حسن البحراني
هاجس اقتحام "ثورات الربيع العربي" اسوار الرياض سلب حكام ال سعود النوم والراحة وهم قلقون لابعد الحدود وهو ما عكس على تصرفاتهم الرعناء ومسلكيتهم المتسمة بالهستيريا في التعاطي مع احداث المنطقة والعالم حالهم حال ال خليفة اللئام و"لم" لآ اذا عرفنا ان كلا الطرفين تسيرهما عقلية القبيلة ونزعة الانتقام والغزوات على طريقة تلك التي قاموا بها ((مشكورين)) في غزوة مانهاتن او "غزوة نيويورك" واخيرا "غزوة البحرين" التي لا تختلف في مضمونها عن كل تلك الغزوات والفرق ان في "الغزوة الاخيرة" كان المنفذ والمنفذون قد كشفوا عن وجههم القبيح علانية وامام انظار العالم بان البحرين ليس لليهود والنصارى والشيعة فيها مكان فهي "سنية" وبهذا الخطاب الفرعوني القاعدي الطائفي قد اوصلوا رسالتهم الى العالم بانهم "هنا" من اجل ان يحكم ال سعود ويحكم الفكر المتطرف ويحكم من يدعي زورا انه من هذا الطيف او ذاك الطيف من الناس !اما ال خليفة فلو تركنا جانبا "غزوة" ما يدعون ظلما وعدوانا " الفاتح "اي ان البحرين كان شعبها كفارا ولم يكونوا مسلمين ففتحوها عنوة وادخلوا شعبها الى الاسلام على طريقة كما اسلفنا "غزوة نيويورك" حيث اعتاد السلفيون واتباع الفكر المتطرف التكفيري على نشر هذا الخطاب والادعاء بان هدفهم من الـ"غزوة" تحويل نيويوك الى "مدينة اسلامية" يعلن اهلها دخولهم الاسلام ! وهذه الادبيات ليست من عندنا بل هي منتشرة على صفحات "تواصلهم الاجتماعي" وهي في نفس الوقت نتاج التفكير العقيم للمدرسة السلفية الوهابية المتطرفة ..ولهذ فان ال خليفة لم يكن وضعهم وحالهم في في العقلية "الغزواتية" باحسن من ال سعود فهم من ذات القبائل الهمجية التي بالقتل والاحتلال و"الغزو" تفرعنوا وسادوا الديار وحكموا اهلها بالحديد والنار .. فقد قامت قبيلة ال سعود بغزوة متجددة عندما ارسلت قوات القبائل والمرتزقة لقمع شعب اعزل واحتلال كل المواقع التي كان الناس يتظاهرون فيها واعتقال المئات بل الالاف والزج بهم في السجون و قتل العشرات ظلما ومن دون اي وجه حق .
واليوم طفقت فجأة ومن دون سابق انذار فكرة "الاتحاد الخليجي" وهي خارجة من رأس رئيس القبيلة الغازية معلنة بضرورة "الاتحاد " القبائلي !! لمواجهة ما يدعي رئيس القبيلة "الغزوات الخارجية" والوقوف في وجه الاعداء! ناسيا هذا المعتوه القبلي ان جيشه قد قام بغزو خارجي تم عبره احتلال اصغر بلد في العالم لا تتجاوز مساحته الـ700 كيلومتر مربع واعتدى على اهله وهتك اعراضه و دنس مقدساته واليوم يرفع عقيرته داعيا "لوحدة" قسرية بين المعتدي والمعتدى عليه اي بين المحتل الغازي وبين المحتل بلده‘ بين من يملك مساحة ارض تقترب الى مصاف اراضي القارات وبين بلد لا يمكن بالعين المجردة مشاهدته على خريطة الاطلس!هذه المقاربة قد تكون مفيدة لمعرفة نوايا المندفعين بقوة نحو فكرة "الاتحاد القبائلي" الجاهلي الذي اخذها اغلب المراقبين السياسيين باستخفاف واستهزاء خاصة وان التناقضات العميقة القائمة بين اعضاء القبائل والتي لا يمكن تجاهلها ولا التغابي في وجودها تجعل من طرح هذه الفكرة كنوع من الهروب للامام واستغفال للمجتمع الدولي على فعل اجرامي يمكن ان يصنف في مستوى جرائم حرب وضد الانسانية ارتكبتها قبيلة ال سعود عندما اقدم جيشها على احتلال البحرين وقتل ابناءها والعبث باستقلالها وتدنيس مقدستها وما فكرة "الاتحاد القبائلي" للتغطية على تلك الجرائم ولتنفيذ مشروع اكثر كارثية وانتهاكا لحقوق الانسان ولاستقلال البلدان وهو "شرعنة الاحتلال" وضم البحرين الى دولة القبيلة الام وما تسمية "الاتحاد" الا لذر الرماد في العيون ‘ فكيف يمكن لبلد ذات مساحة واسعة تعد بمئات الالاف الكيلومترات ويملك من الثروات النفطية ما يكفي لاعانة كل الكرة الارضة وفيه من النفوس ما يتجاوز الـ"17 " مليون دخلها السنوي مئات الملياراد من عائدات النفط ان يعلن الاتحاد مع بلد صغير كما اسلفنا خريطة الاطلس لا تذكره لا بالاسم ولا بالرسم لا يتجاوز سكانه الاصليين اكثر من 600 الف نسمة ولا يملك من النفط الا ما يتصدق عليه رئيس "قبيلة الام" عبر "انبوب خليفة" النفطي كناية لذهاب ريع هذا الانبوب باكمله الى جيوب خليفة بن سلمان رئيس وزراء "الابدي" لدولة البحرين "المستقلة"!؟
هذا الاتحاد ليس الا شرعنة للاحتلال السعودي وخطوة غير محسوبة لال سعود من اجل ضم البحرين اعتقادا منهم ان ذلك سوف يحميهم من المد الشعبي ومن سيل الارتدادات الثورية التي بدأت باقتحام اسوار الرياض بفعل "ثورات الربيع العربي" ..شرعنة الاحتلال تتبعه شرعنة للعمل المسلح والمقاومة المسلحة التي بلا شك سوف لن تقف فقط على اسوار المنامة بل ان انها ستمتد خارجها لتصل الى عمق اراضي الجزيرة العربية وهو باب جهنم سوف يفتحه ال سعود على انفسهم بعد خيبتهم في اجهاض الثورة البحرنية وفشلهم في القضاء عليها .. وهذه المرة سوف تكون المقاومة المسلحة متحدة مع زميلتها على الضفة الاخرى وفي اطارها المشرعن دوليا وكحق شعبي ضمن مشروع "البحرين الكبرى" الذي بدأت تغريداته تصدح في الاوساط الشعبية في البلدين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ..لقد ولت الحقبة السعودية وانتهت معها حقبة "القبائل" الغازية واساليبها في فرض قوة القبيلة الواحدة او مجموعة قبائل غازية تقتل وتفتك وتسرح وتمرح تحت جنح الظلام ثم تخفي الجريمة دون ان يسمعها احد حتى في الخيمة المجاورة! .. اما اليوم فان عصر التطور التكلنولوجي وعصر سرعة التواصل الاجتماعي وعصر تهريب الكلمة عبر الفضاء والسلاح عبر الهواء سوف يجعل من المقاومة المسلحة لمشاريع الغزو والاحتلال اسهل من شربة ماء!فهل حان الاعلان عن مشروع "البحرين الكبرى" !! لننتظر!
https://telegram.me/buratha