المقالات

مداهمة مسجد براثا ..زيارة غير مرغوب بها خارج خطة فرض القانون!!

1881 23:44:00 2007-02-17

( بقلم : طالب الوحيلي )

قال جمع ممن كان في جامع براثا المقدس إثناء مداهمة القوات متعددة الجنسيات له يوم الأربعاء الماضي، إن هذه القوات كانت ضحية فخ معلوماتي كبير أوقعتها به دوائر الطائفية في بعض الاجهزة ذات الصلة وأبواق الإعلام الإرهابي، فلقد جاءت في مهمة للبحث عن السراديب والمعتقلات ومعسكرات التدريب الإيرانية!!! إذ كان هذا الإعلام قد طبّل كثيراً لكون الجامع يحتوي على سراديب ومعتقلات، وكان ضباط تلك القوات ومن جاء معهم من عناصر عراقية، يسألون أين السراديب والمعتقلات وأين يتدرب الإيرانيون في الجامع!!، وكم كانت خيبتهم مريرة حين اكتشفوا بإن الموضوع برمته كان كذبة كبيرة روّجها من كذب عليهم وعلى العالم من قبلهم كحارث الضاري وجريدته وعدنان الدليمي ومؤتمره وجريدته ،واذاعة دار السلام وقناة بغداد وأخيراً محمد الدايني في قناة الارهاب المعروفة بالجزيرة، بعض الضباط اعتذر عند الخروج من الجامع بأنهم كانوا مكلفين وينفذون أوامر صدرت لهم ليس إلا.(نقلا عن وكالة براثا للانباء)

هذا الحدث قد جرى في غضون انطلاق خطة امن بغداد(خطة فرض القانون) التي قد لا أبالغ اذا قلت ان معظم أبناء شعبنا في الداخل والخارج باتوا يتنطرونها كهلال العيد الذي أفقدنا جماله الإرهاب الصدامي التكفيري القبيح الذي استحل كل الحرمات واستمرئ الدم العراقي كنمط قذر من سياسة أيتام النظام البائد بل يتعداها الى نمط منظومة الحكم الطائفي العنصري السائد لدى بعض دول الجوار وعمقها ، كفانا هذا النزيف وهذا الخوف الذي سببه تمرد تلك الزمر الظالمة والضالة التي عبثت بمقدرات العراق متخذة من القتل الجماعي واستهداف البنى التحتية ومصالح الشعب والإبقاء على القوات الأجنبية ،وسيلة لبقائها كطرف متحكم بمستقبل البلاد ،ووباء مستحكما يسعى للثأر من الشعب الذي لعن صداما وعصره الطاغوتي ،لينتخب ما يشاء من ممثلين له في مجلس النواب او يختار الحكومة التي يريد،ولان المواطن العراقي اليوم قد آمن بنجاح هذه الخطة وجديتها على وفق ما تبنته مقدماتها الاعلامية والتعبوية ،وعلى وفق ما لوحت له الولايات المتحدة ،كهدف استراتيجي يمكن ان تعتبره بمثابة الرهان الاخير لتجربتها في العراق ،مع التأكيد على اهمية الخروج بنتائج باهرة تتمكن فيها من انقاذ العراق من الزخم الإرهابي العالمي المتمثل بمنظمة القاعدة وتحالفاتها ومسمياتها الاخرى،لذا كانت اولى ركائز نجاح هذه الخطة هي سيادة الحكومة العراقية على الملف الأمني وقيادتها لهذه الخطة بالتنسيق مع القوات المتعددة الجنسيات التي اتخذت مواقعها كقوات إسناد ودعم على ان تأخذ أوامرها من القيادة العراقية وليس العكس،فضلا عن أكيد دعمها للحكومة العراقية في جميع المجالات ،فهذه الخطة هي بوابة امل كبير لشعبنا ولكل من يحب العراق وعودته الى الساحة الدولية كبيرا مشافا من كل جراحاته ،وقد رحب بها الجميع بالرغم من أنها يمكن ان تضع على المواطن بعض الأعباء الجديدة ،ولكن لأجل العراق يهون كل شيء ،وذلك هو مختصر شعور ابسط مواطن في بغداد لانه من عانى من الإرهاب ولأنه المستهدف اليوم دون سواه وتلك هي اغرب ظاهرة سياسية افرزتها سياسات القوى المعارضة لسقوط النظام البائد وسعيها للعودة لحكم العراق على عقيدة (بعث تشيده الجماجم والدم ...تهدم الدنيا ولا يتهدم)!!!

لكن المحير في الامر هو ان مظاهر شاذة بدأت تطفو على سطح الاحداث منها التركيز على المدن التي ابتليت الجرائم الارهابية كمدينة الصدر مثلا عبر اطباق الحصار عليها ،فيما استهدفت عبر اساليب مرعبة من تحليق الطائرات المقاتلة بمستويات منخفضة ،واستهداف سوق مريدي بعبوة ناسفة راح ضحيتها العشرات بين قتلى وجرحى حيث وقعت هذه الجريمة عصر يوم الخميس في الوقت الذي أبدى الجميع تعاونهم مع قوات الأمن داخل المدينة ومباركتهم لإعلان هذه الخطة ،فيما يشكو أهالي حي العامل من اعتداءات تقوم بها زمر إرهابية من منطقة (الجنابات) مثلا دون تدخل من قوات الأمن ،ناهيك عن الموقف في اليرموك التي هجرت عوائلها عن طريق رمي أوراق تهديد لهم بتركها والنزوح منها كونهم من أتباع أهل البيت،وكان بوادر هذه الخطة لم تصلهم بعد ..

وعودة للبداية ،فان ما يمثله مسجد براثا من قداسة لدى المسلمين وغيرهم ،يتعدى اعتباره مجرد مسجد تقام فيه صلاة جمعة يؤم الجموع فيها شيخ عرف بتأريخه الجهادي وموقعه كنائب في البرلمان العراقي،فهو مسجد اقترن تأريخه بشخصية أمير المؤمنين الإمام علي ابن ابي طالب (ع)وله من المكانة بنفوس ومشاعر العراقيين ما يضعه في منزلة العتبات المقدسة ،إضافة الى انه مركز علمي حضاري ،وقد عمد بالدم والتضحيات اذ طالما تعرض لظلم الطغاة ،حتى شهد حرمه عدة هجمات إرهابية راح ضحيتها المئات من شهداء وجرحى ،ليدنس هذا الحرم الطاهر وفية عبق أمير المؤمنين (ع) من قبل قوات مسلحة تقتحمه وهي مدججة بالسلاح ،والانكى من ذلك إنها قوات أجنبية تجهل تماما أعرافنا وعقائدنا لتقف في صف واحد مع من فجر انتحارييه وسط الثلة الطاهرة من المصلين ،لكي تهين حرمة هذا لمسجد وتعبث بمحتوياته ومنها كتاب الله الكريم،تحت ذريعة البحث عن سراديب وساحات تدريب للميليشيات ،فان كانت تعلم بوجود هذه الميليشيات والسراديب فإنها لم تجد ما يدل على ذلك ،وتلك مصيبة حقا ..وان كانت لا تعلم بذلك ولكنها خدعت من قبل عملائها فالمصيبة أعظم !!والأعظم من ذلك كله أنها جاءت دون علم من القيادة العسكرية لخطة فرض القانون !!

الفضائيات الإرهابية مازالت تتسقط الإخبار وترسم عليها صورا سلبية عن الخطة الأمنية ،محاولة الانتقاص من الحكومة العراقية ومن القائمين على هذه الخطة ،لذا تجدها وقد فتحت أبواب الحوار مع النماذج الإعلامية الصدامية والطائفية ،لتشويه أهدافها وتصرفها الى منحى طائفي متناغم مع ادعاءات القوى الرافضة لاستقرار البلاد كهيئة علماء السنة وقادة الكتل الحاضنة للإرهاب حيث دعا احدهم في مؤتمر صحفي له الحكومة الى ان توجه الخطة الأمنية الجديدة في بغداد بالعدل والإنصاف والمساواة .

