المقالات

محافظات الجنوب أرامل فقدن المعيل

579 12:33:00 2012-05-05

عباس المرياني

عذراً للتوصيف المؤلم لكلّ أبناء محافظاتي العزيزة في وسط وجنوب العراق من رجال ونساء وأطفال لكنّ الذي تتحدث عنه أرقام المنظمات العالميّة في مجال حقوق الانسان والتخطيط والتطور تقول ان تلك المحافظات تعاني من ارتفاع كبيرة في مستوى الفقر بين أبناء هذه المحافظات حتّى وصل المعدل إلى 50 بالمئة من أبناء هذه المناطق.وتتقدم هذه المحافظات بلا منازع ومنافس في إنخفاض مستوى الإنفاق اليومي والمعاشي محافظة السماوة العزيزة بشرفها وعشائرها وشيوخها وتأريخها ونخيلها وواحاتها الخضراء وتهريبها تقف خلفها مباشرةً مدينة التأريخ والنفط والزراعة والرجال والأسماك محافظة واسط الشماء، ولا تبتعد عنها التاريخ والعنبر انها الديوانية العزيزة والأمر ينطبق بنسب متفاوتة على محافظات ميسان والبصرة والناصرية والحلة ومحافظتي النجف وكربلاء المقدستين.والمفارقة العجيبة التي لايوجد لها مثيل في كل بقاع الارض هو ان هذه المحافظات كانت تخضع لىسياسة الاقصاء والتهميش من قبل النظام السابق واستمر الوضع على ما هو عليه من المحرومية مع تغير بسيط لم تظهر معالمه على أرض الواقع في مرحلة ما بعد التغيير رغم ان المتصدين للأمر وصلوا الى ما وصلوا اليه من نعيم الدنيا بأصوات وتضحيات أهالي هذه المحافظات المحرومة.كما ان الامر الاكثر عجباً هوان كل موارد العراق المالية والاقتصادية مصدرها هذه المحافظات المحرومة لما تضمه فوق وتحت ثراها من كنوز النفط والغاز والزراعة والاسماك والزئبق والسكر والبنجر والنخيل والرجال.وجدلاً لو لم توجد هذه الثروات في محافظاتنا الحبيبة وتم الاكتفاء بالسياحة الدينية والمنافذ الحدودية لكان في أموال هذه السياحة والمنافذ عزاء لتغيير أحوال ابناء هذه المحافظات نحو الأفضل مثلما يحدث في كثير من دول العالم التي لا تجد غير السياحة والمنافذ مصدر وحيد لبقائها ونمائها.كما ان الحسرة تتكسر في الصدر عندما لا تأخذ هذه المحافظات استحقاقها كما تأخذه محافظات أخرى ليس لها فضل في أيّ درهم يدخل موازنة العراق المركزية.إنّ استمرار محرومية وتهميش هذه المحافظات تتحمله الحكومة المركزية والحكومات المحلية خاصة مسؤولية استجداء عواطف الآخرين للحصول على الفتات من أموال هذه المحافظات التي تطفوا على بحار النفط ومجرات الممرات الغازية، لأن من حق هذه المحافظات ان تكون لها حصة لا يشاركها فيها الآخرين من اجل اعادة الاعمار والتخلص من آثار الانبعاثات التي تخلفها الصناعات النفطية مع ما تأخذه المحافظات الاخرى من الموازنات المالية،وتبقى الكلمة الاخيرة لابناء هذه المحافظات للحصول على الحقوق والاختيار بين العيش تحت خط الفقر اواخذ الحقوق بالقوة خاصة وان الحقوق لا تعطى ولكن تأخذ غلابا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك