( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
منذ بضعة أيام والحديث الأساسي لدى بعض الفضائيات بات محصوراً بين السيد مقتدى الصدر إن كان في العراق أم في خارجه، حتى وصل الأمر أكثر من الإشاعة أو التسريبات عندما استحال الى تصريحات رسمية وأخرى كتلوية تدحض ما ورد أو يرد في تلك التصريحات.
طبعاً إن لكل إثارة من هذه الاثارات إن كانت إعلامية أو سياسية غايات واهداف، وهذه الغايات أو الأهداف ترتبط بشكل مباشر بمحددات الخطاب الذي تتبناه هذه المؤسسة الإعلامية أو السياسية أو تلك، وهنا نتساءل: لماذا هذا الإصرار من قبل بعض الفضائيات وراء بث تقارير عادة ما تسبب لها مشاكل واحراجات، وباتت تطعن بالصميم في مصداقيتها.
ماذا يعني أن يكون السيد مقتدى الصدر في العراق أو في دولة مجاورة؟! ومعظم سياسيينا واعلاميينا جعلوا من الدول المجاورة وكأنها مقراتهم التي يمارسون فيها عضويتهم في البرلمان أو نشاطهم في الكتلة.في هذا المجال نتساءل أين كتلة التحرير والمصالحة؟ وأين رئيس كتلة جبهة الحوار الوطني؟ وكذلك الأمر لزعيم جبهة التوافق وحتى العراقية.
منذ أنعقاد جلسات البرلمان وحتى الآن والمشاهد أو المتابع لم يلحظ وجوداً يذكر للجبوري والمطلك وعلاوي وآخرين، وهم زعماء كتل وأعضاء برلمان ويتقاضون رواتب لم يتقاضاها أقرانهم في البلدان العربية وفي دول العالم الثالث في حين أن السيد مقتدى الصدر ليس زعيم كتلة بل لديه كتلة في البرلمان وأخرى في الحكومة وتلك هي كتلته تعمل بجدية في البرلمان وكذلك في الحكومة. لنفترض ان السيد مقتدى الصدر فعلاً في إيران رغم دحض الناطق الرسمي للكتلة الصدرية هذا الادعاء فما الضير ان يسافر رجل دين الى دولة اسلامية مجاورة ؟.
لماذا لا تثار نصف هذه الضجة على من يدعي بأنه الأمين العام لهيئة علماء المسلمين والذي لا هم له سوى الطعن بالعملية السياسية والتشكيك في شرعيتها؟!. الأمر الآخر لماذا تثار كل هذه التقارير الملفقة ضد سماحة الشيخ جلال الدين الصغير وبعضهم من راح يعرض وثائق وصور رخيصة وسفيهة وغاية في الابتذال عندما ورط بعض الفضائيات كالجزيرة بعرضها من على شاشتها مدعياً بأنها تمثل صوراً لحالات تعذيب تحصل في جامع براثا دون أن يفرق هذا المعتوه الذي يسمى بالدايني بين الشيخ بعمامته البيضاء والسيد بعمامته السوداء بل بين رئيس جمهورية دولة اقليمية كبيرة مجاورة حكم بلاده عشر سنوات وبين نائب عراقي يجلس الى جانبه في البرلمان العراقي وإمام مسجد ما انفك يدعو الى وأد الفتنة الطائفية ورصّ الصفوف تفويتاً لأي فرصة يحاول اعداء العراقيين النفاذ من خلالها.
اين هي الاسلحة الثقيلة التي وجدتها متعددة الجنسيات في (ثكنة) براثا ولماذا تصمت تلك الأبواق أمام الورش المخصصة لتفخيخ السيارات التي عثر عليها الامريكان في منزل زعيم كتلة معروف بسياسة التحريض والطائفية وذلك في شهر رمضان الفائت؟. نعتقد أن هكذا منغصات يحاول البعض ان يثيرها في هذا الوقت تحديداً انما يراد منها التقليل من أهمية قوة الدولة واحراجها وجرها الى قضايا أخرى لا تدخل في جوهر العملية التي شرعت الحكومة بتطبيقها والتي تهدف الى إنهاء ظاهرة العنف والعنف المضاد من خلال فرض القانون على الجميع، وعلى حدٍ سواء.
https://telegram.me/buratha