المقالات

ذكرى ولادة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء البتول بضعة النبي وقرة عين الرسول الأعظم محمد{عليها وعلى أبيها أفضل الصلاة والسلام{، الزهراء {ع{، من عالم الذر إلى ما بعد الشهادة {عليه السلام}،

3747 13:42:00 2012-05-16

الحلقة الأولى: محمد الكوفي/ أبو جـــاسم،

قال تعالى:لا يقاس بهم أحد من الناس؛ علي {عليه السّلام.{ مع النبي {صلّى اللّه عليه و اله.{ في درجته، إن اللّه عز و جل يقول:«وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ» «1». ففاطمة ذرية النبي {صلّى اللّه عليه و اله،{ و هي معه في درجته وعلي {عليه السّلام.{ مع فاطمة {عليها السّلام{.1 «اللوامع: ص 414. 2. » «تفسير محمد بن العباس، على ما في اللوامع.»* * * * * * * * * * * * ** * * * * * * * * * * * فاطمة الكوثر الفياض تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض يغضب الله لغضبها،نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام الرسول الأعظم محمد والى زوجها سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب {عليه السلام{, وعلى آله بيته الطيبين الطاهرين المعصومين. وذلك بمناسبة ولادة النور المحمدي السيدة فاطمة الزهراء البتول {عليهم السلام{، كما نهنئ مراجع الدين العظام وخصوصا إمامنا المفدى الإمام السيد علي الحسيني السيستاني دامت بركاته والى شيعة أمير المؤمنين {عليه السلام{، وكافة الأمة الإسلامية بهذه المناسبة السعيدة وبهذه الذكرى العظيمة واخص بالذكر الأخوة والأخوات القراء الأعزاء والأخوة الطيبين في موقع وكالة أنباء براثا »،وبالخصوص الأخ المسؤول والمشرف والكادر العام ، أعضاء هذا الموقع المحترمــــــــــــين ، وأصحاب المواقع الإسلامية والعلمانية المحترمة،* * * * * * * * * * * * الزهراء : ويستفاد من جملة الأحاديث والأخبار أن فاطمة {عليها السلام{، عرفت بالزهراء لجمال هيئتها والنور الساطع في غرّتها ، فهي مزهرة كالشمس الضاحية ، ومشرقة كالقمر المنير. وسُئل الإمام الصادق {عليه السلام{،عن فاطمة {عليها السلام{، لِمَ سمّيت الزهراء؟ فقال {عليه السلام} : « لأنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء ،كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض » {1} . وسأل أبو هاشم الجعفري رضي الله عنه{، صاحب العسكر {عليه السلام {،لِمَ سميت فاطمة {عليها السلام{،الزهراء؟ فقال: « كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين {عليه السلام{، من أول النهار كالشمس الضاحية ، وعند الزوال كالقمر المنير ، وعند غروب الشمس كالكوكب الدرّي » {2} . قال ابن الأثير: الزهراء : تأنيث الأزهر، وهو النيّر المُشرق من الألوان ، ويراد به إشراق نور إيمانها ، وإضاءته على إيمان غيرها {3}. وقال المناوي : سميت بالزهراء لأنها زهرة المصطفى {صلى الله عليه وآله وسلم{،{4}. وارتجزت بعض أزواج النبي {صلى الله عليه وآله وسلم{، في زفاف الزهراء {عليها السلام{، قائلة :الزهراء سيدة نساء العالمين وبضعة سيد المرسلين ومشكاة أنوار أئمة الدين وزوجة أشرف الوصيين البتول العذراء ،والإنسية الحوراء فاطمة الزهراء {صلوات الله عليها{، وعلى أبيها و بعلها و بنيها ما قامت الأرض و السماء، قال النبي هي الحوراء الإنسية، والحوراء نسبة إلى الحور العين في الجنة،{ ولأن نطفتها تكونت من ثمار الجنة }. والزهراء البتول {عليها السلام} : لأنها تبتلت عن دماء النساء . قال الرسول الأعظم{ص {، لم أرَ في الجنّة أحسن منها ولا أبيض وَرَقاً ولا أطيب ثمرة، فتناولتُ فصارت نُطفةً في صُلبي،فاطمة {ع{،{1}،* * * * * * * * * * * * بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين {محمد} المصطفى صلى الله عليه وآله، وعلى ابنته الطاهرة، الأنسيّة الحوراء، فاطمة الزهراء، سيدة نساء العالمين، زوج الوصيّ الكرار، وأم الأئمة الأطهار، المدعوّين في الكتاب العزيز بـ :أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.تهل علينا الذكرى العطرة مولد الطهر الطاهر ريحانة المصطفى المختار البتول أم أبيهافاطمة بنــت ففخر الكائنات وسيد البشر محمد {صلى الله عليه وسلم{ ، وهي ذكرى حية وباقية في قلوبنا منذ القدم الأوهى حب محمد وآل محمد،{ص{، ترى تتجدد هذه المراسم في كل أيام السنة في الأفراح والمناسبات الدينية، وغيرها؛ والذي هو عقائد راسخة في عقولنا وسلوكنا ، لأنها تعيش في أرواحنا وتسري ذكراها في دمائنا وأجسادنا وتتركز في عقولنا لتصبح دروسها وعبرها للأجيال القادمة منهج حياتنا وحياتهم وبرنامج عملنا وعملهم، ومثلما كانت منهجا للمسلمين والبشرية من قبلنا ستكون كذلك منهجا للمسلمين بجميع مذاهبهم، والبشرية من بعدنا حتى قيام الساعة ...* * * * * * * * * * * * كانت ولادة الميمونة الطاهرة ، والدرة الفاخرة، الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء {عليها السلام}، والمشهور بين علماء الإمامة أنّه في يوم الجمعة العشرين من شهر جمادى الثانية من السنة الخامسة بعد البعثة النبوية ، وبعد الإسراء بثلاث سنين{1}.2- في العشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين من مولد النبي{صلى الله عليه وآله وسلم} وكان بعد مبعثه بخمس سنين.3- فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله رسول الإسلام. أمها خديجة بنت خويلد ولدت يوم الجمعة 20 جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة النبوية بعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاث سنين {حسب الروايات الشيعية}، أو في السنة الخامسة قبل البعثة النبوية في مكة المكرمة, والنبي له من العمر خمسة وثلاثين عاماً {حسب روايات أهل السنة والجماعة}. زوجها هو علي بن أبي طالب.أمّا فضائلها ومناقبها {سلام الله عليها}، فهي كثيرة لا يمكن استقصاؤها، وبيان شيء منها بحاجة إلى كتاب مستقل، فاطمة أم أبيها بضعة الرسول محمد{عليهما السلام{،سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وكانت أشبه الناس كلاماً وحديثاً برسول الله‏{صلى الله عليه وآله{، تحكي شيمتها شيمته، وما تخرم مشيتها مشيته.هذه المرأة العظيمة التي ملأت الدنيا نورا وبهجة، وكرست كل حياتها القصيرة تلك لإعلاء كلمة الله عز وجل حتى لو كان ذلك على حساب مآسيها ومصائبها التي تحملتها بعد شهادة أبيها { صلوات الله عليه وأله {، وسعت لكي ترشد الإنسانية الحائرة إلى كمالها المفقود،* * * * * * * * * * * * إشراقات: أضاء نورُ فاطمة الزهراء {عليها السلام}: يومَ وُلدِت، فأضاءت بُيوتات مكّة بنورها القُدسي، بل لم يَبقَ في شرق الأرض ولا غربها موضعٌ إلاّ أشرق فيه ذلك النور. استمرّ نورها، حتّى إذا قامت في محرابها بين يَدَي ربّها، زَهرَ نورُها لملائكة السماء، ودَخَل هذا النورُ يوماً من مُلاءتها إلى بيتِ يَهوديٍّ فأسلم به خَلْقٌ كثيرٌ من اليهود. وغلَبَ هذا النورُ وأضاء، فأضاءت به السماواتُ والأرضون، كذلك أضاءت به قلوبُ المحبّين على مدى السنوات والقرون والأجيال.في أُفُقِ المجدِ هيَ الزهراءُ ****** للشمسِ مِن زهرتها الضياءُ بل هيَ نورُ عالَمِ الأنـوارِ******* ومَطلعُ الشموسِ والأقمـارِالمصاديق وهي كثيرة، وفيرة، اخترنا منها عشرةً فقط: 1. عن أبي أيّوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لَمّا خَلَق الله عزّوجلّ الجنّةَ خَلَقها مِن نور عرشه، ثمّ أخذ من ذلك النور فغَرَقه { وفي نسخة: فقذفه }، فأصابني ثُلُثُ النور، وأصاب فاطمة ثلثُ النور، وأصاب عليّاً وأهلَ بيته ثلثُ النور، فَمَن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمّد، ومَن لم يُصبه من ذلك النور ضَلّ عن ولاية آل محمّد » { الخصال للشيخ الصدوق 188:1 / ح 258 ـ باب الثلاثة، عنه: بحار الأنوار إلى ولاية آل محمّد، ومَن لم يُصبه من ذلك النور ضَلّ عن ولاية آل محمّد » { الخصال للشيخ الصدوق 188:1 / ح 258 ـ باب الثلاثة، عنه: بحار الأنوار 308:23 / ح 6. ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 106:3}.شعاع.. « مِن النورِ الفاطميّ »«راجع البقية على هذا المصدر، »{1}،* * * * * * * * * * * * ورد في صحيح البخاري: فاطمة بَضعة مني، فمن أغضبها أغضبني {النبي الأعظم{ص}}: في صحيح مسلم: قال رسول الله {ص{: فإنما ابنتي بَضْعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها. وبلفظ آخر: إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها. عـنـه {ص}: وهي نور عيني , وثمرة فؤادي , يسوؤني ما ساءها ,ويسرني ما سرها ، وَإنَّهَا أَوَّلُ مَنْ يَلْحَقُنِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَأَحْسِنْ إلَيْهَا بَعْدِي،:‏‏{ وروا هذا الحديث: إنما فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرّها. ايظاً: أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني} ورواها جمع آخر من محدثي العامة إضافة إلى اتفاق الشيعة فيها عن الأئمة المعصومين وكما في صحيح الترمذي وسنن النسائي وابن حجر العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة وآخرون غيرهم ـ نصا أو مضمونا ـ ولكثرتها عدت من الروايات المتواترة ولو بالمعنى، إي إن رسول الله{صلى الله عليه وآله {، قد نَوّهَ بقدر فاطمة وأشاد بعلو شأنها وسمو منزلتها، فقد رووا عن عائشة أنها قالت: إن فاطمة{عيها السلام{، كانت إذا دخلت على رسول الله {صلى الله عليه وآله {، قام لها من مجلسه وقبّل رأسها وأجلسها مجلسه،* * * * * * * * * * * * الحديث: 1} ــــ فاطمة {عليها السلام}: فهذه آيات بينات من القرآن الكريم وردت بحق سيّدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء {عليها السلام{، تنزيلاً، أو تفسيراً، أو تأويلاً، أو تطبيقاً سنورد بعضاً منها ومن المصادر التي ذكرت ذلك وهي من كتب أبناء العامة:وليلة القدر « من عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر وإنما سميت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها ... » « في تفسير فرات الكوفي عن أبي عبد الله{عليه السلام} أنه قال: {إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} الليلة: فاطمة {عليها السلام}، القدر: الله، في فاطمة الزهراء {عليها السلام{، سر مستودع كما تقدم ذلك في حديثنا حول هذا الموضوع ـ أي السر المستودع ـ وأيضا في ليلة القدر سر عظيم لا يعرفه إلاّ المقربون الذين امتحن الله قلوبهم للإيمان والتقوى ، فليلة القدر رفعها الباري عزوجل وجعلها خيراً من ألف شهر وفيها تشويق لذيذ لمعرفة ذلكم السر المكنون في أعماقها، { وما أدراك ماليلة القدر } حيث خاطب الله تعالى المؤمنين في ضمائرهم لكي يحرك فيهم أمواج المعرفة عبر وسائل العلم والوعي ولتنفتح لهم أسرار ليلة القدر بالتمعن والتدقيق فيها ، على أن معرفة ليلة القدر تفوق الإدراك البشري العادي أي أنها تفوق أدراك سائر الناس من السواد الأعظم فانه لابد أن يكون فيها سر عظيم ، والسر تقتضي معرفته استيعابا كاملا لمعنى ليلة القدر والغاية التي نزلت ليلة القدر من اجلها ولا جل تحقيقها في الأرض . وعلى هذا الأساس لابد من معرفة الأساس الذي بني عليه الحديث الذي ذكرناه في أول بحثنا حول علاقة معرفة فاطمة {عليها السلام{، بليلة القدر فانه لابد من وجود الترابط في هذا الموضوع المهم ، ففاطمة فيها سر مستودع وكذلك ليلة القدر فيها سر مكنون ، فمن عرف فاطمة والسر المستودع فيها عرف سر ليلة وعظمتها ، فليلة القدر عظيمة كعظمة فاطمة {عليها السلام{، لذا كانت مجهولة في أثباتها ودقتها من حيث الزمان لمختص بليالي شهر رمضان . على أن عرف فاطمة فقد أدرك ليلة القدر هذا كونه ناتج عن معرفة فاطمة التي تجعلنا ندرك الإسلام ونستوعب أهمية ليلة القدر من خلال هذه المعرفة ، ولقد طرح الكثير من العلماء أوجه للشبه بين ليلة القدر وفاطمة {عليها السلام}، * ليلة القدر وعاء وظرف زماني لنزول كل القرآن الكريم { إنا أنزلناه في ليلة القدر } ، { ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين } ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ، وفيه كل شيء ، وتبيان كل شيء ، وسعادة الدارين . وكذلك الحوراء الإنسية فاطمة الزكية ، فان قلبها ظرف مكاني وروحاني ، وصدرها وعاء الهي للقرآن الكريم والمصحف الشريف ، وإنها كانت محدثة تحدثها الملائكة ، فهي وعاء للإمامة وللمصحف الشريف .» « البحار : 43 | 65 .»{1}.* * * * * * * * * * * * الحديث: 2} ــــ كرامات الزهراء:{عليه السلام}:«اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها بعدد ما أحاطبه علمك وأحصاه كتابك، واجعلنا من شيعتها ومحبيها والذابين عنها بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا والحمد للّه رب العالمين. كانت فاطمة الزهراء {عليها السّلام.{ من عمود النور في صلب آدم؛ ثم انتقل نورها إلى الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهرة حتى وصل إلى صلب عبد المطلب، ثم إلى صلب عبد اللّه ثم إلى صلب رسول اللّه محمد {صلّى اللّه عليه و اله.{3}. قال الصادق {عليه السّلام: إن اللّه خلق أربعة عشر نورا قبل الخلق بأربعة عشر ألف عام، فهي أرواحنا: محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين، آخرهم القائم بعد غيبته، يقتل الدجال و يطهّر الأرض.كرامات الزهراء: کأن مَحاريبَ اللـَّيل ِتعرفَ عن عبادة َالزهراءَ الشيءَ ألکثيرِ. أنَّ فاطمة ُ هو المصباحَ الإلهـــــيُّ الذي يضيء طـُرُقُ الحياةٍ الإنسانية ألکريم ِلِکُلَّ نساءِ العالمَ.شفيعة المذ نبين عند رب العالمين فاطمة الزهراء بنت سيد المرسلين {ع{،من كراماتها: إضافة ركعة للمغرب شكرا على ولادة الزهراء {ع} ومن البركات المعنوية لولادة فاطمة الزهراء {ع} ما رواه الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي رضوان الله عليهما أن الركعة الثالثة من المغرب أضيفت إلى الصلاة شكرا من رسول الله { ص} لربه على مولد فاطمة {ع}. { راجع علل الشرائع ج2 ص324، ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص289 ح1319، والتهذيب ج2 ص113 ح424/192، وقد أوردها بعض فقهاء الإمامة في كتبهم الفقهية بما يفيد منهم القبول بمضمونها وعدم اعتراضهم عليها، فراجع ذكرى الشيعة للشهيد الأول ج2 ص312، والحدائق الناضرة ج6 ص58، ولم أجد من السابقين واللاحقين من اعترض عليها، وإنما أذكر ذلك لأنني أتوقع أن يخرج أحد المشككين الجهلة بمقامات أهل البيت {ع} ليقول أن هذا غير معقول ولا يمكن للعقل قبوله وأنه من الغلو!!!} وكان شكر النبي {ص} متجانسا مع عظم هذه النعمة، فكان شكرا بعبادة الله عز وجل بواحدة من أحب العبادات إليه سبحانه وأهمها في الدين، كما أن هذه النعمة الكبرى لما كانت خيراتها العظيمة مستمرة إلى يوم القيامة فهذا استوجب أن يدوم شكرها إلى يوم القيامة أيضا، فالشكر عليها حسن على جميع أفراد الأمة. وقد تحدثت في إحدى حلقات عقائد الإمامة بتفصيل عن الولاية التشريعية للنبي {ص} من خلال الروايات المعتبرة التي بلغت عشرة روايات، فما أكرمها من ولادة وما أجلها من بركات.»{2}.* * * * * * * * * * * * الحديث: 3} ــــ « سم الله الرحمن الرحيم "إنا أعطيناك الكوثر ,فصل لربك وأنحر, إن شانئك هو الأبتر" سورة الكوثر، سورة مكية تحتل الرقم 108 في ترتيب سور القرآن الكريم،هي أقصر سور القرآن الكريم، تفسر السورة،نزلت { سورة الكوثر}.. لا لتقول ـ وحسب ـ إن رسول الله مُنزّه عن هذه الصفة التي أُثيرت حوله ظلماً وعدواناً، بل لتبشّر أيضاً بأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله تخرج من صُلبه المبارك ذريّة كثيرة وفيرة، وينحدر منه {صلّى الله عليه وآله{، نسل كثير كثير.. اختارت السورة للتعبير عن هذه الكثرة الكاثرة لفظة {الكوثر} التي تعني: الخير الكثير. ولم يُترَك ذلك الجاهل المفتري دونما عقاب ودون أن يُكال له الصاع صاعَين، فتُخبر الآيةُ الأخيرة من هذه السورة الكريمة بأنّ العاصَ بن وائل عدوَّ رسول الله وشانئه ومُبغضه هو الأبتر، وليس رسول الله. وقد تحقّق هذا بالفعل، فانقطع نسل العاص واندثر ولم يبق له من أثر. وما يُقال عن أُبوّته لعمرو بن العاص إنّما هو موضع شك وأكثر من الشك؛ ذلك أن المصادر التاريخية تشير إلى أنّه لم يكن من صُلبه. نقرأ معاً ـ أيها الأصدقاء ـ سورة الكوثر المباركة: بسمِ الله الرحمنِ الرحيم. إنّا أعطَيناكَ الكوثَر. فَصَلِّ لربِّكَ وانْحَرْ. إنّ شانِئكَ هُو الأبتَر . وهكذا نلاحظ: أنّ موضوع السورة هو هذه الإثارة العدوانية الظالمة، والإجابة عنها إجابة إلهيّة واعدة صادقة لا تتخلّف؛ فانّ الله تعالى ناصر الرسول وحبيبه هو الذي تكفّل بالإجابة، فأعطى رسوله هذا الكوثر إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ} ونلاحظ ثانياً أنّ التعبير بالفعل الماضي « أعطيناك » الدالّ على التحقق في الماضي.. يعني أنّ تحقق هذا الإعطاء هو من المسلّمات الواقعية وكأنّه قد حدث وتمّ من قبل. ونلاحظ كذلك: أنّ الموضوع كان خطيراً ومهماً وحيوياً جداً، بحيث اختصّتَ به سورة مستقلة من سور القرآن العظيم. {1}.{[754]} . قال الفخر الرازي : الكوثر أولاده{ صلى الله عليه وآله وسلم } لأن هذه السورة نزلت رداً على من عابه بعدم الأولاد ، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مرّ الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت! ثمّ العالم ممتلئ منهم، ولم يبقَ من بني أمية في الدنيا أحدٌ يُعبأ بت{ [755]} . قال الطبرسي في تفسيره جوامع الجامع : هو كثرة النسل والذرية، وقد ظهر ذلك في نسله من ولد فاطمة{عليها السلام} ، إذ لا ينحصر عددهم ، ويتصل بحمد اللّه إلى آخر الدهر مددهم، وهذا يطابق ما ورد في سبب نزول السورة، وهو: أن العاص بن وائل السهمي سماه الأبتر لمّا توفي ابنه عبد اللّه ، فيكون تنفيساً عن النبي{ صلى الله عليه وآله وسلم} ما وجد في نفسه الكبيرة من جهة مقالهم وهدماً لنحالهم{ [756]}.2 - الكوثر وإن كان بإسم نهر في الجنة ، وإن كان احد التفاسير القرآنية - إلا إن القرآن الكريم له ظاهر وباطن ومن التفاسير للكوثر وهي الأصح والأقرب للذهن هو أن : الكوثر هو نسل رسول الله { صلى الله عليه وآله{، بدءاً من فاطمة الزهراء {عليها السلام{، وأبناءها وأبناء أبناءها إلى يوم القيامة .. إذ انه لا يوجد للنبي أحفاد من أبناءه إلا أحفاده من فاطمة الزهراء وهم الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وجميع نسلهم الطاهر{عليهم السلام{،إلى يوم القيامة .. والآية الكريمة نزلت بعد حادثة وقعت في مكة قبل الهجرة، إن رجلاً جاء يسأل عن رسول الله {ص} في ، فأجابه واحد من الكفار ذلك الوقت وهو "العاص بن وائل" ، مشيراً بأصبعه إلى رسول الله: "أتقصد ذلك الأبتر" ! والأبتر عند العرب تقال لمن ليس له ذرية من الذكور يحملون اسمه من بعده ، وأراد بذلك أن يسخر من النبي {ص} فسماه الأبتر - فسمع الرسول {ص} مقالته ، وحزت هذه الكلمة في نفسه بأبي هو وأمي .. فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة يواسي بها رسوله {ص} ويعلمه من علم الغيب انه ستكون له ذرية تملئ الأرض إلى يوم القيامة كالنهر العذب الجاري غير المنقطع .. حتى إن الرسول {ص} قال في بعض أحاديثه " كل نسل منقطع إلى يوم القيامة إلا نسلي " .. فالله تعالى يبشر رسول الله في الآية الكريمة انه أعطاه الكوثر وهي فاطمة الزهراء{ع{، وجميع نسلها من بعدها ، ويدعوه الله تعالى إلى شكر الله بالصلاة وان يذبح أو "ينحر ذبيحة" تباركاً بهذه المولودة ، لذلك جرت السنة على ذبح ذبيحة عند ولادة مولود يطلق عليها " العقيقة".. وقوله تعالى " إن شانئك هو الأبتر" يعني بذلك " العاص بن وائل" الذي أراد أن يشين برسول الله ولكن الله تعالى ينعته هو بالأبتر يعني الذي لا نسل له ، لأن نسله منقطع {لن يستمر إلى يوم القيامة} كما إن نسله ليس كنسل سيد البشرية .. فالعاص هو الأبتر وليس رسول الله {صلى الله عليه وآله،»{3}.* * * * * * * * * * * * الحديث: 4} ــــ الزهراء {عليه السلام}: من قبل الولادة إلى ما بعد الشهادة العناصر الغيبية الدخيلة في تكوين الزهراء {ع}،بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم من الأولين والآخرين.نعقاد نطفة الزهراء: {عليها السّلام.{كان بدأ الخلق قبل كل شي‏ء بآلاف عام، و بنورها أشرقت السموات و الأرض. و بعدها اشتق لها اسما من أسماء الرب تبارك و تعالى. ثم لاحت أول بوادر عظمتها حين غفر اللّه تعالى لآدم بدعائه و توسله بها و بأبيها و بعلها و بنيها.{عليهم السلام}. {4}. قال الإمام جعفر الصادق {عليه السّلام.{ في قوله تعالى: «فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ»، كان آدم و حواء جالسين... و فيه رؤية آدم و حواء صورة فاطمة الزهراء{عليها السّلام.{ في قصر الجنة ... إلى آخر الحديث،{1}، في حديث للإمام الصّادق {عليه السّلام}: سُمِّيَت « الزّهراء »؛ لأنّ نورها اشتُقّ من نور عظمة الله سبحانه، ولمّا أشرق نورها غَشِيَ أبصارَ الملائكة، فخَرُّوا إلى الله سُجّداً وقالوا: إلهَنا وسيّدنا، ما هذا النور ؟! فأوحى إليهم: هذا نورٌ من نوري أسكنتُه في سمائي وأُخرجه من صُلْبِ نبيٍّ من أنبيائي أفضّله على جميع الأنبياء، وأُخرج من ذلك النّور أئمّةً يقومون بأمري ويَهدُون إلى حقّي، أجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي. {1}كنا قد تحدثنا عن نور فاطمة الزهراء {ع} قبل ولادتها عندما كانت في عالم الأنوار، وهو عالم أرفع بكثير من عالم الطبيعة، وهذا النور عندما أراد الله عز وجل له أن يتنزل إلى عالم الدنيا أنزله الله عز وجل في أحسن حلة وأفضل هيئة، وهذا ما سيكون محور حديثنا في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى.« عالم ألذ ر عالم ما قبل الولادة}، وفاطمة الزهراء {ع} - في عالم الأنوار- { الروايات حول خصوص نور فاطمة الزهراء {ع} حيث أن ما كان قبل خلق الخلق مما جرى في عالم الغيب مما يعد من عالم الغيب الذي لايمكن أن نكتشفه إلا من خلال ما جاء ممن أطلعهم الله على الغيب وهم النبي {ص} والأئمة من بعده {ع}، ومن ثم فلا سبيل لنا لمعرفة ما يتعلق بنور فاطمة الزهراء {ع} الذي يعد من عالم الغيب بغير الرجوع إلى من كان كلامهم نورا وكما جاء في الزيارة الجامعة الكبيرة. والروايات الواردة عن أهل البيت {ع} عن موقع فاطمة الزهراء {ع} في عالم الأنوار متعددة وكثيرة، وسأكتفي بذكر ثلاثة روايات فقط مع شيء من التعليق عليها. الرواية الأولى المعتبرة ومن أهم تلك الروايات ما رواه الشيخ الصدوق بسند صحيح قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن يزيد، قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن سدير الصيرفي، عن الصادق جعفر بن محمد، {ع} عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله {صلى الله عليه وآله}: «خلق نور فاطمة {عليها السلام}، قبل أن يخلق الأرض والسماء، فقال بعض الناس: يا نبي الله فليست هي إنسية؟ فقال: فاطمة حوراء إنسية، قالوا: يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسية؟ قال: خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح فلما خلق الله عز وجل آدم عرضت على آدم. قيل يا نبي الله وأين كانت فاطمة؟ قال: كانت في حقه تحت ساق العرش، قالوا: يا نبي الله فما كان طعامها؟ قال: التسبيح والتقديس والتهليل والتحميد، ... ». {معاني الأخبار باب نوادر المعاني ص396 ح53} استنتاجات من الرواية المعتبرة ونستفيد من هذا الحديث المعتبر عدة أمور: منها: تقدم خلقتها النورية على ولادتها في عالم الدنيا. ومنها: إنها لم تكن مشغولة في ذلك العالم إلا بما يكون أحب شيء إلى الله سبحانه وتعالى من الوحدانية والحمد والتنزيه، ووجه التعبير عن تلك الأمور بالطعام من جهة أن بقاء الإنسان يكون عبر الطعام، وبقاء فاطمة {ع} في عالم الأنوار قائم على أساس ما صدر منها من ذلك التهليل والثناء والتسبيح. ومنها: أنها{ع} عرضت على آدم، وهذا يعني أن آدم كان مأمورا بالتصديق والإيمان بهذا النور ومنزلته عند الله تعالى كما كان مأمورا بالإيمان والتصديق بنور النبي {ص}، وفي الحقيقة فهذه الفقرة قد تكون إشارة إلى قول الله سبحانه وتعالى: { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لاتعلمون * وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم اقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون } {البقرة/ 30-33} فالآية تتحدث عن جعل إلهي للخليفة، وهذا الجعل مرتبط بمعرفة الأسماء أي الحقائق، وتلك الحقائق من العلو بحيث لم تقدر الملائكة على معرفتها عندما عرضت عليها، ولكن آدم {ع} استطاع أن يعرفها بتعليم من الله سبحانه وتعالى له، ولكن ما هي تلك الحقائق؟ يروي الشيخ الصدوق بسند يمكن تصحيحه عن الإمام الصادق {ع} أنه قال: «إن الله تبارك وتعالى علم آدم {ع} أسماء حجج الله تعالى كلها، ثم عرضهم وهم أرواح على الملائكة، فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين بأنكم أحق بالخلافة في الأرض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، قال الله تبارك وتعالى:{ يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم } وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله - تعالى ذكره - فعلموا أنهم أحق بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه وحججه على بريته» . {كمال الدين ص13، وفي السند أيمن بن محرز وهو ثقة عند السيد الخوئي للتفسير، وجعفر بن عبد الله الكوفي، ويمكن حمله على جعفر المحمدي رأس المذري،ولكن لم يعهد أن لقب بالكوفي{، الروايات الواردة حول أنوار النبي {ص} وأهل البيت {ع} متواترة إجمالا، وتواترها كاف في إثباتها، بالرغم من وجود بعض الروايات الصحيحة والمعتبرة في ذلك كما في رواية سدير الصيرفي المروية في نوادر معاني الأخبار. »{4}.* * * * * * * * * * * * الحديث: 5} ــــ « أدلة وجود عالم الذر : قال النبي :{ صلى الله عليه وآله}: ما خلقتم للفناء بل خلقتم للبقاء وإنما تنقلون من دار إلى دار }.1 يمر الإنسان خلال حياته الطويلة - أي من بداية خلقه وحتى وصوله إلى مرحلة الخلود في الجنة أو النار - في عدة مراحل أو عوالم مختلفة منها عالم الأرواح {ويسمى أيضاً بعالم الأشباح أو الظلال{، وعالم الذر وعالم الأصلاب وعالم الأرحام وعالم الدنيا وعالم البرزخ وعالم القيامة ثم في الأخير عالم الخلود في الجنة أو النار ، ولا تشكل الحياة الدنيا التي نعيش فيها إلا مرحلة صغيرة جداً قياساً بتلك المراحل والعوالم المتعددة، فعلى سبيل المثال إذا لاحظنا عالم البرزخ {القبر} ومدة مكوثه نجد أنه قد يمتد لمئات أو آلاف من السنين أو ربما أكثر من ذلك ، حيث أنه يبدأ بموت الإنسان وينتهي بقيام الساعة أو النفخ في الصور وكما قال سبحانه وتعالى :{ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }2 ،قال تعالى :{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}.6 وعن أبي جعفر الباقر {ع} في تفسير الآية الآنفة الذكر قال :ر أخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة ، فخرجوا كالذر فعرفهم وأراهم نفسه -أي برؤية القلب -ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه ، ثم قال {ع}:قال رسول الله :" كل مولود يولد على الفطرة " يعني على المعرفة بأن الله خالقه ، وذلك قوله { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }7.وعن ابن بكير عن زرارة قال سألت أبا عبد الله عن قول الله :{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ{،فقال :{ ثبتت المعرفة في قلوبهم ونسوا الموقف وسيذكرونه يوماً ما ، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه ، فمنهم من أقر بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه فقال الله {{ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ }8} }9. «.»{5}.* * * * * * * * * * * * 6 الحديث: } ــــ فعن الإمام الصادق {ع }: قال :{ إن الله آخى بين الأرواح في الأظلة قبل أن يخلق الأبدان بألفي عام }4،وعن أبي جعفر قال :{ إن الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم أخذ الميثاق على الذر بالأقرارله بالربوبية ولمحمد بالنبوة، وعرض الله عز وجل على محمد أمته في الطين وهم أظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم ، وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام ، وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله وعرفهم عليا ونحن نعرفهم في لحن القول}.5« { عن آدم أبي الحسين ، عن إسماعيل بن أبي حمزة } {1} ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد الله { عليه السلام } قال : « جاء رجل إلى أمير المؤمنين { عليه السلام } فقال : يا أمير المؤمنين والله إنّي لاُحبّك ، فقال له : كذبت ، فقال له الرجل : سبحان الله كأنّك تعرف {2} ما في نفسي ، قال : فغضب أمير المؤمنين { عليه السلام } ـ وكان يخرج منه الحديث العظيم عند الغضب ـ قال : فرفع يده إلى السماء وقال : كيف لا يكون ذلك وهو ربّنا تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثمّ عرض علينا المحب من المبغض ، فوالله ما رأيتك فيمن أحبّنا فأين كنت ؟ » {3}.» [ 474/36 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن الحسين جميعاً عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر { عليه السلام } يقول : « إنّ الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ بالإقرار له بالربوبيّة ولمحمّد ر صلى الله عليه وآله } بالنبوة ، وعرض الله تعالى على محمّد { صلى الله عليه وآله } اُمّته في الطين وهم أظلّة ، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم ( عليه السلام } ، وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام ، وعرضهم عليه وعرّفهم رسول الله { صلى الله عليه وآله } وعرّفهم عليّاً { عليه السلام } ، ونحن نعرفهم في لحن القول » {4}. {6}.* * * * * * * * * * * * الحديث: 7} ــــ الأنوار الأول ونور فاطمة « مقـام الزهراء بدء خَلقها {عليها السّلام}: إن الله سبحانه وتعالى، خلقهم على هيئة نور، قبل أن يخلق احد على وجه الأرض، قبل نبينا آدم *ع* وجعلهم آية، وخليفة، وحجة على الأرض .. عَنْ مُرَازِمٍ عَنْ الإمام أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصادق {عليه السلام}، قَالَ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : يَا مُحَمَّدُ : إِنِّي خَلَقْتُكَ وَعَلِيّاً نُوراً يَعْنِي رُوحاً بِلَا بَدَنٍ ، قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ سَمَاوَاتِي وَأَرْضِي وََرْشِي وَبَحْرِي ، فَلَمْ تَزَلْ تُهَلِّلُنِي وَتُمَجِّدُنِي . ثُمَّ جَمَعْتُ رُوحَيْكُمَا : فَجَعَلْتُهُمَا وَاحِدَةً فَكَانَتْ تُمَجِّدُنِي و تُقَدِّسُنِي وَتُهَلِّلُنِي ، ثُمَّ قَسَمْتُهَا ثِنْتَيْنِ ، و قَسَمْتُ الثِّنْتَيْنِ ثِنْتَيْنِ فَصَارَتْ أَرْبَعَةً ، مُحَمَّدٌ وَاحِدٌ ، وَعَلِيٌّ وَاحِدٌ ، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ثِنْتَانِ ، ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ فَاطِمَةَ مِنْ نُورٍ ابْتَدَأَهَا رُوحاً بِلَا بَدَنٍ ، ثُمَّ مَسَحَنَا بِيَمِينِهِ فَأَفْضَى نُورَهُ فِينَا،[1]وولادتها،عن الإمام الصّادق عن أبيه عن جدّه {عليهم السّلام}: قال رسول الله {صلّى الله عليه وآله{، خُلِق نورُ فاطمة قبل أن تُخلَقَ الأرض والسّماء. الحديث عن ولادة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها ليس كالحديث عن ولادة سائر أبناء آدم، بل ليس كولادة الأنبياء والأوصياء ، إنها حادثة عظيمة وقعت بين السماء والأرض انعكس صداها على العالم العلوي والعالم السفلي وعلى الجبروت والملكوت والمُلك . فمن الجدير للباحث أن يتعمق في ولادتها {عليه السلام لأنَّ هذه الحادثة تحتوي مفاهيم و مطالب عميقة وتعكس فضلها ومنزلتها عند الله تعالى، خَلقـها قبـل آدم ثبت من طريق العقل أن الخلق ليس هو إلاَّ فيضٌ إلهي مجعول على الماهيات المظلمة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأن أول ما خلق الله هو الواسطة لذلك الفيض وهو أفضل وأحسن ما خلقه سبحانه ، وعند استقراء الأحاديث الشريفة نجد أنَّها تؤكِّد على أنَّ أوَّل ما خلق الله هو: النــور 2- نـوري 3- العقـل 4-المــاء 5-محمد وعترته الهداة المهديين 6-أرواحـنا 7- القـلم وكلُّها تشير إلى حقيقة واحدة هو "العقل"... فالعقل الأول هو أول ما خلق الله وأوَّل ما تجلَّى ، وهو نور محمد {صلى الله عليه وآله وسلم{ وسمي بالعقل الأول لاحتوائه على كل الحقائق وهو بنفسه القلم. فماذا يقصد بالقلم؟ لماذا سمي القلم قلما؟ أقول: إنَّما سمِّي بذلك لأنه يُكتب بت وعالم الخلق قد كتب بذلك القلم فهو واسطةُ الفيض بين الغيب و الشهود وإظهار ما في الضمير على صفحة الوجود وفي الزيارة الجامعة: {بكم فتح الله وبكم يختم} وتستفاد هذه الحقيقة من الآيات الكثيرة والروايات المتواترة حيث تدل على أن نور النبي محمد وأهل بيته المعصومين {صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين{، هو أول ما خلق الله سبحانه وتعالى.العنصر الغيبي الثاني ولم تقتصر العناية الغيبية والخصوصيات غير العادية للزهراء المرضية {ع} في أمر نورها بل امتد ليشمل النطفة المادية التي تريد أن تتكون منها، فهي نطفة مميزة عن باقي النطف. وعندما أراد الله عز وجل أن يخلق فاطمة الزهراء {ع} في عالم الدنيا، خصها بميزة في نطفتها لتكون متناسبة مع مقام نورانيتها السابقة على خلقتها من جهة، ولتكون وعاء لأطهر الخلق أي الأئمة المعصومين {ع} من ذريتها الذين سيخلقون من بعدها من جهة أخرى، والروايات الثابتة الواردة عن أهل البيت {ع} تؤكد هذا الأمر. »{7}.* * * * * * * * * * * * الحديث: 8} ــــ « فاطمة حوراء إنسية عن رسول الله{صلى الله عليه وآله وسلم}: أنه قال: «خلق نور فاطمة {عليها السلام} قبل أن يخلق الأرض والسماء». فقال بعض النّاس: يا نبيَّ الله، فليست هي إنسيّة ؟ فقال: فاطمة حَوراءُ إنسيّة. فقالوا: يا نبيَّ الله، كيف هي حوراء إنسيّة ؟ فقال: خَلَقها الله عزّوجلّ من نوره قبل أن يخلقَ آدم إذ كانت الأرواح، فلمّا خَلَق اللهُ عزّوجلّ آدمَ عُرِضَت على آدم. قيل: يا نبيَّ الله، وأين كانت فاطمة ؟ قال: كانت في حُقّةٍ تحت ساق العرش. قالوا: يا نبيَّ الله، فما كان طعامها ؟ قال: التّسبيح والتّهليل والتّحميد فلمّا خلَقَ الله عزّوجلّ آدمَ وأخرجني من صُلبه أحبَّ الله عزّوجلّ أن يُخرجها من صلبي، جعَلَها تُفّاحةً في الجنّة وأتاني بها جبرئيلُ {عليه السّلام {، فقال لي: السّلام عليك ورحمة الله وبركاته، يا محمّد، قلت: وعليك السّلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل، فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يُقرئك السّلام، قلت: منه السّلام، وإليه يعود السّلام، قال: يا محمّد، إنّ هذه تفّاحة أهداها الله عزّوجلّ إليك من الجنّة. فأخذتُها وضَمَمتُها إلى صدري. قال: يا محمّد، يقول الله جلّ جلاله: كُلْها. ففَلَقتُها فرأيت نوراً ساطعاً، ففَزِعتُ منه، فقال: يا محمّد، ما لَك لا تأكل! كُلْها ولا تَخَفْ؛ فإنّ ذلك النّور « المنصورة » في السّماء، وهي في الأرض « فاطمة.»{8}.* * * * * * * * * * * * الحديث: 9} ــــ « سيرة سيدة النساء فاطمة {عليها السلام} ولادة فاطمة {عليها السلام} وعروج رسول الله {صلى الله عليه وآله} إلى السماء وأكله تفاحة الجنّة ونزوله إلى الأرض ثمّ مواقعته خديجة ،فانعقدت نطفة فاطمة{عليها السلام} منها.اختلف المحدثون والمؤرخون عند الفريقين في تاريخ ولادة الزهراء {عليها السلام} ، الأول: أن ولادتهم وولادة الزهراء {عليها السلام{، هي من فضائلهم حيث سوف نلاحظ العناية الإلهية التي حصلت فيها - والبحث في فضائلهم من المسائل المهمة وأهميتها تأتي من الثمرات التي يجنيها الإنسان من خلال التفكير فيها والبحث عنها، ولو لم يحصل الإنسان إلا على زيادة المحبة والتعظيم لهم لكفى حيث ينطوي تحت هذين كثير من خيرات الدنيا والآخرة.الثاني: نهتم بهذه الولادة لأن الله عز وجل قد اهتم بها وأوليائه قد اهتموا بها، أما اهتمام الله عز وجل فهو اهتمام تكويني يتضح من خلال ما حصل أثناء الولادة أو قبلها من أحداث، وأما اهتمام الأولياء فقد عظموا هذه الولادة وتحدثوا عنها وبينوا جزئياتها، فإذا كان الاهتمام بها هكذا فكيف لا نهتم نحن تبعاً لاهتمامهم وتأسياً بفعلهم. الثالث: لبيان أن هؤلاء لا يقاسون بالناس في كثير من شؤوناتهم وبالتالي لا نجري حالاتنا على حالاتهم ونقع في ظلمهم فهم يختلفون عن الناس حتى في نطفهم وطهارة أمهاتهم ولم تر في ولادتها دم نفاس، وغير ذلك من شؤون الولادة فلا يأتي من يأخذ ظواهر الآيات ويعمها على جميع الحالات فيقول: إنا نستفيد من قوله: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ..} {الكهف/110}. العموم، والحال أن هذا الذي قال عنه القرآن هو الذي قال وبأسانيد مختلفة إن فاطمة ليست كنساء الآدميين وأنها حوراء إنسية فهي ليست إنسية محضة. فالبحث في ولادتهم يفهمنا قوله: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ..} وبالتالي نعرف الكمال الذي هم عليه في كل شؤوناتهم، وأنهم يختلفون فيها عن كثير من الناس، وبالتالي على الناس أن لا تنظر إليهم نظرهم إلى أنفسهم بل نظر المتقدم السابق الكامل في الفضل الغير حامل للنقائض التي نحملها وهذا مهم في تذليل النفوس للانصياع لهم وإطاعة أوامرهم وعدم التمرد عليهم، وأما إذا ربينا الناس على الاعتقاد بأنهم مثلهم فتأتي المشكلة التي كان يعاني منها الأنبياء {عليهم السلام{، مع أتباعهم حيث كانوا يقولون: {فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ} {القمر/24}. وقد نقع في ما وقع فيه إبليس من العصيان لأمر الله عز وجل في السجود لآدم {عليه السلام{، وما أوقعه في ذلك إلا ذلك التصور الذي كان في نفسه أنه أفضل من آدم، وهذا قد يصدر ممن يعتقد أنه مثله..»{9}.* * * * * * * * * * * * الحديث: 10} ــــ والحديث عن ولادة الزهراء أم أبيها {عليها السلام}:«عن سدير الصيرفي عن أبي عبد الله عن آبائه {عليهم السلام}، قال: قال رسول الله {صلى الله عليه وآله}: خلق نور فاطمة {عليها السلام{، قبل أن يخلق الأرض والسماء» يستخلص في ما يلي: كيفية خلقها قبل آدم، سنة ولادتها ويوم وساعة ولادتها، نطفتها ليست كسائر البشر، وعند معرفة زمن انعقاد هذه النطفة يمكن معرفة زمن ولادتها قبل أو بعد الإسلام، وكيف تمت ولادتها وهل هناك من شهد ولادتها، والحديث عن كرامتها قبل وبعد الولادة ثم نشؤها وترعرعها. كلُّ هذه التساؤلات قد وردت إجاباتها في أحاديث الرسول {صلى الله عليه وآله والأئمة {عليهم السلام{، على ضوئها نقول جاء الحديث: «. يروي ألمجلسي بسنده عن فاطمة أنها قالت لعلي { أعلم يا أبا الحسن أن الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله جل جلاله ثم أودعه شجرة من شجر الجنة فأضاءت فلما دخل أبي الجنة أوحى الله تعالى إليه إلهاماً أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وأدرها في لهواتك ففعل فأودعني الله سبحانه صلب أبي {صلى الله عليه واله{، ثم أودعني خديجة بنت خويلد فلما خلق الله عز وجل آدم وأخرجني من صلبه وأحب الله عز وجل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرئيل {عليه السلام{، فقال لي: {السلام عليك ورحمة الله وبركاته{، يا محمد! قلت: وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام قلت: منه السلام وإليه يعود السلام قال: يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عز وجل إليك من الجنة. فأخذتها وضممتها إلى صدري قال: يا محمد يقول الله جل جلاله كلها ففلقتها فرأيت نورا ساطعا وفزعت منه فقال: يا محمد مالك لا تأكل كلها ولا تخف فان ذلك النور للمنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة«.»{10}.* * * * * * * * * * * * الحديث: 11} ــــ »«1»« عن الهروي عن الإمام الرضا {عليه السلام}: قال: قال النبي {صلى الله عليه وآله}: لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل {عليه السلام{، فأدخلني الجنة فناولي من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة {عليها السلام{، ففاطمة حوراء إنسية فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة، » وتدل الأحاديث على تعدد تناوله {صلى الله عليه وآله}. من ثمار الجنة ، وفي بعضها أن جبرئيل {عليه السلام} أتاه بها وأمره أن يجتنب خديجة أربعين يوماً. { مأساة الزهراء: 2/316}. « وروى الصدوق في { عيون الأخبار } و {الأمالي } بسند صحيح عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي ، عن الإمام الرضا {ع} عن النبي {ص} : "لما عُرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي ، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، ففاطمة حوراء إنسية ، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة« .« عن عائشة قالت :{قال رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم {، لما أسري بي إلى السماء أُدخلت الجنة فوقفت على شجرة من أشجار الجنة لم أر في الجنة أحسن منها ولا أبيض ورقاً ولا أطيب ثمرة فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فإذا أنا اشتقت إلى ريح الجنة شممت ريح فاطمة}.»{4}. وروته مصادر غيرنا:{{ عن ابن عباس ، وسعد بن مالك ، وسعد بن أبي وقاص ، والإمام الصادق ، وعمر بن الخطاب ، وعائشة ، من أنه{صلى الله عليه وآله}. قال لعائشة حينما عاتبته على كثرة تقبيله ابنته سيدة النساء فاطمة{عليها السلام} : {{ نعم يا عائشة ، لما أسري بي إلى السماء أدخلني جبرئيل الجنة فناولني منها تفاحة فأكلتها فصارت نطفة في صلبي ، فلما نزلت واقعت خديجة ، ففاطمة من تلك النطفة. ففاطمة حوراء إنسية وكلما اشتقت إلى الجنة قبلتها}}.{ْ5}، باب 1- ولادتها و حليتها و شمائلها {صلوات الله عليها{،و جمل تواريخها -ح - 11- عُيُونُ الْمُعْجِزَاتِ، رُوِيَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ قُدَامَةَ قَالَ حَدَّثَنِي سَلْمَانُ قَالَ حَدَّثَنِي عَمَّارٌ وَقَالَ أُخْبِرُكَ عَجَباً قُلْتُ حَدِّثْنِي يَا عَمَّارُ قَالَ نَعَمْ شَهِدْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَقَدْ وَلَجَ عَلَى فَاطِمَةَ ع فَلَمَّا أَبْصَرَتْ بِهِ نَادَتْ ادْنُ لِأُحَدِّثَكَ بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ وَبِمَا لَمْ يَكُنْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حِينَ تَقُومُ السَّاعَةُ قَالَ عَمَّارٌ فَرَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع يَرْجِعُ الْقَهْقَرَى فَرَجَعْتُ بِرُجُوعِهِ إِذْ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ ص فَقَالَ لَهُ ادْنُ يَا أَبَا الْحَسَنِ فَدَنَا فَلَمَّا اطْمَأَنَّ بِهِ الْمَجْلِسُ قَالَ لَهُ تُحَدِّثُنِي أَمْ أُحَدِّثُكَ قَالَ الْحَدِيثُ مِنْكَ أَحْسَنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ كَأَنِّي بِكَ وَقَدْ دَخَلْتَ عَلَى فَاطِمَةَ وَقَالَتْ لَكَ كَيْتَ وكَيْتَ فَرَجَعْتَ فَقَالَ عَلِيٌّ ع نُورُ فَاطِمَةَ مِنْ نُورِنَا فَقَالَ ع أَوَلَا تَعْلَمُ فَسَجَدَ عَلِيٌّ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَى قَالَ عَمَّارٌ فَخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَخَرَجْتُ بِخُرُوجِهِ فَوَلَجَ عَلَى فَاطِمَةَ ع وَوَلَجْتُ مَعَهُ فَقَالَتْ كَأَنَّكَ رَجَعْتَ إِلَى أَبِي ص فَأَخْبَرْتَهُ بِمَا قُلْتُهُ لَكَ قَالَ كَانَ كَذَلِكِ يَا فَاطِمَةُ فَقَالَتْ اعْلَمْ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ نُورِيوَكَانَ يُسَبِّحُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ ثُمَّ أَوْدَعَهُ شَجَرَةً مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ فَأَضَاءَتْ فَلَمَّا دَخَلَ أَبِي الْجَنَّةَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ إِلْهَاماً أَنِ اقْتَطِفِ الثَّمَرَةَ مِنْ تِلْكَ الشَّجَرَةِ وَأَدِرْهَا فِي لَهَوَاتِكَ فَفَعَلَ فَأَوْدَعَنِي اللَّهُ سُبْحَانَهُ صُلْبَ أَبِي ص ثُمَّ أَوْدَعَنِي خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ فَوَضَعَتْنِي وَأَنَا مِنْ ذَلِكَ النُّورِ أَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ وَمَا لَمْ يَكُنْ يَا أَبَا الْحَسَنِ الْمُؤْمِنُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ تَعَالَىسؤال: هل يصح حديث { فاطمة حوراء إنسية } ؟ وما معناه ؟ وهل صحيح أن نطفة الزهراء تكونت من الجنة عند إسراء الرسول {ص} وتناوله من ثمار الجنة كما في الروايات ؟ فأجاب : "للنقاش في ذلك مجال واسع على الأقل من الناحية التاريخية المحضة ، ولذلك لاختلاف الأحاديث حول ذلك ، مع كون ولادتها كما في أصح الروايات بعد الإسراء بثلاث سنوات أوخمس سنوات، وظاهر بعض الروايات أن النطفة انعقدت ليلة دخوله على زوجته خديجة ، ولذا فلا بد وأن تكون ولادتها بعد 9 أشهر من حيث الإسراء ، والله العالم".»{11}.* * * * * * * * * * * * الحديث: 12} ــــ « فلما حملت بفاطمة {عليها السلام}: قال المفضل بن عمر: قلت لأبي عبد الله الصادق {عليها السلام{، كيف كان ولادة فاطمة {عليها السلام}،؟ فقال: نعم إن خديجة لما تزوج بها رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم {،هجرتها نسوة مكة فكن لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذرا عليه {صلى الله عليه وآله وسلم{،.واستمرّت الكرامات الإلهية إذ بدأت فاطمة {عليها السلام} تظهر كراماتـها قبل الـولادة إن للزهراء {عليها السلام{، قبل ولادتها مكانة أفضل من مكانة الأنبياء {عليهم السلام{، عدا خاتمهم محمد {صلى الله عليه وآله وسلم}، فقد خلق الله نورها من نوره قبل أن يخلق آدم {عليه السلام{، وقبل أن يخلق الأرض والسماء، وكان نورها دائم التسبيح لله جل جلاله، وقد أضاء نورها شجرة من الجنة عندما أودع ذلك النور فيها. ولفاطمة {عليها السلام{، كرامة وهي في بطن أمها وذلك لأنها لم تمر بمراحل نمو الجنين نطفة فمضغة فعلقة بل هي لم تُخلق أطوارا، كما كانت الأنيس لأمها فتحدثّها وتسليها وتصبرها وهي في بطنها. تهدأ أُمّها في الكلام معها من بطنها وكانت ولادتها أفضل من ولادة مريم {عليها السلام}وأظهرت هذه المرأة الحوراء الإنسية المعجزات في حياتها . كانت فاطمة تحدثها من بطنها وتصبرها وكانت تكتم ذلك من رسول الله {صلى الله عليه وآله{، وفي يوم من الأيام دخل رسول الله { صلى الله عليه وآله وسلم } فسمع خديجة تحدث فاطمة {عليها السلام } فقال لها: {يا خديجة من تحدثين؟ قالت الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني قال يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني أنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وان الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفائه في أرضه بعد انقضاء وحيه}. وقد قال رسول الله { صلى الله عليه وآله وسلم } : { ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث وإنما سماها فاطمة لان الله فطمها ومحبيها عن النار}. {{فلم تزل خديجة {عليها السلام{، على ذلك إلى أن حضرت ولادتها فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء فأرسلن إليها: أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجئ ولا نلي من أمرك شيئا}} . 2- وقد روى صاحب الذخائر بسنده عن النبي { صلى الله عليه وآله وسلم } انه قال : {لما أرادت خديجة أن تضع حملها بعثت إلي نساء قريش ليأتينها فيلين منها ما تلي النساء ممن تلد فلم يفعلن فقلن لانأتيك وقد صرت زوجة محمد فبينما هي كذلك إذ فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت إحداهن: لا تحزني يا خديجة فإنّا رسل ربك إليك ونحن أخواتك أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران بعثنا الله إليك لنلي ما تلي النساء من النساء فجلست واحدة عن يمينها وأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها فوضعت فاطمة {عليها السلام{، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة ، بورك فيها وفي نسلها ، فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها ، فكانت فاطمة{عليها السلام} تنمو في اليوم كما ينمو الصبي في الشهر ، وتنمو في الشهر كما ينمو الصبي في السنة عن أبى عبد الله الصادق {ع}.»{12}.