( بقلم : عماد الاخرس )
كلمة حق وشهادة تذكر ... بعيدا عن المديح الذى اعتاد عليه كتاب العهد السابق بحثا عن المغريات الصداميه التى ليس لها حدود والتى توزع مباشرة من خزينة الدوله او عفوا من جيبه الخاص! مقابل زيفهم ودجلهم وريائهم وكذبهم .. اكتب الحقيقه وانا اعلم ان قلمى لم يجن .. ولايريد اى من هذه المغريات ولكن فقط لاعبربمصداقيه عن مشاعرى واحساسى بعد هذا اللقاء بنى مقالى على لقاء الوفد البرلمانى العراقى الذى يزور ماليزيا بالجالية العراقيه الكريمه المقيمه فى هذا البلد الفيدرالى المتعدد الاعراق والاديان والذى يقيم فيه العديد من المثقفين والمتعلمين العراقيين
كان هذا اللقاء القصير مثمرا .. واسمحوا لى ان اعبر عن رأيى .... انها المرة الاولى التى احس فيها باننى انسان عراقى من حقى الكلام ولى موقع فى هذا البلد بعد ان عشت عقود طويله تحت ظلام انظمة القمع والاستبداد والافواه المكمومه .. عسى ان يرى الجميع ومنهم شراذم العهد البائد .. واقعا .. الفرق بين عهد الديموقراطيه ... عهد النظام العراقى الديموقراطى الفيدرالى الجديد …. وعهد الدكتاتوريه .. دكتاتوريتهم البغيضه التى ذاق الجميع ويلاته فرغم اهتمامى بالسياسه منذ اكثر من خمسة وثلاثون عاما لكننى لم اتمكن من الكلام بالراحه والطمأنينه والتعبير عن مشاعرى وحتى معاناتى ومشاكلى بهذه الصراحه التى تكلمت بها فى هذا اللقاء .. فشكرا لرحابة صدرالشيخ خالد العطيه واصغاءه لى وعذرا ان اطلت الحديث
فمن الصعب ان يصف الانسان مشاعر فرحه وهو يتحدث بهذه الحريه الى رجال مسؤولين مثقفين فى قمة هرم السلطه والنظام العراقى حاليا ... لان بصراحة يشهد لها الجميع .. فلن يتمكن احد من الكلام او فتح فمه فى عهد الافواه المكمومه وبهذه الحريه فى التعبير ... لذا كنت اتمنى ان يطول الكلام لا لشىء سوى لتطول فترة احساسى بوجودى البشرى كأنسان التى حرمت منها فى عهود الانقلابيين .. فمرحى والف مرحى بالرجال المنتخبين وصدورهم الرحبه لقد تحدث البرلمانيون بموضوعيه ومصداقيه عن امورالخلاف المهمه المثبته بالدستور الجديد . الفيدراليه ... الاحتلال .. موضحين سوء فهمها وملابساتها المتعمده بعد ان اصبحت ذرائعا يتسلح بها الارهابيين اعداء العراق الجديد وخصوصا ازلام النظام السابق الصداميين ومن يقف ورائهم من انظمة الدول المجاوره التى بدأت تعيش فى دوامة هاجس الخوف الديموقراطى من قرب نهايتها
لقد اكد المتحدثين البرلمانيين فى هذا اللقاء على ان النظام الجديد يرفض الاحتلال ولكن واقع الحال وجرائم الارهابيين التى تغزو الشوارع والاسواق والمدراس والمساجد.. الخ هى التى تفرض هذه الحال والبقاء المؤقت لقواته ، وان الحكومه المنتخبه الممثله لعموم الشعب العراقى لاترغب ببقاء الاحتلال وترغب بانهائه باسرع وقت ممكن لكى لايبقى ورقة يلعب عليها الحاقدين وعن الفيدراليه استشهد بامثله كثيره للنظم العالميه الفيدراليه ومنها ماليزيا ونجاحها واوضح ان لاعلاقه تربط الفيدراليه بتقسيم العراق فالفيدراليه بمفوهما السياسى هى اتحاد فكيف يكون التقسيم ... واكد ايضا ان التقسيم ورقه ثانيه يشيعها الحاقدين انفسهم اسئلةكثيرة اطرحها الى كافة الحضور المشاركين فى هذا اللقاء القصير مع الساده النيابيين الافاضلابدأها .. هل كان بامكانكم الكلام والطرح فى عهد الطغاة بهذا المستوى من الصراحة والديموقراطيه والتجاوز المطلق لحاجز الخوف ؟ هل كان يحق للانسان العراقى طرح اشياء تخالف وجه نظر او افكارالمتحدث وخصوصا عندما يكون المتحدث قياديا صداميا ؟ الم تخفى بدلات الزيتونى للمتحدثين عهد الطغاة شبح الدوائر الامنيه والاستخباراتيه .. والم تحدد المسدسات التى كان يحملونها على جانبيهم نوع الاسئله ومواضيع النقاش ؟ الم تكن هذه هى الحاله الحضاريه الصحيحه فى ان يطرح كل انسان رأيه على ان يسمع الطرف الثانى ويبقى مخيرا فى القبول او الرفض .. فهل كانت حرية التعبير التى حدثت فى هذا اللقاء موجوده فى جلسات البعثيين ونقاشاتهم ام ان شعار الديموقراطيه المركزيه هو النهج الثابت الذى كان يخفى تحته كل اوجه الطغيان والتسلط ؟ اليس هنا فرق شائع بين نتيجة الانتخابات الديموقراطيه التى تمت بعد سقوط الصنم حتى لو انتابتها بعض الاخطاء ونتيجة الانتخابات الرئاسيه الصداميه 99.99 % .. والى متى نستمر فى العيش بهذا الزيف والخداع ورعب الحاله الطغيانيه التى كانت سائده فى كل قطاعات الحياة عهد الدكتاتوريه.. الايوجد فرق واضح ومن خلال هذا اللقاء بين ثمار كلا المرحلتين الانتخابيتين ؟
الم يفرح الجميع لهذه الحالة الحضاريه فى التحدث وطرح الرأى رغم الظروف العصيبه التى يمر بها العراق ..... وهل نسيتم مصير كل من كان يفتح فاه فى العهد البائد ليلاقى مصيره اوحتفه فى احد معتقلات الدوائرالامنيه الصداميه ؟ هل كان يحق لاى فرد فى العهد البائد وخصوصا اذا كان خارج نطاق التنظيم البعثى طرح اى رأى وخصوصا اذا كان مصنف ضمن المعادين للحزب والثوره .. الم يكن مفرحا سماح النيابيين واصغائهم لاصوات معروفه بميولها وتوجهاتها وعبرت بكل صراحه عن حقدها على التجربه الديموقراطيه الجديده فى العراق ؟ هل تم تصنيف احد فى هذا اللقاء ب ( معادى للحزب والثوره ) ومنعه من الكلام او فى حرية التعبير عن رأيه ؟ واخيرا ... الا يستحق شعب العراق جميعا ان يمتلكوا ابسط مقومات الوجود الانسانى فى حرية التعبير والتحدث حتى فى وجود قيادى الدوله وبنفس الاسلوب الذى ورد فى هذا اللقاء .. وهل كان هذا الاسلوب الحر واردا فى لقاءات العهد البائد ؟
اما عن لغة الدريلات واتهام النظام الجديد بادخالها .. فعلى الجميع ان لاينسوا ابدا احواض التيزاب وشتى اصناف واشكال والوان التعذيب التى لم يكن لها مثيل ولايسع المجال لذكرها والتى كانت موجوده فى مديريات الامن الصداميه ... ولكن لحسن حظ بعض مدللى النظام السابق انهم لم يتشرفوا يوما بدخول هذه الاماكن الارهابيه ليروا بشاعتها .. والا فلما كان يصيبهم العجب ! .. ومن ثم لم العجب ! فليكونوا على يقين بانه لن يمارس هذه اللغه الا خبراء التعذيب و خريجى هذه المديريات ؟
اما عن هجرة العراقيين فهى لم تبدأ الان ولكنها بدأت مع بداية الانظمه الانقلابيه وتسلطها وازدات خلال الحربين الايرانيه والكويتيه والحصار وهذه جميعها فى عهد الصنم.. .. اما عن ازديادها الحالى فهى نتاج الارهاب الذى يعلم الجميع من يقف وراءه وتحديدا من لهم مصلحه فى فشل التجربه الديموقراطيه وهى حاله مؤقته ستزول بزوال الارهاب انشاء الله
مع كل ما مضى .. فعلى العراقيين جميعا ان يعودوا لحالة التسامح ونسيان الماضى البغيض وسلبياته ولنجرب الديموقراطيه بديلا عن الدكتاتوريه والتسلط والطغيان والانظمه العائليه الوراثيه .. فلم الاسف والتباكى عليها ! فتجارب جميع الشعوب فى العالم اثبتت ان فى الديموقراطيه الضمان الافضل لمستقبل البلدان واجيالها ولمن لايعلم .. فيناقش الان فى البرلمان العراقى مشروع الغاء اجتثاث البعث الذى طالما طالبت فيه بمقالاتى ... حيث نتمنى ان ينخرط الجميع فى العمليه السياسيه وبدون استثناء
شكرا لكم يا اعضاء البرلمان العراقى المنتخبين الافاضل فانكم والله شرحتم صدورنا وجعلتمونا نحس بوجودنا وازدتم يقيننا بان الخير قادم لعراقنا وشعبنا الجريح.. ونرجوكم ان تكرروا زياراتكم لنا ولاخوتنا فى جميع بلدان العالم ففيها نفع كبير لعراقنا
شكرا للسفارة العراقيه وكادرها الموقر الذى اشرف على هذا اللقاء بكل طول بال ورحابة صدر.... وهنا لابد ان اذكر لهم حقيقه ... ان العراقيين وخصوصا الذين هربوا من نار وجحيم صدام كانوا ينظرون الى بناء السفارات العراقيه فى الخارج ومن خلف اسوارها بخوف ورعب كبير ويتخيلوه كانه معتقل صدامى او مؤسسة امنية ولكن فى بلد اخر! و اذا اضطروا للمرور من امامها فهاجس الخوف يطاردهم حتى لوكانوا على بعد كيلومترات منها .. اما الان فالسفارات بيوت مفتوحه لجميع العراقيين المعارضين وغير المعارضين ويذهب الجميع لانجاز اعمالهم وبكل راحة بال شكرا لهذا الحضور الخير من خيرة رجال العراق ونساؤه فانكم والله حقا شعبا يستحق ان يموت الانسان من اجله
https://telegram.me/buratha