنّ ان تسير بإتجاه تهديد السلم الاجتماعي والوجودات والمكونات، وتهدد وتعصف بمنظومة العلاقات التي بنيت على أُسس متينة إنطلاقاً من رغبة هذا أو ذاك، فهنا يجب ان تتوقف الازمة ليصار الى حلها وبذلك تحفظ العلاقات التي منها تكون الانطلاقة للحل كما ان ذلك سيعزز الوحدة الوطنية ويبعد الاخطار المحتملة عن المشروع السياسي الذي تم العمل عليه حتى قبل سقوط نظام البعث المجرم بان تسود حالة الوئام بين المكونات العراقية التي بدأت مؤخراً تتأثر بالصراعات والتصعيد الاعلامي, ان من المعيب حقاً ان يدعي كل طرف من أطراف الأزمة دفاعه عن الشعب ومكتسباته في وقت تذبح فيه متبنيات الشعب وتترك مصالحه المشتركة في مهب ريح الخلافات بل ان يترك الشعب ليلاقي مصيره المجهول وسط حالة الاقتتال الإعلامي وحروب التصريحات بينما تغيب الإرادة والمنهج في تطويق الازمات، ولو فكر الفرقاء بروحية اخرى وعقلية اخرى من خلال ايجاد مساحة معقولة للاختلاف وتنوع الطرح في العمل السياسي تخضع لنظام معين عبر عنه السيد الحكيم بمساحة إختلاف الرأي على ان لاتصل الى حد الخطوط الحمراء التي بعدها لايجوز الاختلاف ومن هنا نختلف ونتقاطع ولكن بحدود كما يمكن ان تحصل بعض المشاكل والتي يمكن ان نتعامل معها بشكل طبيعي ولكن بضوابط واذا ما حصلت الازمات، فلا بدّ ان تؤطر باطار وتحدد بحدود لتحاصر ثم يأتي دور المعالجة وأقصر الطرق لبلوغها الحوار اما إذا قبلنا ان نتجاوز هذه الحدود فالأمر هنا يستدعي أن نقلق لأن الطريق الذي نسير به عندئذ هو طريق اللاعودة الذي لانرغب في سلوكه بأي حال من الاحوال.
https://telegram.me/buratha