عدنان فرج الساعدي/ كاتب واعلامي
لاريب ان ما يحدث في ارجاء المعمورة العربية من تحركات واحتجاجات شعبية مطالبة بحقوقها الدستورية والمدنية والاجتماعية وغيرها واصرارها الكبير على تحقيق مطالبها مهما غلى الثمن وكثرت التضحيات وما نراه من سقوط المئات من الشهداء والاف الجرحى الا دليلا بارزا على ما نقول .ان الشباب العربي انهى والى الابد منطق الوصاية والذل والاذلال وسرقة امواله وثرواته من مجموعة من العوائل والاحزاب يتصرفون بها في ملذاتهم ونزواتهم تاركين وراءهم شعوبا تعاني شظف العيش والحرمان . ان ماحدث ويحدث في تونس وليبيا ومصر واليمن والبحرين وسورية والسعودية وغيرها انما جاء لايمان هولاء الشباب ان منهج الذل والاذلال الذي اتبعه الحكام العرب ضد شعوبهم ان الاوان لاسقاطه وهو ماحدث فعلا وان شرارة الثورة مستمرة لتشمل كل الطغاة الذين اتخذوا اجراءات وتحوطات اعتقدوا انها ستحميهم الى الابد ولكن الحقيقة المرة هي انهم زائلوان وان المسالة هي مسالة وقت لاغير . ان المرء ليفرح عندما يرى الانتخابات والمساواة في الترشيح وفسح المجال للاعلام ومنحه حريته في بعض الدول العربية التي حدث فيها التغيير الكلي والعدالة الانتقالية والدستورية التي بدات تاخذ منحاها الجدي وبضغط كبير من هذه الجماهير الشبابية . و ان انتفاضة شعبان المباركة في عام 1991 تثبت وبما لا يقبل الشك ان العراقيون هم اول من ابتداء هذا الربيع عندما ثار وانتفض على حكامه الطغاة وانتشرت شرارة هذه الانتفاضة الى ثلثي محافظات البلاد بما فيها بغداد العاصمة بل تم انشاء مجلس تاسيسي في النجف الاشرف وبايعاز مباشر من السيد الخوئي قدس سره لادارة الامور . وما جرى بعد ذلك من قمع من الصعب وصفه للاخرين فمن المقابر الجماعية التي زادت عن ال400 مقبرة جماعية الى مقاصل الاعدامات التي رفعت باحبالها رؤوس المنتفضين الى السجون والمعتقلات التي انتشرت في ربوع العراق الى قصف المدن المقدسة كالنجف الاشرف وكربلاء المقدسة وغيرها من مدن العراق ان تيار شهيد المحراب يحق له ان يفخر بانه وقادته الكبار لم يضعوا يدا بيد نظام صدام ابدا بالرغم من كل الجرائم الشنيعة التي ارتكبها بحق قيادته وجماهيره وكان يأمل بخضوعهم اليه ...و كان له الدور الاكبر في قيادة هذه الانتفاضة المباركة والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي هو الرائد فيها وكان واضحا للجميع الصور والشعارات والهتافات التي اطلقها مجاهدو الانتفاضة حيث ان العمل السياسي والاعلامي كان بارزا لهذا التيار وكان العراقيون يتابعون بشغف اخبار الانتفاضة عبر تلفزيونها الذي يلتقطونه وعبر اثير محطاته الاذاعية وبعض منشوراته التي تصل بين الحين والاخر الى داخل العراق وهو امر معروف حتى لصدام نفسه .اليس هو الذي قال في اوائل الثمانينيات انه مستعد لدخول استفتاء شعبي بينه وبين شهيد المحراب محمد باقر الحكيم قدست نفسه الزكية وهذا فيه دلالة واضحة ان المجلس الاعلى هو الشغل الشاغل لصدام واجهزته الاستخبارية والامنية...حيث ان البطولات التي ابداها المجاهدون في الاهوار و مقارعة النظام ودك منظوماته الاستخبارية والمخابراتية كانت لها وقعا كبيرا ان الربيع العربي الحالي هو امتداد لربيع العراقيين ويحق للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي ان يفخر هو ومجاهدوه ان الربيع العربي ابتداء منهم وقبل ثلاثة عقود...
https://telegram.me/buratha