( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
لا شك ان التساؤلات كانت كثيرة ليست فقط عن ماهية وساعة صفر انطلاق عملية امن بغداد او (فرض القانون) وانما ايضاً عن آلياتها واتجاهاتها ومساحاتها ورجالها وجوانب اخرى تلامس باهميتها بعض ما ورد من الاستفهامات انفاً.
التساؤلات كيفما كانت وباي طريقة تطرح لا يمكن لاحد ان ينتقص من شرعيتها في ظل حالة الهلع والرعب والخوف والقتل والخطف والزلزال الذي تعيشه بغداد في كل يوم بل في كل لحظة على وقع القذائف والمفخخات.وتزداد مساحة التساؤلات اتساعاً كلما اتسعت رقعة الحديث عن الامن وبغداد والخطة، وربما كلما ذهب طفل الى مدرسته او يتجه الموظف او العامل الى مؤسسته. ليس بمقدورنا ان نرسم صورة عكس الصورة التي تشهدها بغداد او حتى التحريف بها قليلاً. فبغداد باتت العاصمة الفريدة من بين عواصم العالم التي يحصل كل الذي حصل فيها ولما تزل عروقها تنبض بالحياة حسب تقديرات المتابعين.
ان التاريخ بحاضره وماضيه لم يشهد قسوة تعرضت لها مدينة وسكانها كالذي تتعرض له بغداد. من هنا تكتسب التساؤلات شرعية اضافية وتزداد تلك الشرعية اضعافاً اخرى عندما تجد الدولة نفسها ممثلة برموزها وقادتها ان لا همَّ لهم الآن عدا همُّ صناعة الامن الذي هدته الموروثات بالداخل وكل الحقد الوافد لهذا البلد النازف من الخارج.
يوم امس كان كرنفالاً لاهل بغداد والعراق معاً وهم يتابعوا من شاشة العراقية بيان رئيس الحكومة الخاص بخطة فرض القانون، ورغم ان العملية لن يعلن بعد عن لحظة تنفيذها الا ان البيان احتوى في جوهره على ما باستطاعته ان ينتزع من النفوس القلق الكبير.
ان المتفحص لفقرات وبنود البيان يلمس على الفور جدية الدولة وحزمها وتسامحها في ذات الوقت، ففي البيان الكثير الكثير لمن يريدون الامن والامان والاطمئنان وفيه بذات الوقت ما يحمل اصحاب ورش الموت للاصغاء اليه. وهنا لا نريد ان نتفحص لهجة الخطاب بقدر ما نريد سبر افاقه واعماقه ومدلولاته.
لم يكن البيان نصاً عسكرياً ولا قصيدة نثر بقافية او بدونها ولا نعتقد ان الذي سمعناه يوم امس ينتمي الى لغة الوعيد على اعتبار ان عسكرياً ببزنه المرقطة هو الذي تلاه، بل ان كل ما جاء في البيان كان عبارة عن اجوبة لتلك التساؤلات التي ملأت الفضاءات قلقاً دونما تفريق بين اهل العامرية والاعظمية الحرية والصدر واور والشعب والفضل والصدرية والمعظم والبياع والدورة وحيفا والكرادة والكاظمية ودونهما من الاقران.المهم ان ينام اهل بغداد على وسادة الامن وينتزعوا من صدور اطفالهم كوابيس سرايا التوحيد والجهاد او صهيل خيول جند السماء. المهم ان تبقى شهرزاد تسقينا ماء دجلة وشهريار لا يخشى مما يحصل قرب الراهبات.
https://telegram.me/buratha