* * * * * * * * * * * * الحديث: 13} ــــ «عن خديجة {عليها السلام}: عنها قالت: فلما قربت ولادتها دخل عليّ أربع نسوة عليهنّ من الجمال والنور ما لا يوصف، فقالت إحداهنّ: أنا أمك حواء، وقالت الأخرى: أنا آسية بنت مزاحم، وقالت الأخرى: أنا كلثم أخت موسى، وقالت الأخرى: أنا مريم بنت عمران أم عيسى، جئنا لنلي من أمرك ما تلي النساء. فولدت فاطمة، فوقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها.» الكافي 1 460 كِتَابُ الْحُجَّةِ أَبْوَابُ التَّارِيخِ باب مولد الزهراء فاطمة {ع} ح 6 وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ {ع} قَالَ لَمَّا وُلِدَتْ فَاطِمَةُ ع أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مَلَكٍ فَأَنْطَقَ بِهِ لِسَانَ مُحَمَّدٍ {ص} فَسَمَّاهَا فَاطِمَةَ ثُمَّ قَالَ إِنِّي فَطَمْتُكِ بِالْعِلْمِ وَفَطَمْتُكِ مِنَ الطَّمْثِ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ {ع} وَاللَّهِ لَقَدْ فَطَمَهَا اللَّهُ بِالْعِلْمِ وَعَنِ الطَّمْثِ فِي الْمِيثَاقِ، ففاطمة الزهراء {عليها السلام{، من صلب خاتم النّبيّين وأشرف خلق الله أجمعين محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) مباشرة ومن دون واسطة، دون غيرها، فكانوا من صلب آدم {عليه السلام}. فهي خير أهل الأرض عنصراً، وأشرف بعد أبيها وبعلها مقاماً، وأكرم منزلاً. وان من الاُصول معرفة الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء {عليها السلام}، فمن عرفها حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر. ألا إنّها سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها. فمن يعرفها ؟! وعلى معرفتها دارت القرون الاُولى، وما تكاملت النبوّة لنبيّ حتى اُمر بفضلهاومحبّتها4. هذا غيض من فيض عن ذكر السيدة الطاهرة البتول فاطمة الزهراء {عليها السلام}..ومن باب الاثبات في الموضوع لابد من ذكر المقدمات. قال تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ، بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَيَبْغِيَانِ، فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ، يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} 5. يروي جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في تفسيره قال: وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ}.قال: علي وفاطمة. {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَيَبْغِيَانِ}.قال: النبي {صلى الله عليه وسلم {،يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} قال: الحسن والحسين.6. 6. تفسير الدرّالمنثور6/142.{13}.* * * * * * * * * * * * الحديث: 14} ــــ « كانت ولدت فاطمة{عليها السلام}: في نور الإسلام وتحت ظل التوحيد فنطقت بالشهادتين عند ولادتها وتلتها بالشهادة الثالثة: أشهد أن علياً ولي الله . ففرحت ببزوغ النواة الإسلامية الأولى في رحاب مكة المكرمة وظهور الحق وبداية انحسار الباطلجاء في الأخبار الموثقة فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الأرض ولا}} غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من الجنة وفي الإبريق ماء من الكوثر فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة {عليها السلام{، بالشهادتين، ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة منهن باسمها}} الأسباط. وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء وأن بعلي سيد الأوصياء وولدي سادة الأسباط...}} وقد ظهرت آثار هذه الكرامة أيضاً على خديجة {عليها السلام}، إذ در ثديها بمجرد أن أرضعت الزهراء {عليها السلام{، وتميزت بنموها الخارق عن سائر البشر من الناحية العقلية والروحية. {{...وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة بورك فيها وفي نسلها. فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها فكانت فاطمة عليها السلام تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر وتنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة.»{14}.* * * * * * * * * * * *الحديث: 15} ــــ»«2» « عن المفضّل بن عمر، قلت لأبي عبد الله الصّادق {عليه السّلام}: كيف كان ولادة فاطمة {عليها السّلام} ؟ فقال: نَعَم، إنّ خديجة {رضي الله عنها{، لمّا تزوّج بها رسول الله {صلّى الله عليه وآله{، هجَرَتْها نساءُ مكّة، فكُنّ لا يَدخُلنَ عليها ولا يُسلّمنَ عليها، ولا يَترُكنَ امرأةً تدخل عليها.. فاستَوحشَتْ خديجةُ لذلك، وكان جَزَعها وغَمّها حَذَراً عليه {صلّى الله عليه وآله}.فلمّا حملت بفاطمة {عليها السّلام{، صارت تُحدّثها في بطنها وتُصبّرها، وكانت خديجة تكتم ذلك عن رسول الله {صلّى الله عليه وآله}.. فدخل يوماً وسمع خديجة تُحدّث فاطمة، فقال لها: يا خديجة، مَن يُحدّثُكِ ؟ قالت: الجنينُ الّذي في بطني يحدّثني ويُؤنسني. فقال لها: هذا جبرئيل يُبشّرني أنّها أُنثى، وأنّها النَّسَمةُ الطّاهرة الميمونة، وأنّ الله تبارك وتعالى سيجعل نَسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمّة في الأمّة، يجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه.فلم تَزَل خديجة {رضي الله عنها{، على ذلك إلى أن حَضَرَت ولادتها، فوَجَّهَت إلى نساء قريشٍ ونساء بني هاشم يَجِئْنَ ويَلِينَ منها ما تَلي النّساءُ من النّساء، فأرسَلنَ إليها: عصبتينا ولم تَقبَلي قولَنا، وتَزوّجتِ محمّداً يتيمَ أبي طالب فقيراً لا مالَ له! فلسنا نجيء ولا نَلي من أمرِك شيئاً. فاغتَمَّت خديجة لذلك.فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربَعُ نِسوةٍ طِوالٍ كأنّهنّ من نساء بني هاشم، ففَزِعَت منهن، فقالت لها إحداهُنّ: لا تحزني يا خديجة؛ فإنّا رُسُل ربِّك إليك، ونحن أخَواتُكِ: أنا سارة، وهذه آسية بنت مُزاحم ـ وهي رفيقتكِ في الجنّة، وهذه مريم بنت عمران، وهذه صفراء بنت شُعَيب، بَعثَنا اللهُ تعالى إليكِ لِنَليَ من أمرِك ما تلي النّساء من النّساء.فجَلَسَت واحدة عن يمينها، والأُخرى عن يسارها، والثالثة من بين يَدَيها، والرابعة من خلفها، فوَضَعَت خديجةُ فاطمةَ عليها السّلام طاهرةً مُطهَّرة، فلمّا سَقَطَت إلى الأرض أشرق منها النّور حتّى دخل بيوتاتِ مكّة، ولم يَبقَ في شرق الأرض ولا غربها موضعٌ إلاّ أشرق فيه ذلك النّور، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغَسَلَتها بماء الكوثر، وأخرَجَت خِرقَتَينِ بيَضاوَينِ أشدَّ بياضاً من اللبن وأطيب رائحةً من المسك والعنبر، فلَفَّتْها بواحدة وقَنَّعتْها بالأخرى، ثمّ استَنطَقَتها فنَطَقَت فاطمةُ {عليها السّلام{، بشهادة أن: لا إله إلاّ الله، وأنّ أبي رسولَ الله {صلّى الله عليه وآله{، سيّدُ الأنبياء، وأنّ بَعْلي سيّد الأوصياء، وأنّ وَلَدي سيّد الأسباط. ثمّ سَلَّمَت عليهنّ وسَمَّت كلَّ واحدةٍ منهنّ باسمها، وضَحِكنَ إليها، وتباشَرَت الحورُ العين، وبَشَّر أهلُ الجنّة بعضُهم بعضاً بولادة فاطمة {عليها السّلام{، وحدَثَ في السّماء نورٌ زاهر لم تَرَه الملائكة قبلَ ذلك اليوم، فلذلك سُمّيتِ « الزهراء » {عليها السّلام}.»{15}.* * * * * * * * * * * * الحديث:16} ــــ « فاطمة الزهراء {عليه السلام{، تطلُّ على الحياة، وروى نصر بن علي الجهضمي،عن الإمام علي بن موسى الرضا {عليه السلام}،قال:« ولدت فاطمة{ع{،بعدما أظهر الله نبوته {صلى الله عليه وآله وسلم{، بخمس سنين » {4}. تختلف الروايات في تحديد ولادة فاطمة الزهراء، فيبلغ أحياناً الفارق في عمرها {على اعتبار الفرق بين الروايات} عشر سنين أو أكثر بقليل. من العجب الاختلاف الواضح في تاريخ ولادتها، وأنها هل كانت قبل المبعث أو بعده؟ فإنك تجد طائفة كبيرة من الأحاديث تصرِّح بولادتها بعد المبعث بخمس سنين أو ثلاث سنين، وتجد عدداً من الأقوال التي تلحّ وتركز على ميلادها قبل المبعث بخمس سنين، وقد وافقنا على ولادتها بعد البعثة عدد من رواة السلطة ، لكن بعضهم قال إنها ولدت قبل البعثة باثني عشرة سنة ، وقال بعضهم بسبع سنين ، وقال بعضهم في سنة البعثة ، وقال بعضهم بعد البعثة بسنة . {1}، وتجد القول الأول للشيعة مروياً عن أئمة أهل البيت {عليه السلام{، ويوافقهم بعض علماء العامة. والقول الثاني خاص بعلماء العامة ومحدّثيهم،ومع هذه المجموعة توجد مجاميع أخرى في مصادر الفريقين مؤيدة لهذا القول وأن ولادتها كانت بعد البعثة، ولا أدري كيف غفل عنها العامة مع وجودها في مصادرهم بكثرة وبأسانيد معتبرة، وإليك نماذج من هذه المجاميع أو عناوينها: الأولى: ما جاء في أخبار كثيرة أن نطفة الزهراء {عليها السلام{، والتي خٌلقت منها كانت من ثمار الجنان تناولها النبي {صلى الله عليه وآله وسلم{، حينما عرج به إلى السماء أو هبط جبرائيل {عليها السلام{، إليه - ولا يوجد تعارض فلعله تناول صنف أو قسم عند المعراج وهبط جبرائيل {عليها السلام{، بالقسم أو الصنف الآخر - وهذا العروج أو هبوط جبرائيل {عليها السلام{، إنما كان بعد البعثة لا قبلها. الثانية: ما جاء في أخبار كثيرة أن تسمية الزهراء {عليها السلام{، إنما كانت من قبل الله عز وجل، ومعلوم أن التلقي من قبل الله إنما يكون بالوحي أو التكليم من وراء حجاب وكلاهما لا يكون إلا بعد النبوة. الثالثة: قد روي النسائي أنه لما خطب أبو بكر وعمر فاطمة ردهما النبي {صلى الله عليه وآله وسلم{، متعللا بصغر سنها، فلو صح أنها ولدت قبل البعثة بخمس سنوات فان عمرها حينما خطبها بعد الهجرة - كما هو مجمع عليه عند المؤرخين - يكون حوالي ثمانية عشر سنة أو تسعة عشر سنة فلا يقال لمن هي في مثل هذا السن أنها صغيرة، هذا الكلام ذكره السيد جعفر مرتضي العاملي حفظ الله في كتابه مأساة الزهراء {عليها السلام} {ج1، ص39}، إلى غير ذلك من الأدلة كهجرة نساء قريش لخديجة عند الولادة ، وسبب الهجرة هو لإيمانها بالنبي {صلى الله عليه وآله وسلم}. الثاني: من المطالب التي تخص الولادة هو ما قبلها أي مقدمتها والمسألة التي تحدث عنها النبي {صلى الله عليه وآله وسلم{، والأئمة {عليها السلام{، هي قضية النطفة التي خٌلقت منها الزهراء عليها السلام. فقد جاء في أخبار كثيرة أنها من ثمار الجنان ومن أفضل أشجار الجنة، ومعلوم أن شجرة الجنة تحمل ثماراً مختلفة، وهذا يدفع شبهة التعارض بين الروايات بأنها مخلوقة من تفاحها، أو من تمرها ورطبها، أو من سفرجلها، كما أن هذه الروايات تفسر لنا الروائح التي كانت في الزهراء {عليها السلام}. ولابد من الالتفات أن الذي يُخلق من النطفة إنما هو البدن وليس الروح فإذا كان لبدن الزهراء {عليها السلام{، هذه العناية فما هي العناية التي لروحها بل إن الذي يظهر من بعض الأخبار أن هذه الثمار التي خُلقت منها البدن كانت وعاءً لحفظ النور الذي خُلق منه البدن. خادم خدامهم الشيخ رياض البيضاني،{2}،وإليك بعض تلك الأحاديث حول ميلادها بعد المبعث: 1 - الكافي {للكليني}: ولدت بعد النبوة بخمس سنين وبعد الإسراء بثلاث سنين، وقبض النبي ولفاطمة يومئذٍ - ثماني عشرة سنة!.. الخ. 2 - المناقب {لابن آشوب}: ولدت فاطمة بعد النبوة بخمس سنين، وبعد الإسراء بثلاث سنين في العشرين من جمادى الآخرة، وأقامت مع أبيها بمكة ثماني سنين ثم هاجرت.. الخ. 3 - في البحار 1- فقد نقل صاحب البحار }ج 43 ص 7{ عن روضة الواعظين: { ولدت فاطمة {عليها السلام{، بعد النبوة بخمس سنين وبعد الإسراء بثلاث سنين وأقامت مع رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم{، بمكة ثمان سنين ثم هاجرت مع رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم{، إلى المدينة بسنة قبض النبي {صلى الله عليه وآله وسلم{، ولفاطمة {عليها السلام{، يومئذ ثماني عشرة سنة وعاشت بعد أبيها اثنين وسبعين يوماً}. 2- عن الإمام الباقر{عليه السلام}: ولدت فاطمة بنت محمد بعد مبعث رسول الله بخمس سنين، وتوفيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً. 4 - روضة الواعظين: ولدت فاطمة بعد مبعث النبي بخمس سنين.. الخ. 5 - إقبال الأعمال: قال الشيخ المفيد في كتاب {حدائق الرياض}: يوم العشرين من جمادى الآخرة كان مولد السيدة فاطمة الزهراء سنة اثنتين من المبعث. 6 - مصباح الكفعمي: ولدت في العشرين من جمادى الآخرة يوم الجمعة سنة اثنتين من المبعث، وقيل سنة خمسٍ من المبعث. 7 - المصباحين: في اليوم العشرين من جمادى الآخرة يوم الجمعة سنة اثنتين من المبعث كان مولد فاطمة {عليه السلام{،في بعض الروايات، وفي رواية أخرى: سنة خمس من المبعث، والعامة تروي أن مولدها قبل المبعث بخمس سنين. 8 - دلائل الإمامة عن الإمام الصادق {عليه السلام{، قال: ولدت فاطمة في جمادى الآخرة العشرين منها سنة خمس وأربعين من مولد النبي... الخ{1}. هذه نبذة من أقوال أئمة أهل البيت {عليه السلام{، وقدماء علماء الشيعة {رحمهم الله} حول ولادة السيدة فاطمة الزهراء {عليه السلام{، بعد المبعث. وأما أقوال علماء العامة: 1 - معرفة الصحابي لأبي نعيم: إن فاطمة كانت أصغر بنات رسول الله سنَّاً، ولدت وقريش تبني الكعبة. 2 - مقاتل الطالبيين لأبي الفرج: كان مولد فاطمة قبل النبوة وقريش حينئذ تبني الكعبة. 3 - ابن الأثير في {المختار من مناقب الأخيار}.4 - الطبري في {ذخائر العقبى}. 5 - السيوطي في {الثغور الباسمة}. هذا ولعل الباحث يجد هذا القول في أكثر كتب العامة حول مولد الزهراء. وقد مرت عليك طائفة من الأحاديث المروية عن كتب العامة حول انعقاد نطفتها من طعام الجنة. بعد الإطلاع على هذه الأحاديث ولو بصورة موجزة يتضح لنا أنَّ ولادة السيدة الزهراء {عليه السلام{، كانت قبل المبعث. إذ لم يكن قبل المبعث معراج ولا هبوط جبرئيل ولا ميكائيل على النبي بالوحي، وبهذا ينكشف لنا تزوير الأقوال المصرحة بولادتها قبل المبعث بخمس سنين وأن القائلين بذلك لهم غاية حزبية مقيتة تدفعهم أيادي خفية تهدف لهدم الإسلام ، وهدف يدعوهم إلى اختلاق هذا القول، وهو نسف الأحاديث الواردة عن نزول الطعام من السماء وانعقاد نطفة السيدة فاطمة {عليها السلام{، من أطعمة الجنة وثمارها. وهدف آخر: وهو أنَّهم يحاولون أن يثبتوا أن فاطمة الزهراء {عليه السلام{، كان مزهوداً فيها، ولا يرغب فيها أحد، ولهذا بلغت من العمر ثمانية عشر سنة {على زعمهم{، ولم يخطبها أحد في خلال تلك الفترة. وسيأتي مزيد من القول حول هذا الموضوع في المستقبل في فصل البحث عن زواجها. وعلى كلٍّ فقد روى الطبري في {ذخائر العقبى} والصفوري الشافعي في {نزهة المجالس} والقندوزي في {ينابيع المودة).»{16}. * * * * * * * * * * * * الحديث: 17} ــــ « كرامتـها بعد الـولادة أمّا كرامتها بعد الولادة فقد بلغت حدّاً يصعب وصفه، وقد يرجع ذلك لارتباطها بالجنة أو يمكن عدّه من الأسرار الإلهية المكنونة والمستودعة فيها. فهي عالمة بالغيب لأنها خُلقت من نور الله عز وجل والمودع في شجرة من الجنة فهي تحمل آثار هذه الشجرة، وأن رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم{، كلما يشتاق إلى الجنة كان يقبل فاطمة {عليها السلام{، فيشم رائحة شجرة طوبى ، في تفسير على بن إبراهيم:{{ عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله {صلى الله عليه وآله{، يكثر تقبيل فاطمة {عليها السلام{، فأنكرت ذلك عائشة فقال رسول الله {صلى الله عليه وآله}: يا عائشة إني لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني من ثمارها فأكلته فحول الله ذلك ماء في ظهري فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها قط إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها. وروى الهيثميّ عن الطَّبراني، بإسناده عن عائشة قالت: كنتُ أرى رسول الله {صلّى الله عليه وآله{، يُقبِّل فاطمة، فقلت: يا رسول الله، إنّي كنتُ أراكَ تفعل شيئاً ما كنتُ أراكَ تفعلهِ مِن قبل، قال لي: يا حُمَيراء، إنّه لمّا كان ليلة أُسرِي بي إلى السماء أُدخِلتُ الجنّة، فوَقَفتُ على شجرةٍ من شجر الجنّة، لم أرَ في الجنّة شجرةً أحسنَ منها ولا أبيضَ منها ورقةً ولا أطيبَ منها ثمرةً، فتناولتُ ثمرةً من ثمرتها فأكلتها فصارت ماءً في صُلبي، فلمّا هَبَطتُ إلى الأرض واقَعتُ خديجة فحمَلَت بفاطمة، فإذا أنا اشتَقتُ إلى رائحة الجنّة شَمَمتُ ريح فاطمة. يا حُميراء، إنّ فاطمة ليست كنساء الآدميّين، ولا تعتلّ كما تعتلّون. ( {17}،* * * * * * * * * * * * الحديث: 18} ــــ « أقوال رسول الله محمد ابن عبد الله{صلى الله عليه وسلم}: روي عن رسول الله { صلى الله عليه وآله قوله} : (كل حسب ونسب مقطوع يوم القيامة إلا حسبي ونسبي . وسندرس في هذا المقال هذا الحديث من جهتين : الأولى : من حيث السند الثانية: من حيث المتن . أما الأولى : فالحديث رواه السنة والشيعة . أما أهل السنة فالحديث عندهم : { كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ، إلا سببي ونسبي } . وألفاظ أخرى قريبة منه . رواه : عبد الله بن عباس ، وعمر بن الخطاب ، والمسور بن مخرمة ، وعبد الله بن عمر . 1- رواية عبد الله بن عباس : فيرويه موسى بن عبد العزيز العدني ، حدثني الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً . أخرجه المخلص في { سبعة مجالس 15 / 1 } والهروي في ( ذم الكلام 1 /108 } ، والضياء في المختارة ، كما نقله عنهم الألباني . وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ج 11 ص 243 ح 11621 «1» . ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 10 ص 271 في ترجمة عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري برقم 5387 ، وفي هذا السند العدني صدوق سيء الحفظ ، والحكم بن أبان له أوهام ،وفيه عكرمة مولى ابن عباس : وهو بربري يرى رأي الخوارج وكان يكذب على عبد الله بن عباس «2» ومع هذا فقد حسنه الألباني لأجل الشواهد «3» 2-رواية المسور بن مخرمة : قال السيوطي : وأخرج أحمد والطبراني «4» والحاكم وصححه «5» والبيهقي في سننه عن المسور بن مخرمة قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم{، إن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري * «6»وجاء في مسند أحمد : دثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا عبد الله بن جعفر حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور انه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته فقال له قل له فليلقني في العتمة قال فلقيه فحمد المسور الله وأثنى عليه وقال أما بعد والله ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلى من سببكم وصهركم ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاطمة مضغة منى يقبضني ما قبضها ويبسطني ما بسطها وان الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري وعندك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك قال فانطلق عاذرا له «7».