( بقلم : علي حسين علي )
اربعة ايام لا تكفي لاختبار نجاح الخطة الامنية، لكن الايام الاربعة الماضية كانت قد تركت لدى المواطن العراقي فسحة من الامل، فمن خلال نشاطات الاجهزة الامنية تم اعتقال المئات من الارهابيين وكذلك تم التحرز على اسلحة واعتدة كثيرة ومتنوعة ويمكن ان تكون اصابة الارهابي (ابو ايوب المصري) ومقتل واحد من ابرز مساعديه خبراً جيداً بعد مقتل الزرقاوي في العام الماضي وكذلك سمعوا العراقيون ورأوا انتشار القوات المسلحة العراقية في الشوارع والساحات وحتى في الازقة الضيقة وقد يعطي ذلك ثقة اكثر بالاجهزة التنفيذية الامنية اضف الى ذلك كله ما هو في غاية الاهمية فقد تم اعادة عشرات العوائل المهجرة قسراً في قضاء المدائن.. وكذلك في منطقة حي العدل وتلك بشائر ينتظرها المهجرون منذ اكثر من عامين وباتوا يقدرون نجاح خطة (فرض النظام) على مقياس عودتهم الى مناطقهم وقد تحقق جزء من ذلك ومع قلة عديد العائدين ولكن الامل قد ترسخ في نفوس مئات الآلاف ممن هجرهم الارهابيون وصادروا ممتلكاتهم بالعودة الى بيوتهم ومناطقهم واستعادة حقوقهم المغتصبة.
ذلك الذي ذكرناه كله باقتضاب هو حصيلة اربعة ايام من عمل الاجهزة الامنية العراقية، وقد يبدو ذلك كثيراً اذا قيس بالايام الاربعة لكن لا يمكن الركون الى القياس اذا ما علمنا بان مفردات الخطة الامنية وصفحاتها المقبلة تخفي الكثير من الانشطة والمفأجات وهذا ما وعدتنا به الحكومة فالصفحات المقبلات ستلاحق الارهابيين بوسائل وآليات غير متوقعة واوقات غير محسوبة من قبلهم.. وهذا هو الامتياز الاول للخطة الامنية (فرض القانون) فهي بخلاف سابقاتها لم تنكشف اسرارها قبل التفيذ ولن تعرف تفاصيلها الا بعد التنفيذ كل عملية! وذلك يعد ركناً مهماً في العمل العسكري المسبوق بالعمل الاستخباري الذي كشفت عنه عمليات الايام الاربعة الماضية حين عملت القوات المسلحة بدقة وداهمت البيوت التي لجأ اليها التكفيريون واختفوا فيها وكذلك البيوت التي استعملت مخازن لتكديس الاسلحة والاعتدة ولم يعتقل – وهذا امر مهم جداً – أي شخص من دون ان تكون له صلة مباشرة بالارهاب وبذلك تستطيع الاجهزة الامنية من تحديد الارهابيين وفرزهم عن غيرهم مما يعطيها الدقة والوقت في استنطاقهم وتحويلهم الى القضاء.
لكن اذا ما كانت القوات المسلحة العراقية (الجيش والشرطة والاجهزة الاستخباراتية) قد بدأت حربها الاخيرة على الارهاب وكانت النتائج جيدة فلا تعني بالضرورة ان تكون الايام القادمات من دون مصاعب او من دون ان يرتكب الارهابيون مجزرة او اكثر في محاولة منهم لاظهار القوة وعرض العضلات كل هذا جائز وممكن الوقوع لكن ما هو مؤكد هو ان الارهابيين سيخسرون بالنتيجة والعراقيين سيربحون هذه الجولة من معركتهم ضد الارهاب.
لا نريد ان نكون متفائلين اكثر من الحدود المعقولة ولا نريد ايضاً ان نبث التشاؤم في نفوس الناس لكنها معركة اخيرة كلا طرفيها يستعمل كل ما لديه من اسلحة وتكتيكات.. لكن ما يمكن ان نركن اليه هو الالتفاف السياسي حول الخطة الامنية فجميع الاطراف المنضوية في العملية السياسية يؤيدون الحكومة ويقفون الى جانبها ولا يضعف من هذا الموقف المساند وجود بعض الاصوات التي تمالئ او تغالط او حتى تنافق فهذه الاصوات النشاز لا يخلوا منها مجتمع وليس معنى وجودها ضعفاً في ذلك المجتمع بل هو تحصيل حاصل فالى جانب الجيد هناك الرديء ايضاً.
واذا كان السياسيون قد اتفقوا على اهمية نجاح خطة (فرض القانون) فان الجماهير العراقية تعلق عليها آمالاً واسعة فهي – الخطة الجديدة – ستكون المعركة الاخيرة ضد الارهاب التكفيري والصدامي ومبعث الثقة او التعلق بنجاح الخطة الامنية له الكثير من المبررات من ابرزها ان الارهابيين التكفيريين قد ضاقت عليهم الارض بما رحبت فالذين يحيطون بجوار بغداد او مراكز تجمعاتهم بعيداً عنها لم تغفلهم الخطة الامنية بمعالجاتها.. وكما قال رئيس الوزراء السيد المالكي: (لن يكون هناك ملاذاً للاهاربيين واذا ما كان عمق الارهابيين (الايوائي) قد ضاق الى حد الاختناق فان مساحة تحرك القوات المسلحة العراقية قد اتسعت لتشمل العراق كله.. فضلاً عن مسك الارض بعد طرد الارهابيين منها مما يحرمهم من العودة اليها مرة اخرى كما كان يحدث في الخطتين الماضيتين.
قلنا ان خطة (فرض النظام) قد اتسعت مساحة تأييدها ودعمها فالعراقيون ان كانوا في بغداد او أي بقعة من ارض الوطن يقفون هذه المرة مع القوات المسلحة وضد الارهاب وتلك معادلة تتفوق بها الدولة ومؤسساتها وجهودها على شراذم وافدة وجماعات منبوذة.. وان تنصروا الله ينصركم.
https://telegram.me/buratha