وادعى بان جبهته قامت بتشكيل غرفة عمليات لرصد ومتابعة أحداث الخطة الأمنية , داعيا المواطنين في بغداد للاتصال بها والإبلاغ عما (سيتعرضون) له في إطار الخطة الأمنية الجديدة تحت ذريعة مراقبة أداء الحكومة وكيفية تطبيق الخطة . وهدد خلال المؤتمر بأنه سيقف بوجه العمليات التي تطال أهله من التكفيريين والصداميين بكل ما أوتي من قوة . ويعد هذا التصريح خرقا جديدا يضاف الى الخروقات التي قامت بها جبهته والتي سبق ان ادعت انها مع الخطة الأمنية وجاء تصريح رئيسها لينافي كل الوعود التي قطعتها هذه الجبهة للكتل السياسية الأخرى!!!

من جهته واستشرافا للحقيقة فقد اصدر المكتب الصحفي لسماحة الشيخ الصغير تكذيبا لما ذكره البيان الصادر من مكتب الشؤون العامة في كامب فيكتوري فيلق القوات المتعددة الجنسية حول طبيعة مداهمة جامع براثا ،الذي ادعى بان الجامع يستخدم لأعمال عنف طائفي ضد المواطنين العراقيين، ويستخدم أيضا كملجأ لإيواء المليشيات غير الشرعية وتخزين الأسلحة، مدعيا بأن القوات العراقية هي التي دخلت إلى الجامع، وأنها صادرت مخزناً كبيراً من الأسلحة عبارة 3 قاذفات بي كي سي و80 بندقية قتالية.

وقال الناطق: لقد فوجئنا بهذا البيان والذي يعبر عن تزييف كامل للحقيقة والتي تحدث بها نفس المسؤولون من قوات المتعددة الجنسيات حينما عوتبوا على ما فعلوه في الجامع من قبل المسؤولين العراقيين، وما يهمنا إعلانه هو التالي:أولاً: إن القوات العراقية المنضوية تحت أوامر القيادة العراقية لم تشترك في أية عملية مداهمة، والذي اشترك في عملية المداهمة هم الأمريكيون وقوات ما يسمى بفوج 36 الذي يقوده فاضل برواري وهم لا يتبعون أوامر الحكومة العراقية وإنما قوة عاملة برفقة تلك القوات، والادعاء بأن الأمريكيين لم يدخلوا الجامع واكتفوا بالمحاصرة هو أمر غير صحيح بالمرة.ثانياً: إن الادعاء بأن الجامع يستخدم بأعمال عنف طائفية ضد المواطنين العراقيين هي نفس المقولة التي رددها الإرهابيون وأبواقهم وأدل دليل على ذلك إن رسالة الجامع كانت ولما تزل هي الدفع بالشيعة والسنة إلى التآخي والتسامح، وخطب سماحة الشيخ منشورة في الانترنيت وهي مبذولة لكل من يريدها ونتحدى أن يبرز احد أي دليل على هذا الادعاء، على أن سياسة الجامع مع جميع السنة في المناطق التي تجاوره هي الحماية والرعاية وأي سؤال لأخوتنا السنة في مناطق العطيفية الأولى والثانية والشالجية يبرز إن الجامع وبمقدار إمكانه يعتبر القوة الوحيدة التي حمت مساجد إخواننا ورعتهم في كافة المجالات.ثالثاً: الادعاء بان الجامع يضم مليشيات ومخزن تسليح وما إلى ذلك، فإن كان قصدهم حماية الجامع فهذه كلها شرعية وتنتسب لوزارة الدفاع وبعضها لوزارة الداخلية، وبالنتيجة نحن نريد من تلك القوات أن تقدم دليلاً واحداً على ان الجامع تتجمع فيه مثل هذه المليشيات اللهم إلا ما قدمه الإرهابيون وحاضناتهم من معلومات مضللة اكتشف نفس الأمريكييون حقيقتها، وهم أجابوا المسؤولين العراقيين بأنهم تلقوا معلومات عن ذلك وفتشوا الجامع ولم يجدوا دليلاً ، بل قالوا إنهم الآن يستطيعون أن يؤكدوا كذب تلك المعلومات، ولعل أفضل دليل على ذلك أن الامريكيين الذين اعتادوا على الاعتقالات الكيفية لم يعتقلوا اي شخص في الجامع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك