( بقلم : يوسف الجبوري )
عنوان مقالي هذا لاعلاقة له بتوزيع الظلم والعدالة على العراقيين ولاعلاقة له بقتل المعارضين والمشانق وأحواض التيزاب أو قطع الالسن وبتر الاطراف وألغام البشر وتفجيرهم ولاعلاقة له بدفن الاحياء من كافة القوميات والاديان بمقابر جماعية ولاعلاقة له بتفضيل مجموعه على أخرى وما الى كل الافعال التي كان يتصنع بفعلها نظام لاأخلاقي.موضوعي عن مدى أنصاف صدام ونظامه مع العراقيين بطريقة مدروسه وذكية وتستحق الوقوف والتأمل فيها كثيرا هي بنائه صرح وسور كبير وبعيد وكثير العتمه حول العراقيين وأبعادهم عن مايجري خارج بلدهم وكأني أقول حشر العراقيين في دهاليز مظلمه كانت الجاهلية تعيش فيها لغاية مختلفة تماما لما في تفكيره . حيث عندما يسمع العراقي وهو داخل الوطن عن خبر قتل أنور السادات أو أنهيار الاتحاد السوفيتي يصاب بالدهشة والذهول ويتسائل من وكيف ومتى حصل كل هذا, الجواب لشدة التعتيم على هذا الشعب المعزول عن الحياة والدنيا وكأنه في القرون المظلمة.
ماكان يفعله نظام حزب العفالقة بالشعب العراقي من تعتيم مثلا الممنوعات (( الستلايت والهواتف النقالة والصحف الاجنبية والانترنيت والكمبيوتر وجميع مامتطور في جنوب أفريقيا بألاضافة الى وجود الرقابة الاستخبارية والمخابراتية على مواقع البدالات- الاتصالات )) كان لغايات أخرى لصدام ونظامه خوفا من التمرد على نظامه وتطلع هذا الشعب الى الحرية التي ستدفع الشعب للنضال ضد عروشه ولاأظلم نضال بعض الشخصيات ومن معهم . لكن من جهة أخرى هل كان هذا منصفا مع العراقيين بعدم سماع ومشاهدة هؤلاء العربان ماذا يقولون وماذا يكتبون جعلني أقول بأن صدام كان منصفا مع الشعب العراقي لان ماسمعناه وشاهدناه على مدار ثلاث سنوات ونصف لم يخطر على بالنا كل هذا الحقد وهذا التعسف على شعب كان مدفون بالحياة بل كان تحت الارض . بالمقابل لو كان صدام ونظامه يعلم بمايقوله هؤلاء العربان ودفاعهم عن نظامه وجلاوزته لكان سببا في الافراج عن العراقيين بالأنفتاح على العالم .
على مايقارب أربع سنوات سمعنا وشاهدنا العجب العجاب من العربان وكيف هم كانوا مع الباطل ومايزالون. أذن كان محقا صدام بمنع تلويث أفكارنا بسماع هؤلاء فقط من هذه الناحية . عندما نسمع من شيوخ الفتن والظلاله ووعاظ السلاطين والملوك ومفتي الكفر والشرك بمايقولونه عن صدام ونظامه وكأنهم يقولون أن نبي آخر خرج من أرض العراق ليصلح البشرية ويدافع عن الاسلام ويدحض الكفر والشرك وهذا مانسمعه اليوم ( صدام المؤمن وصدام المنقذ وصدام المدافع عن الاسلام من الشيعة المشركين والفرس المجوس ) وكل هذا الدفاع عن من والى من؟ هل هذا من أجل العرب والعروبه! وا عجبا هل هؤلاء الموحدين المسلمين أخطر من اليهود أذا كانوا كذلك فأين هؤلاء الذين يدعون ذلك من كلام الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) صدق الله العلي العظيم .
أذا كانوا الشيعة أبغض عليهم من اليهود فلماذا يسمح لهم بدخول الكعبة المشرفة ويدنسونها كل عام في موسم الحج والعمرة سؤال يطرح على الملوثين والمنافقين والدجالين الذين لايستحون من الله ومن المسلمين ولا من أهليهم في هكذا تناقضات يمدحون ويمجدون الكفره والملحدين ويكفرون الموحدين المسلمين .بالامس نشرت علينا صور عن الماسوني بيريز وهو يعانق ويصافح طالبات مسلمات محجبات قطريات وهو يدنس عتبات الجامعة القطرية ولم يرف لهؤلاء المفتين جفنا ولم يرتجف له قلبا مخافتا من الله . أليس الساكت عن الحق هو بمثابة الشيطان الاخرس فعلا أنهم لايستحون بمدحهم صدام ونظامه وجعلهم مؤمنون ومخلصون للاسلام والعروبه , أن كانوا هؤلاء كذلك فبخس ذلك الاسلام وتلك العروبه الذين يتشبثون فيها أمثال هؤلاء الدجالون على الله وعلى الاسلام والبشرية جمعاء .
أنا أدخل في مواقع عديده وأتداخل مع الكثير من المغفلين والمغرر بهم في مواقع فلسطينية وسورية وسعودية أقسم بالله أنهم فارغين وعقولهم فارغه ولايعلموا ولايعرفوا الكثير الكثير عن العراق والعراقيين بل ماكان يصلهم من نظام صدام المقبور البطولات الفارغة والحقد الطائفي والقومي البغيظ عن الشيعة والكورد ويصلهم أيضا بطولات صناديد صدام الهوائية الفارغة وتدميره لاسرائيل وتمجيد العروبه المزيفه وتقوى وايمان صدام وعائلته وهم أحفاد علي بن ابي طالب والحسين ( عليهم السلام ) وعندما أسمع هكذا أقاويل أقول مع نفسي صدام كان محقا معنا كعراقيين بتعتيم الاعلام العربي عنا لانهم يتحصنون خلف ساتر ظلامي عميق بينهم وبين الشعب العراقي وكذلك أثبت لي بالدليل القاطع بأن العراقيين رغم هذا التعتيم وحبس الانفاس في تلك الحقبة المظلمة أنهم في درجة عالية وعالية جدا من الثقافة والوعي والاحساس والتنوير الذي فعلا يتباها فيه كل العالم ,أنهم خرجوا من تحت الارض وعندما شاهدوا الشمس تفتحت وأعادة كل خزائنهم التي حاول صدام ونظامه محوها ومحاولاته في غسل الادمغة وتثبيت نظريات عفلقية على الاجيال لم ولن يقدر على ذلك والدليل اليوم كل العراق يتكلم بالحرية والسياسة والديمقراطية رغم المعوقات والارث الظلامي وتكالب الاعراب على هذا الشعب نجد الروح المضحية لبناء هذا البلد بلد الانبياء والاوصياء والأمئة الاطهار وسينجلي كل طارئ وسيشطب التاريخ على كل ظالم ومتكبر وسيلعن الله كل منافق ودجال وكل حاقد وكذاب .تحياتي لهذا الشعب الاصيل وعاش العراق ..
يوسف الجبوري
https://telegram.me/buratha