وقال الآلوسي في تفسيره:26/164:{{ أخرج أحمد والحاكم في المستدرك عن المسور بن مخرمة ولا كلام فيه ، قال: قال رسول الله محمد {ص}: فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها وإن الأنساب كلها تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري . وحديث: بضعية فاطمة {رضي الله تعالى{، عنها مُخَرَّج في صحيح البخاري أيضاً . قال الشريف السمهودي: ومعلوم أن أولادها بضعة منها فيكونون بواسطتها بضعة منه {ص} وهذا غاية الشرف لأولادها وعدم انقطاع نسبه {ص}. جاء أيضاً في حديث أخرجه ابن عساكر عن عمر مرفوعاً بلفظ: كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري . والذهبي وإن تعقبه بقوله: فيه ابن وكيع لايعتمد ، لكنه استدرك ذلك بأنه ورد فيه مرسل حسن}}." قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم{، كل بني آدم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة{عليه السلام{، فأنا وليهم وأنا عصبتهم " وفي رواية له عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه «كل ابن أنثى كان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فأنا عصبتهم وأنا أبوهم» ونوزع في صحة ذلك ، ورمز الجلال السيوطي للأول بأنه حسن ، وتعقب وليس الأمر موقوفاً على ما ذكر لظهور دليله . وقد أخرج أحمد . والحاكم في «المستدرك» عن المسور بن مخرمة ولا كلام فيه قال : " قال {صلى الله عليه وسلم{،فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها وأن الأنساب كلها تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري " وحديث بضعية فاطمة {رضي الله تعالى {،عنها مخرج في «صحيح البخاري» أيضاً ، قال الشريف السمهودي : ومعلوم أن أولادها بضعة منها فيكونون بواسطتها بضعة منه {صلى الله عليه وسلم{ ، وهذا غاية الشرف لأولادها ، وعدم انقطاع نسبه صلى الله عليه وسلم جاء أيضاً في حديث أخرجه ابن عساكر عن عمر {رضي الله تعالى عنه{، مرفوعاً بلفظ " كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري " والذهبي وإن تعقبه بقوله : فيه ابن وكيع لا يعتمد لكن استدرك ذلك بأنه ورد فيه مرسل حسن ، ويعلم مما ذكر ونحوه كما قال المناوي عظيم نفع الانتساب إليه {صلى الله عليه وسلم {، ولا يعارضه ما في أخبار أخر من حثه {عليه الصلاة والسلام {، لأهل بيته على خشية الله تعالى واتقائه سبحانه وأنه {عليه الصلاة والسلام{، لا يغني عنهم من الله تعالى شيئاً حرصاً على إرشادهم وتحذيراً لهم من أن يتكلوا على النسب فتقصر خطاهم عن اللحوق بالسابقين من المتقين ، وليجتمع لهم الشرفان شرف التقوى وشرف النسب ، ورعاية لمقام التخويف خاطبهم {عليه الصلاة والسلام {،بقوله : " لا أغني عنكم من الله شيئاً " والمراد لا أغنى عنكم شيئاً بمجرد نفسي من غير ما يكرمني الله تعالى به من نحو شفاعة فيكم ومغفرة منه تعالى لكم ، وهو عليه الصلاة والسلام لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً إلا بتمليك الله تعالى ، والله سبحانه يملكه نفع أمته والأقربون أولى بالمعروف . فعلى هذا لا بأس بقول الرجل : أنا من ذرية رسول الله {صلى الله عليه وسلم{، على وجه التحدث بالنعمة أو نحو ذلك من المقاصد الشرعية . وقد نقل المناوي عن ابن حجر أنه قال نهيه {صلى الله عليه وسلم{، عن التفاخر بالأنساب موضعه مفاخرة تقتضي تكبراً واحتقار مسلم ، وعلى ما ذكرناه أولاً جاء قوله{ عليه الصلاة والسلام }: " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل " الحديث ، وقوله {صلى الله عليه وسلم} : " أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب "{18}،* * * * * * * * * * * * هذه الأحاديث مأخوذة من الكتب العربية و الفارسية الشيعية والسنية ومن مكاتب مواقع الانترنت:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1}ــــ « بسم اللّه الرحمن الرحيم تم إعداد الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء {عليها السّلام{، في خمسة و عشرين مجلدا، يختص الأول منها بخلقها ألنوري قبل هذا العالم و المجلد الرابع و العشرون بأحوالها {عليها السّلام{، بعد هذا العالم، و المجلد الأخير بالفهارس و الإثنان و العشرون البواقي بحياتها و سيرتها في هذا العالم.2}ــــ «سيرة سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء {عليها السلام} / 1 تأليف : الشيخ نجاح الطائي.»3}ــــ «كلمة ومناسبة الزهراء {ع} من قبل الولادة إلى ما بعد الشهادة العناصر الغيبية الدخيلة في تكوين الزهراء {ع}،قناة الأنوار الفضائية في شهر جمادى الأولى 1428هـ وما بعده بمناسبة شهادة فاطمة الزهراء عليها السلام ضمن برنامج "الصديقة الشهيدة"{1}،4}ــــ «چادر نوراني فاطمة {عليها السلام} أسباب هدايت : بحار الأنوار 43 30 كتاب تاريخ فاطمة و الحسن و الحسين ع أبواب تاريخ سيدة نساء العالمين و بضعة سيد المرسلين و مشكاة أنوار أئمة الدين و زوجة أشرف الوصيين البتول العذراء و الإنسية الحوراء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها و على أبيها و بعلها و بنيها ما قامت الأرض و السماء،5}ــــ «ذكر في العدد القوية في أحوال الصديقة الطاهرة عليها السلام و كيفية ولادتها عن تاريخ المفيد: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1}ـــ « معاني الأخبار | الشيخ الصدوق : 64 | 15 . وعلل الشرائع | الشيخ الصدوق 1 : 181 | 3 . ودلائل الإمامة : 149 | 59 . وبحار الأنوار 43 : 12 | 6 . 2} المناقب | ابن شهر أشوب 3 : 330 . وبحار الأنوار 43 : 16 . 3} منال الطالب | ابن الأثير : 508 ـ القاهرة . 4} إتحاف السائل | المناوي : 24 ، مكتبة القرآن ـ القاهرة .ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1}ـــ « المكتبة الشاملة - الأسرار الفاطمية الشيخ محمد فاضل المسعودي»{1}،1}ـــ « فاطمة {عليها السلام} وليلة القدر الشيخ محمد فاضل المسعودي أهل البيت {ع} السيدة الزهراء {ع} کتب الأسرار الفاطمية،{1}.1}ـــ « راجع فاطمة الزهراء ليلة القدر ـ لآية الله السيد عادل العلوي حفظه الله.{1}. 1} ــــ « شعاع.. مِن النورِ الفاطميّ || شبكة الإمام الرضا عليه السلام»{1}،1} ــــ «بحار الأنوار 43 8 كتاب تاريخ فاطمة و الحسن و الحسين» {ع}،{1}.1} ــــ «البحث الثالث عشر فاطمة عليها السلام وليلة القدر،»{1}،* * * * * * * * * * * *2}ــــ « (راجع علل الشرائع ج2 ص324، ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص289 ح1319، والتهذيب ج2 ص113 ح424/192.» - «الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها ،ج‏2،ص:6»«الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها ،ج‏1،ص:314.» «موسوعة الإمام الحجة محمد بن الحسن } المهدي } عليه السلام - موقع .» {2}.* * * * * * * * * * * *3}ــــ« مصادر الدراسة الأدبية / أعلام النهضة 364:4 ـ 366 تأليف: يوسف أسعد داغر المكتبة الشرقية، بيروت 1983{1}.» « تفسير سورة الكوثر عز الدين سليم.»{3}.* * * * * * * * * * * * 4} ــــ « موقع المشكاة - السيد هاشم الهاشمي - الكويت.» «معاني الأخبار باب نوادر المعاني ص396 ح53»« كمال الدين ص13، وفي السند أيمن بن محرز وهو ثقة عند السيد الخوئي للتفسير، وجعفر بن عبد الله الكوفي، ويمكن حمله على جعفر المحمدي رأس المذري،ولكن لم يعهد أن لقب بالكوفي» «المحتضر للحسن بن سليمان 133 ـ طبعة النجف الأشرف» الكتاب: « الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها المؤلف:« إسماعيل الأنصاري الزنجاني الخوئيني‏» «الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها، ج‏1،ص:320».{4}.* * * * * * * * * * * * 5}ــــ « 1.الاعتقادات للشيخ المفيد ص 47..» «2.سورة المؤمنون 100 . »« ما هو عالم الذر ؟ - تمت الإجابة عنه - Google إجابات »{5}.* * * * * * * * * * * * 6} ـــــ «1 ـ في البصائر : عن آدم ، عن أبي الحسين ، عن اسماعيل ، عن أبي حمزة. » 2 ـ في نسخة « س » : تعلم. « 3 ـ بصائر الدرجات : 89/8 ، وعنه في البحار 26 : 119/6..» «4 ـ بصائر الدرجات : 89/1 ، وأورده البرقي في المحاسن 1 : 227/16 ، والكليني في الكافي 1 : 437/9. » « ما هو عالم الذر ؟ - تمت الإجابة عنه - Google إجابات »{6}.* * * * * * * * * * * * 7} ــــ« كتاب ‏سليم‏ بن ‏قيس ص856ح45. »1 « تأويل ‏الآيات‏ الظاهرة ص143 و بحار الأنوار ج37ص82 باب 50ح51عنه وعن كنز جامع الفوائد .»«تأويل ‏الآيات‏ الظاهرة ص143 و بحار الأنوار ج37ص82 باب 50ح51عنه وعن كنز جامع الفوائد ..» « [11] العدد القوية ص219 نبذة من أحوال الصديقة الطاهرة عليها السلام . وانظر المناقب ج3ص340 فصل في معجزاتها. الأمالي للصدوق ص593م87ح1 ، دلائل الإمامة ص8 خبر ولادتها . [12] ثواب‏ الأعمال ص202 ثواب أب البنات » «العناصر الغيبية الدخيلة في تكوين الزهراء {ع} - كلمة ومناسبة،».{7}. * * * * * * * * * * * * 8} ــــ « معاني الأخبار للشّيخ الصّدوق 396 ـ باب نوادر المعاني / ح 53 »« مِن الخصائصِ الفاطميّة.. كمالات وكرامات || شبكة الإمام الرضا عليه السلام.»{8}.* * * * * * * * * * * * 9} ـــــ « مجمع الزّوائد للهيثمي 202:9. ورواه: الخوارزميّ في مقتل الحسين عليه السّلام 64:1، والسّيوطيّ في الدرّ المنثور في ظلّ الآية المباركة: سبحان الّذي أسرى بعبده ليلاً.. . وما يقرب منه رواه: محبُّ الدّين الطّبري في ذخائر العقبى 36،44.» « الشيخ رياض البيضاني» {9}.* * * * * * * * * * * * 10} ــــ « بحار الأنوار ج39 باب1 ص4 رواية2.»{10}.* * * * * * * * * * * * 11} ــــ« والأمالي/546 ، وعيون أخبار الرضا {عليه السلام} : 2/107، ونحوه علل الشرائع: 1/183، والإحتجاج: 2/191،والمناقب لمحمد بن سليمان: 2/191. ونحوه في معاني الأخبار/396 بلفظ آخر مفصل .» { الصحيح من السيرة: 3/10، وذكر في مصادره: تاريخ بغداد: 5/87 ، والمواهب أللدنية: 2/29، ومقتل الحسين للخوارزمي/63 ،وذخائر ألعقبي/36 ، وميزان الاعتدال: 2/297 و160، ومستدرك الحاكم: 3/165، وتلخيصه للذهبي ، ومجمع الزوائد: 9/202 ، وينابيع المودة/97 ، ونزهة المجالس: 2/179، ومناقب ألمغازلي/358، والبحار: 18/315 و350 ، 364، ونور الأبصار/44 و45..الخ.}. {5}،.«الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها ،ج‏2،ص:15»«المحاسن المجتمعة {مخطوط}: ص 189.»«مختصر المحاسن المجتمعة لمحمد خير المقداد: ص 184، على ما في الإحقاق. » «نزهة المجالس للصفوري: ج 2 ص 223، على ما في الإحقاق.»«إحقاق الحق: ج 10 ص 9 عن نزهة المحاسن، و ج 19 ص 2 عن المجالس المجتمعة» « {مخطوط} ، ج 33 ص 334 عن مختصر المحاسن المجتمعة. »«الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها ،ج‏2،ص:28»«الإسراء و المعراج لابن حجر: ص 49 ح 12. » معاني الأخبار: ص 376 ح 53. .{11 }.* * * * * * * * * * * * 12} ــــ « إحقاق الحقّ لنور الله السيّد القاضي التّستريّ الشّهيد 12:10 ».« دلائل الإمامة/77..» « بحار الأنوار ج39 باب1 ص3 »« بحار الأنوار ج39 باب1 ص3 رواية1»« ينابيع المودة ص198 »{12}.* * * * * * * * * * * * 13}ـــــ« كِتَابُ الْحُجَّةِ أَبْوَابُ التَّارِيخِ باب مولد الزهراء فاطمة {ع} ح 6.» « بحار الأنوار ج39 باب1 ص3 رو

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك