المقالات

صراع الأحزاب السياسية وحلول الأزمة ....

479 09:18:00 2012-05-13

اكرم السعدي

لازالت أنظار الشارع العراقي تتجه إلى انعقاد المؤتمر الوطني الذي يراهن علية البعض انه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة, إن المنعطف الخطير الذي تمر به عملية التغيير في العراق إذا لم يتم التعامل معه بحكمة ولغة الحوار العقلاني وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية سوف يؤدي إلى نفق ضيق لايمكن فيه الرجوع إلى الوراء, إن كل طرف من إطراف النزاع يتحرك على ضوء ما يحصل عليه من امتيازات وفي تقاطع المصالح تتوقف عجلة الحل, القائمة العراقية أصبح موقفها ضعيف في هذه الدوامة فقد تفرق أمرها ولم تعد تستطيع أنّ تجتمع على موقف موحد وكل مجموعة لديها مصالح وأجنده تنسجم مع مصالح وأجندة المجموعة الأخرى وخسرت الخيارات الممكنة وليس أمامها سوى أنّ تكون طرف معارض ومعرقل فقط وتفرض شروط تعجيزية تحول دون انعقاد المؤتمر لأنه سوف لن يأتي لها بجديد.أمّا الأكراد فهم يدورون حول مصالحهم القومية وبقاء الأزمة سوف لن يؤثر عليهم كثيراً والعكس صحيح أتسعت دوائر الخلاف كلما اتسعت مساحة الخروقات القانونية التي تمكنهم من استثمار, تابع الإقليم دون الرجوع إلى الحكومة الاتحادية وهذه الأزمة تغطي على حالة الاختلاف الداخلي بين أحزاب السلطة في كردستان وبالخصوص تنامي الخلاف مع حركة التغير الكردية, والتحالف الوطني فيه ثلاث توجهات ولا يوجد فيه موقف موحد تجاه حل الأزمة فالمجلس الأعلى الإسلامي العراقي مشغول في إعادة بناء منظومته الجماهيرية ويحاول الاستعداد للانتخابات القادمة بوقت مبكر, وهو معروف بخطابه السياسي الذي يشوبه شيء من الغموض وتأثيره في هذه المرحلة على قرار التحالف قد يكون ضعيفاً.أمّا التيار الصدري وهو المعروف بعدم وضوح رؤيته في حل الأزمة ويمكن أنّ يتغير موقفه بمجرد حصوله على مكاسب فئوية ولو كانت بسيطة، ويبقى اللاعب الوحيد في الساحة السياسية إئتلاف دّولة القانون فالمالكي بيديه مفاتيح حل الأزمة وبيديه خيوط مخارجها وهو يتعمد المماطلة والتسويف لأنه غير متحمس لعقد المؤتمر خوفاً من أنّ تلزمه القرارات التي تترتب على عقده بوعود جديدة تضاف إلى وعود اتفاقية أربيل.إنّ المالكي يتجه باتجاه الانفراد بالسلطة ويحاول تضليل الرأي العام العراقي بالموقف التي يتخذها رغم انه يعلم مدى حساسيتها وخطورتها على استقرار الوضع في البلد لذا ذهابه إلى محافظه كركوك وإطلاق التصريحات التي استفزت الأكراد وبنفس الوقت يستجدي المشاعر القومية للكثير من سكان المحافظة. وهذا ما يُراهن عليه المالكي في الانتخابات القادمة ويبدو أنّ بوادر الحل غير متوفرة في الوقت الراهن وسوف لن تؤدي نتائج عقد المؤتمر إلى حلول ناجحة للخروج من الأزمة ولسبب يعود إلى أن أطراف الخلاف همهم الوحيد الحصول على المكاسب وليس بالضرورة استقرار الوضع والذي هو على ........، ويمكن أنّ تتسع هوة الخلاف لتتحول إلى حرب أهلية وعندها سوف لن ينفع المالكي مكره والصدريين انتهازيتهم السياسية ولا العراقية خيبة أملها ولا الأكراد قوميتهم، وقد تأكل النار الأخضر واليابس وتعيد العراق إلى المربع الأول لا سامح الله، إن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السياسية هو تغليب مصلحة العراق على المصالح القومية والطائفية والحزبية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك