المقالات

الوهابية خوارج ولكن من صُنعِ همفر

744 08:41:00 2012-05-16

خضير العواد

لقد ذكر لنا التاريخ بشئ من الحزن المآسي التي إقترفها المارقين الذين خرجوا على أمير المؤمنين (ع) وكيف عاثوا بالأرض الفساد تحت عناوين ما أنزل الله بها من سلطان ، ولم يتركوا أمرأة حامل أو طفل أوشيخ إلا وفعلوا بهم الأفاعيل وقتلوهم أشر قتل ومثلوا بهم أبشع تمثيل فكان القتل أسهل وسيلة يحتاجونها لكي يقيموا الحدود التي أعتقدوا بأنها من الله والله سبحانه وتعالى يقول ( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)...(1)، ولكن المسلمون قاطبةً قد فزعوا وأستنكروا تلك الأحداث لفضاعتها وبشاعتها وبعدها عن تعاليم الإسلام فقد واجه الخوارج جميع المسلمين وأضعفوا أمرهم وشتتوا جمعهم ونقذوا العباد من سطوتهم ، ولم يتوقع المجتمع المسلم ظهورجديدة مجموعة تحمل نفس الأفكار وتقتل من تشاء من المسلمين تحت أي عنوان ولأي غرض لأنها تكفر من يخالفها أو لا يسير في طريقها فأحرقت الأخضر واليابس في العراق تحت عنوان مقاتلة المحتل أو مقاتلة الشيعة الكفار ، فكانوا يفجّرون الأسواق المملؤة بالناس المسالمين كالنساء والأطفال والشيوخ وممن يسعوا الى رزقه الحلال ، ولم يتركوا جامعاً أو حسينية أو كنيسة أو مدرسة فجميع المؤسسات عندهم سواء وتدميرها وقتل من فيها من أكبر الجهاد والغداء مع الرسول (ص) كما يتوهمون جاهز وينتظر من يأكله ؟؟؟؟بعد قتل الأطفال وترويع الناس وتشويه الإسلام كدين ينشر السلام ، ونتيجة الموقف العظيم لشعب العراق ورفضه لبقاء الأمريكان إستجاب أبناء العم سام وتركوا أرض الرافدين وعيونهم تنظر إليها تريد البقاء بأرض الخير والعطاء ، ولكن أبناء القاعدة وعبد الوهاب أستمروا بقتلهم بالرغم من خلوا أرض العراق من كل محتل ولكن أوامرهم من آل سعود ومن يدور في فلكهم لم تصل إليهم بالرحيل ولكن شددوا عليهم بقتل كل مسلم يتولى أهل البيت عليهم السلام ، لأن غايتهم تدمير العراق وأهله وإبقاءه يسبح في الفوضى وجعله لا يستقر لعلهم يستطعوا تغير النظام وإرجاعه الى سابق عهده في الظلم والإستبداد ، فقتلوا ودمّروا ولم يتركوا طريقةً للقتل والإجرام إلا وأستعملوها كتفجير النفس التي خلقت لكي تعيش وتعبد المربوب لا تتشضى ويصبح كل جزءٍ فيها يشعُ بغضاً وحقداً على الحياة ، فكان عذرهم نجاهد المحتل وبعد خروج الأمريكان قالوا نقتل الشيعة الكفارلأننا سُنَة وندافع عن إخواننا الذين أُبعدوا عن الحكم في العراق ؟؟؟.وبعد عجز الصهاينة من دحر المقاومة في لبنان وتجرّعوا منها أقسى الهزائم وأذاقوا منها الذل وقد أظهرت المقاومة للعالم حقيقة الجيش الذي لا يهزم ولكن هُزم بصدق المبدأ والإيمان ،وبعد التغيرات التي أطاحة بقادة الظلم والإستبداد تحت مسمى الشعب يريد تغير النظام ، فوجدوا فرصتهم الذهبية لكي يهزموا من عجز العالم بأسره على هزيمته من خلال إسقاط الحكم في سوريا وغلق جميع الأبواب على حزب الله ، فحرّكوا الشعب السوري الذي يريد بعض الأصلاحات ودعموا معارضته بالأموال والسلاح وجعلوا الإعلام العالمي جميعه يدعمهم ويختلق الكذب لكي ينصرهم ، ولكن الحكم في سوريا يختلف عن أنظمة العرب التي زالت من صرخت الشعوب لأنها لا تعتمد على قواعد شعبية وبعض المبادئ التي يحتاج إليها الضمير العربي ، فتكالبت جميع قوى الشر في العالم على سوريا لكي يضعفوها ويغيّروا حكومتها الى حكومة تسير في هواهم وتنفذ أوامرهم ، ولكن الموقع الإستراتيجي لسوريا جعل كثير من القوى تشترك في هذا الملف ، فروسيا التي سيُضرب إقتصادها وستخسر أخر قاعدة لها في الشرق الأوسط وإيران التي ستخسر أقوى ورقة ضغط عندها على إسرائيل وأمريكا من خلال قطع الطريق عن مساعدة حزب الله إذا غيّر النظام في سوريا ، بالإضافة الى العراق الذي يخشى من ولادة حكومة جديدة في سوريا على النمط السعودي وبالتالي ستكون مصدر تهديد للأمن القومي العراقي وعمليته السياسية برمتها ،وبسبب وجود هذه القوى التي ستتأثر من تغير النظام في سوريا وقرب إسرائيل من سوريا ووجود حزب الله المقاتل المستميت دُفع الملف السوري الى السعودية وقطر لكي يقودوا بدورهم كل التحركات من أجل تنفيذ المخطط الإسرائيلي الغربي في تغير الحكم في سوريا ، لهذا طلب وزير الخارجية السعودي من أجل تظافر جميع القوى في العالم والتوجه الى سوريا لكي يساعدوا الشعب السوري ؟؟؟؟ وينقذوه من حكم البعثيين ؟؟ فكان أول الملبين لهذا النداء أيمن الظواهري الذي طلب من جميع عناصر القاعدة (الوهابية) بالتوجه الى سوريا لمقاتلة البعثيين؟؟؟ فدخل المجاهدون ؟؟؟وقتلوا المسلمين من الشعب السوري السني وهجّروه ودمّروا أغلب مؤوسساته في حمص وحماة ، علماً إن الشعب السوري أغلبه من السُنَة وليس فيه إلا عدد قليل جداً من الموالين لأهل البيت عليهم السلام ولا يوجد أي محتل في سوريا ، أي لا يوجد أي عذر لمن يقوم بهذه الجرائم والقتل علماً إن الوهابية يؤمنون ويعتقدون بوجوب إطاعة ولي الأمر إن كان فاسقا أو فاجرا ، ولكن في قضية سوريا جميع المحذورات قد عُملَ بها فهذا هو المسلم السني بأطفاله ونساءه وشيوخه ورجاله يُقتَل أبشع القتل بأيدي من يدعون حماية أهل السُنَة وهذا ولي الأمر الواجب الطاعة حسب إعتقادهم يُقاتَل وليس هناك عذر شرعي فقط أوامر الدوائر الغربية التي تريد بالإسلام الدمار وآل سعود وآل ثاني طلبت منهم ذلك فتم التنفيذ ، فهؤلاء الوهابية أبشع وأسوء من الخوارج ، لأن الخوارج وقعوا في إشكال شرعي وبسبب عدم فهمهم للنص بالشكل الصحيح عندما تمت عملية التحكيم في معركة صفين عندها صرخ الذي يأخذ دينه من غير الطريق الذي رسمه الله سبحانه وتعالى وهم أهل الذكر هم محمد وآل بيته صلوات الله عليهم أجمعين أن الحكم لله ، عندها خرجوا عن الأمة وفعلوا ما ذكره التاريخ بسبب الإبتعاد عن النبع الصافي لآل محمد (عليهم السلام ) ولكن الوهابية ليس عندهم دليل أو إشكال شرعي ولكنهم خُلقوا أو تكونوا من أجل إضعاف الأمة وإثارت الفتن فيها وهذا ما ذكره مستر همفر الذي صنعهم وصنع شخصية محمد عبد الوهاب ، وكيف عمل الأتفاق ما بين المحمدين فمن محمد عبد الوهاب الدين ومن محمد آل سعود السلطة ...(2 ) وهكذا فالوهابية خوارج هذه الأمة ولكنهم من صُنعِ همفر وتحت إشراف وزارة المستعمرات البريطانيا أنذاك .(1)سورة المائدة أية33 (2) مذكرات مستر همفر ص84 ( ومذكرات مستر همفر محملة على الأنترنيت ومهم جداً لكل شاب قراءتها )

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك