الشيخ حسن الراشد
نظرا للتطورات الجديدة على الساحة العربية وخاصة في في منطقتنا التي تعج بالمفاجاَت بعضها مفرح وفيه من البشارة ما يغيض الاعداء وبعضها يعكر الامزجة الا ان في مجموع تلك المعطيات هناك ما يشير الى ان المنطقة تتجه نحو تغيير كبير وخلق عالم جديد بتوازنات جديدة تكون للاقوى اليد الطولى و في الحديث والقديم قيل ان "يد الله مع الجماعة" !..
لقد حررنا مقالا قبل ما يقارب السنة دعونا فيه الى ايجاد اليات لقيام "مجلس التعاون الايراني العراقي" والدوافع في حينها كانت مخاوف وتوجسات من تداعيات ما يجري في سوريا وتعالي اصوات ايتام ابناء العوجة او ما نسميهم البعثيون والصداميون الطائفيون تنادي بقيام اقاليم طائفية او ما اشبه في الانبار ومناطق الغرب استعدادا لدخول مرحلة ما بعد ما يتوهمون بسقوط النظام في سوريا والانضمام اليها لتشكيل كيان طائفي هدفها القتل والذبح ونشر التطرف الوهابي والقاعدي تحت عناوين براقة قد تكون هذه المرة "الديمقراطية " والحرية ‘.
الا اننا لم نكن نضع في حسباننا ان هذا الطرح والدعوة لقيام "مجلس التعاون العراقي الايراني" سوف تظهر أصدائها في الرياض او في المنامة او في اي من عواصم تلك الدويلات والمشيخات الكارتونية التي يشكل غالبية سكانها وقاطنيها الاسيويون من الباكستانيين والهنود والفلبينيين وغيرهم من الافاق البعيدة وقد انضمت اليهم اخيرا بقاياالبعث والكاولية الصدامية من ايتام "فدائيوا ابو عدي" المقبور .
نعم الاصداء ظهرت في تلك العواصم و خصوصا في الرياض التي يحكمها الديناصوريون و زمرة فاسدة اخلعت على البلاد والعباد لقبها الديناصوري والبستها ثوب الاستعباد ومنحتها لقب "السعودية" بحيث كل مواطن في تلك البقاع اذا اراد الخروج من البلاد فان صفة العبودية تلاحقه من خلال حمله لجواز سفر تعلوه عبارة "المملكة العربية السعودية" اي ان هذا المواطن بالضرورة وبحكم الاستعباد تابعا لال سعود ومملكتهم التي الحقها الديناصوريون باسم جدهم الكبير المقبور "سعود" ! واليوم يتداعى القوم على وقع تلك الدعوة للاجتماع في الرياض من اجل مناقشة مشروع "الاتحاد الخليجي" بقيادة الديناصور الكبير الخرف "عبدالله ال سعود " ملك مهلكة ال سعود .
ورغم اعتقادنا الراسخ بان قيام "اتحاد خليحي" هدفه ليس فقط ان يمارس ديناصوريوا ال سعود سلطتهم وسطوتهم على باقي دول ومشيخات الخليج ولا تخوفهم فقط من الثورة البحرانية التي خرجت من القمقم لكي لا تعود وهي ثائرة وماضية في تحديها لال خليفة وال سعود الجبناء تناغمت معها انتفاضة اهلنا في القطيف والمنطقة الشرقية و رغم كل ما قيل ويقال عن نية ال سعود بضم البحرين الى "المهلكة الوهابية" عبر مشروع "الكونفدرالية" و"الاتحاد الخليجي" الا ان المراقبين يعزون هذا التوجه الديناصوري الى امرين مهمين :
اولا: الانسحاب الامريكي من العراق وتسليم كافة السلطات الى حكومة بغداد التي يحكمها الشيعة ‘ هذا الانسحاب خلف بالنسبة لهؤلاء الديناصوريون السعوديون فراغا امنيا وسياسيا وعسكريا ملأه التحالف الايراني العراقي الذي بدأ يأخذ منحى جديدا في التعاون والتنسيق اثار غضب وحنق الديناصور الهرم الخرف عبدالله فانبرى على عجل بطرح مشروع "الاتحاد الخليجي" يبدأ بقضم الاضعف حلقة وهي البحرين بضمها اليه وهي عملية في حكم الانضمام او لنسميه الاحتلال عبر التواجد الكبير للقوات السعودية التي احتلت البلاد في مارس العام الماضي في خطوة كانت تهدف قمع الثورة البحرانية ‘ ثم يستمر هذا الديناصور في مشروعه ببلع الكويت وباقي الدويلات الكارتونية ‘ هذا لانسحاب واحكام المسلمون الشيعة قبضتهم على الحكم في العراق و تصفية بؤر الارهاب فيه وتعاطفهم مع مظلومية شعب البحرين والقطيف قد يكون السبب الاول والاهم .
ثانيا: انحسار الدور السعودي سياسيا في المنطقة العربية والاسلامية وانكفائها على ذاتها لعوامل كثيرة لسنا بصدد سرد ذلك الا ان الاهم هو وصول هذا الديناصور لمرحلة الخرف والشيخوخة ‘وانفلات الاوضاع في عدد من البلدان بما لم يحسب له السعوديون الحكام اي حساب وحتى صانعي ما يسمى "ثورات الربيع العربي" لم يعطوا اي اعتبار لال سعود عندما قرروا ترتيب اوراق المنطقة من جديد ان لم نقل ان الهدف النهائي هو "ال سعود" ودولتهم الارهابية التي تشكل اهم مصدر للارهاب والتطرف والفكر القاعدي التكفيري ‘ ولا عجب اذا عرفنا ان الخبراء الامريكان يعتبرون ان تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية ـ اي اليمن ومملكة ال سعود ـ من اخطر افرع التنظيم في العالم ! والسبب لا يجهله العاقل ان المدرسة التكفيرية والوهابية المتطرفة التي تصدر الارهاب والانتحاريين والقتلة الى العالم مركزها الرياض ولا نقول مكة او مدينة كي لا نظلم هاتين البقعتين المقدستين . !
ومن هنا فان خطوة ال سعود في تشكيل "الاتحاد الخليجي" او الكونفدرالية الخليجية هي من اجل الحفاظ على ما تبقى ليس من نفوذسعودي وانما من اجل حماية عرش الديناصور و درأ الاخطار القادمة والتي فعلا بدأت تهدد العرش السعودي والمتمثلة في نهضة شعوب المنطقة وثوراتها المتجددة غيرتلك التي سميت "بثورات الربيع العربي"!!
تلك التطورات وما ترتب ويترب عليها تدفعنا الى التأمل بجدية في مشروع "مجلس التعاون العراقي الايراني" او ايجاد وحدة بين البلدين في اطار يحفظ لكل من البلدين خصوصيتهما من كل النواحي الا ان الوحدة السياسية قد تكون المدخل الرئيسي لقيام كيان كبير يجمع البلدين في بوتقة واحدة تشكل اقوى قوة في المنطقة عسكريا وسياسيا وثقافيا واقتصايا وبشريا ـ اكثر من 125 مليون انسان ـ ولا ننسى ان البلدين يمتلكان اكبر احتياطي النفط في العالم بينما الايرانيون لوحدهم يملكون ثاني اكبر احتياطي من الغاز بعد روسيا والاول في احتياطي النفط !.. هذه المزايا والثروات والقوة البشرية تجعل من البلدين اهم بكثير من تلك المشيخات الفاسدة والتي باتت لا تشكل اي قيمة بالنسبة للعالم الحر اذا قارناها مع ايران والعراق ..
فلماذا ندع المجال للفاسدين والضغفاء في الخليج الفارسي الاسلامي ان يلعبوا باوراقهم المحروقة والتي لا تساوي حتى صفرا في مقابل اوراقنا القوية ولا نقوم بوضع اليات الوحدة وباسرع من ضوء الكواكب لسحب البساط من تحت الارجل الديناصور الخرف وخرفانه .. نعم التصريحات الصادرة اخيرا من الطرف والايراني والعراقي حول الاتحاد امر مشجع ولكن غير كافية فلا يكفي ان نقول "ان ايران والعراق كروحين في جسد واحد" ولا ان نقول ان ايران والعراق مقبلان على اتحاد دون ان نقوم بالخطوة الاولى المتمثلة في عقد مؤتمر في اقرب وقت من اجل الاعلان عن مثل هذا المشروع والقيام بعد ذلك بتشكيل لجان لوضع اليات الوحدة يسبقها التنسيق في مجالات الامن والامور العسكرية والسياسية وكيفية مواجهة التحديات الجديدة .
https://telegram.me/buratha