حيدر عباس النداوي
مثل اجتماع اربيل الأخير حدا فاصلا بين التسويف والمماطلة التي كانت تتبعها الحكومة المركزية في بغداد في تعاطيها مع القضايا المطروحة والدعوات المتكررة من قبل الفرقاء السياسيين والمحذرة من ديكتاتورية نظام بغداد وبين جدية المتأربلين بالمضي قدما في تنفيذ تهديداتهم التي لوحوا بها والتي من اهمها سحب الثقة عن الحكومة او اجراء انتخابات مبكرة او اعتبارها "حكومة السيد المالكي" حكومة تصريف اعمال".وعلى اثر هذا التهديد خاصة بعد ان شهد عقد التحالف الوطني انفراط عقد التيار الصدري وانضمامه الى الداعين الى التغيير في اربيل وجد حزب الدعوة نفسه محاصرا هذه المرة بقسوة وان عنصر المناورة داخل ساحة الحكومة امر قد لايؤدي الى كثير من التقدم لذا بدأ بمراجعة حساباته القديمة عله يجد متكأ يلجأ اليه ساعة الشدة وقد يكون من حسن حظ حزب الدعوة ان المجلس الاعلى لم يكن مع المتأربلين وانه لا يبحث عن تعقيد المشكلة بقدر بحثه عن علاجات حقيقية للمشكلة لذا ترك رسالته مفتوحة في اربيل وغيرها ان الحل الاساسي للمشكلة التي تشهدها الساحة السياسية يكمن اولا في الذهاب الى الاجتماع الوطني بقلوب صافية ونوايا حقيقية لحل كل المشاكل العالقة وفق الدستور والاتفاقيات المبرمة وبعدها سيكون لكل حادث حديث".ولان قادة حزب الدعوة افضل من يجيدون اقتناص الفرص فانهم وجدوا في المجلس الاعلى الحليف القديم المدخل الافضل لبدأ عنصر المناورة من جديد وابقاء اللعبة السياسية على اشدها عندما اعلنوا عن رغبتهم امام قادة المجلس الاعلى بحضور القائمة العراقية في الاجتماع الوطني كونهم شريك اساسي وانهم على استعدادهم لتنفيذ اتفاق اربيل وفق السياقات الدستورية وهذه الغاية لم تكن معلنة سابقا من قبل الدعاة".على حزب الدعوة ودولة القانون ان يعيدوا حساباتهم من جديد قبل فوات الاوان فقد يكون في اجتماع اربيل الاخير فرصة وعبرة لاعادة التحالفات القديمة وإحيائها من جديد لان المشتركات التي تجمع المجلس الاعلى وحزب الدعوة مشتركات قائمة على التاريخ والدماء والتضحيات وهي غير متوفرة عند الكثير من الشركاء لكن يبقى هناك امر لا بد من الوقوف عنده كثيرا من قبل حزب الدعوة وهو ان المجلس الاعلى اعطى الشيء الكثير وضحى من اجل المشروع الجديد حتى اعتبر البعض تضحياته انبطاحا وجبنا وفقد من اجل هذه التضحية الكثير الكثير وليس بامكانه ان يدخل في طريق قد يخسر اتباعه ومريديه من جديد لذا على حزب الدعوة اذا اراد ان يواصل طريقه ان يستعين بالمجلس الاعلى ليس كجسر يعبر عليه فترة من الوقت ثم يتخلى عنه بل عليه ان يتخذه سندا وعضدا في علاقة واضحة ودائمة كما كانت العلاقة بين الشهيد الصدر الاولى وبين شهيد المحراب (رضوان الله تعالى عليهما)عندها فقط نستطيع القول ان بامكان الدعاة الصمود او تعديل المسار والثانية هي الاقرب لان خلاف المجلس الاعلى مع دولة القانون والدعاة هو خلاف منهج ورؤية وليس خلاف مصالح وعقود واستحقاقات".
https://telegram.me/buratha