المقالات

حزب الدعوة يتخلى عن المالكي !! .....بقلم ساهر عريبي

1026 18:07:00 2012-05-15

حزب الدعوة يتخلى عن المالكي !!

 ساهر عريبي sailhms@yahoo.com

 تسود اوساط حزب الدعوة الاسلامية الذي يقوده رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي حالة من الانقسام الشديد على خلفية جملة من العوامل، وفي طليعتها نزعة المالكي الدكتاتورية، وسعيه للهيمنة على الحزب وعلى الحكم في بغداد مدعوما من قبل اقلية في الحزب يقودها السنيد والعسكري وغيرهم ويغلب عليهم الانتماء المناطقي.فيما يقود جناح المعارضين للمالكي جملة من القيادات التأريخية في الحزب والتي تسعى لتصحيح مسيرة الحزب واعادتها الى سابق عهدها بعد ان أصابها التردي حتى وصلت الى الحضيض ومنذ تولي المالكي للامانة العامة للحزب بعد إزاحة الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق منها في آيار من العام ٢٠٠٧.

فحزب الدعوة الذي تأسس في الخمسينيات من القرن الماضي خاض مواجهة شرسة مع النظام العراقي السابق تعرض خلالها أعضاء الحزب وكوادره حاله كحال بقية القوى الوطنية الى حملات من التصفية الجسدية والاعتقالات وخاصة بعد قرار النظام السابق اعدام كل منتمٍ للحزب وبأثر رجعي .وقد نجح الحزب بعد ذلك في اعادة تنظيماته اذ استجمع قواه في المهجر لتعود قياداته الى بغداد بعد التاسع من نيسان من العام  ٢٠٠٣ ولتساهم بفعالية في العملية السياسية. ومنذ ذلك التأريخ رأس الحكومة العراقية قياديين اثنين من الحزب وهم كل من الجعفري والمالكي.

الا ان الحزب تعرض  وبسبب موقفه من الاحتلال الامريكي وانخراطه في العملية السياسية تحت حماية الدبابات الامريكية الى موجة من الانتقادات الشعبية الواسعة على خلفية الايديولوجية الاسلامية التي يهتدي بها الحزب والتي تحرم التعامل مع قوى الاحتلال الاجنبية واضفاء الشرعية عليها والانخراط في مشاريعها السياسية.حتى اصبح حزب الدعوة بنظر العديد من المفكرين والسياسيين والمواطنين اول حزب اسلامي عريق يسقط في قبضة الولايات المتحدة الامركية في منطقة الشرق الاوسط.

فأمريكا عجزت وطيلة عقود عن إحتواء التيارات الاسلامية العريقة في المنطقة وفي طليعتها حركة الاخوان المسلمين وتفرعاتها في البلدان العربية .وامريكا باءت كافة محاولتها لاحتواء التيارات الاسلامية الحاكمة في ايران اليوم بالفشل،وكذلك لم تنجح امريكا في احتواء التيار الاسلامي التركي الذي يتقدم بشكل واضح داخل المجتمع التركي وعلى حساب العديد من حلفائها. الا أنها نجحت نجاحا منقطع النظير وفي زمن قياسي لا يتعدى بضعة اعوام ، في احتواء حزب الدعوة الاسلامية وتحويله الى لاعب اساسي ضمن مخططاتها ومشاريعها التي وضعتها لمنطقة الشرق الاوسط.

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فان سيرة الامين العام للحزب وطيلة سنوات تصديه لرئاسة الوزراء قد أضرت بالحزب وسمعته.فالحزب الذي كان يقترن اسمه سابقا بالنضال والتضحية والوطنية والقيم والمباديء اصبح اسمه مقرونا اليوم بالفساد والدكتاتورية والمنسوبية والمحسوبية والتخلف والعمالة.اذ يبدو ان هذا الحزب العريق قد سقط وبشكل سريع في اول اختبار له عندما جلس على كرسي الحكم بدلا من كرسي المعارضة.

فالمالكي ومنذ تسلمه لرئاسة الوزراء والامانة العامة للحزب وهو يسعى لتهميش واقصاء كافة القوى السياسية سواء الحليفة له او الكتل السياسية الاخرى.فهو يرفض تعيين وزير للداخلية من داخل كتلة التحالف الوطني المنتمي اليها ويصر على ابقائها تحت سيطرته ،وهو يرفض تعيين وزير للدفاع من كتلة العراقية ،وهو يبسط سلطته على جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية المستقلة،وهو يسعى لبناء جيش مليوني يدافع عنه لا عن الوطن،وهو يحاول تهميش واقصاء كافة القوى الوطنية والسياسية والتفرد بالحكم واثارة النزعات الطائفية والقومية،حتى دخلت البلاد  في عهده اليوم في حالة من التوترات التي تنذر بوقوع الكوارث. وهو الامر الذي دعا عددا من القوى السياسية الى الاجتماع في اربيل ووجهت له انذارا لتنفيذ الاتفاقيات التي افضت لتشكيل الحكومة وبغير ذلك فانها ستسحب الثقة عنه. وقد بلغ الفساد مبلغه في عهد المالكي حيث تربع العراق على عرش الفساد العالمي ،فقد تم هدر قرابة الخمسمئة مليار من الدولارات تمثل عائدات العراق النفطية طيلة السنوات الخمس الماضية فيما لازال العراق يغط في ظلام دامس وبلا اي تحسن يذكر على وضع بنيته التحتية او اعماره او حتى على الصعيد الامني.لقد كان لسياسة المالكي القائمة على تقريب الفاسدين والجهلة وازلام البعث وابعاد الكفاءات والمناضلين ابلغ الاثر في وصول الوضع الى ما وصل اليه.

لقد وصلت الاوضاع في عهد المالكي الى حالة خطيرة تستدعي وقفة تأريخية من قبل قيادات الدعوة التأريخية التي لابد لها من تصحيح مسيرة الحزب وانقاذ البلاد التي تقف اليوم على مفترق طرق خطير ، فهناك شبح الدكتاتورية وشبح الحرب الاهلية وشبح التقسيم.وهو الامر الذي ادى اليوم الى انقسام شديد في حزب الدعوة بعد تداعي عدد من قياداته التأريخية مطالبة بتصحيح المسيرة ، ولربما تشهد الايام القليلة القادمة اعلان الحزب ازاحة المالكي من منصب الامين العام تمهيدا لسحب الثقة عنه كرئيس للحكومة العراقية. 

22/5/515

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك