( بقلم : عادل الكردي )
لن تكون حادثة عاشوراء اخر عملية ارهابية في قضاء خانقين طالما يتقلد المناصب الحساسة اناس دون المستوى المطلوب. تزخرمدينة خانقين بالكوادروالطاقات العلمية التي لا تضاهيها اية مدينة عراقية اخرى بحجمها من اساتذة الجامعات والمعاهد واطباء ومهندسين وعباقرة في الفيزياء والرياضيات والكيمياء والعلوم وفطاحل في الادب والثقافة والسياسة ويمكن ان يغطي الفائض عن اكتفاءها الذاتي من كوادرها في جميع الاختصاصات مدينة اخرى بنفس عدد نفوسها. رغم ذلك نجد بان كثير من المسؤولين الذين يتصدرون المراكز الحساسة دون المستوى المطلوب والادهى من ذلك بعضا منهم من جهلة ناحية كلار وكأن خانقين تعاني من ازمة رجال. فبقدرة قادر اصبح جندي هارب رسب في السادس الابتدائي رائد في الجيش واخر نظيره خبير سياسي ومتحدث في الفضائيات ووو...فبدؤا بتقلد المراكز الحساسة التي تمس حياة وامن الناس فكانت النتيجةّّّ كما توقعنا كارثة لم تشهد لها المدينة من قبل؟!!!
ابناء خانقين الشرفاء ( لا الفاشلون الفارون من اداء الخدمة العسكرية وابطال الجحافل الخفيفة ) الذين ناضلوا في السر والعلن ومنذ الستينات وقدموا التضحيات والشهداء في طريق النضال القومي لتحرير الشعب الكردي من بطش الحكومات المستبدة الظالمة لا دور لهم اليوم نتيجة توزيع المناصب بين الحزبين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني بما يتناسب مع المصالح الحزبية الضيقة لكل منهما لا مع مقتضيات الظروف الاستثنائية التي تعاني منها خانقين كمثيلاتها من بقية المدن العراقية الاخرى جراء تداعيات المرحلة الجديدة التي يمر بها العراق. وما نراه اليوم من تردي الحالة الامنية في خانقين ما هي الا انعكاس لسوء اختيار من يتصدر المواقع الامنية من المسؤولين ولا يمكن تتحسن هذه الحالة الا بمحاسبتهم وتغييرهم باناس اكفاء مخلصين شرفاء مؤهلين لتحمل عبأ المسؤولية التي تعهد اليهم.
ولو استقرأنا بعض الجرائم المروعة التي حدثت في خانقين، والتي حصدت ارواحا عديدة من الابرياء لاتضحت بان ابرز اسبابها هو الجهل في ادراة المؤسسة الامنية في المدينة. كلنا نعلم بان البعثيين والتكفيريين بدون ادنى شك وراء جميع الجرائم التي تحدث في العراق، وخانقين مدينة صغيرة والعوائل البعثية التي اسهمت في سجن واعدام الكثير من ابنائها طيلة فترة البعث المقبور معروفة اما التكفيريون فلا يتجاوز اعدادهم اصابع اليد وعوائلهم معروفة ايضا خلال من فجر نفسه في بعقوبة ومن حارب في افغانستان ومن تدرب وعاد من باكستان. تلك المعلومات يعرفها المواطن العادي في خانقين فكيف تخفى على من يعد من المسؤولين عن امن المواطنين؟!! والسؤال هل وضع المسؤولون تلك العوائل المشبوهة وتحركات افرادها في حساباتهم الامنية ام انهم مستثنون من القانون بحكم القرابة والعشيرة؟!! فكم من بعثي سافل من وكلاء الامن لهم مراكز مهمة في المدينة وكم من مناضل شريف بدون وظيفة؟!! فهل نسيتم قانون الانتساب لحزب البعث يا سادة المسؤولون بان البعثي يحفر قبره بيده في حالة انتمائه الى اي حزب اخر ؟!! فكيف يسمح لهم البقاء في مناصبهم وهم خبراء في نقل المعلومات الامنية لاسيادهم وخاصة مع التسهيلات الواسعة من الانترنيت والهاتف النقال؟!! والا كيف يستقي المجرمون المعلومات الدقيقة عن تحركات اهالي خانقين الشرفاء حال مغادرتهم المدينة فيقتلون على طريق جلولاء والسعدية والمقدادية ويستثنى البعثيون الاوباش؟!!وكيف تصل البهائم المفخخة من دول العربان الى خانقين ويمضون ايامهم في احضان دافئة الى حين تنفيذ الجريمة؟!!
جريمة الثامن عشر من تشرين الثاني2005 التي فجرت حسينية الشيخ مراد وحسينية السيد شبر، خلفت وراءها اكثر من 120 شهيدا من خيرة ابناء خانقين ، فالبست تلك الجريمة النكراء ثوب العزاء اغلبية عوائل خانقين وجريمة الثلاثين من كانون الثاني 2007 سببت الى استشهاد وجرح 52 شخصا من الخيرين في خانقين. فاذا اعدم صدام وكان رئيسا للعراق على خلفية قضية كانت ضحيتها 148 شخصا فمن يتحمل دماء شهداء خانقين الذين تجاوز اعدادهم اكثر من حادثة الدجيل؟!! نقول انه من السذاجة ان نصدقكم يا من تتصدرون المواقع الحساسة والمسؤولة في ادارة امن خانقين ببيانكم الرخيص بالقاء القبض على اكثر من 50 ارهابيا في منطقة بانميل لاننا نعلم بان اولئك المساكين هم من العرب الشيعة الذين قصدوا خانقين هاربين من جحيم التكفيريين في المقدادية والسعدية والخالص وبعقوبة وبلدروز وبهرز و باقي نواحي وقصبات ديالى ونتحدى من يقول غير ذلك.!! وسوف لن نسكت على دماء شهدائنا حتى يساق المسؤولون الجهلة ومن يقف وراءهم الى العدالة وينزل بهم الحساب الذي يستحقونه.عادل الكردي
https://telegram.me/buratha