سعيد البدري
شهدت الأيام القليلة الماضية العديد من اللقاءات بين القادة السياسيين وتنوعت هذه اللقاءات وطريقة بحثها للازمة في ظل استمرار الدعوة للقاء الوطني مفتوحة على حالها دون ان تكون هناك عزيمة على المضي قدما لوضع النقاط على الحروف في انهاء الازمة حيث تم عقد لقاءات متعددة بين القوى السياسية منها زيارة وفد حزب الدعوة لمكتب السيد الحكيم ولقاءهم قيادات المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في لقاء وصف بالاول من نوعه بعد حالة التصعيد التي شهدتها الساحة السياسية وتبني بعض الاطراف تجاهل دعوات السيد الحكيم الداعية للتهدئة وحل الازمات مما يؤشر امرين مهمين اولهما عودة البعض لترتيب تحالفاته بعد ان استشعر خطر تقارب محتمل بين الصدريين والاطراف الاخرى التي تقاطعت مع المالكي وثانيهما تفكير البعض بأن المحورية التي يتمتع بها المجلس بشكل عام وتحالفاته المتينة والتاريخية مع الكرد ستقود الاوضاع بنظر البعض الى حل الازمة او تحييد الاكراد ومنع الامور من الانزلاق باتجاه اسقاط الحكومة كما ان هذه المرحلة شهدت عقد اللقاء الخماسي في اربيل مما يؤكد حالة الحراك والتي ان استمرت ستكون هناك خارطة جديدة من التحالفات السياسية ولعل ما اعلن من جميع الاطراف دون استثناء ان الهدف من هذه اللقاءات هو دراسة الأزمة السياسية القائمة في البلاد والبحث عن الحلول والمعالجات لها والتحضير لإنجاح الملتقى الوطني ليكون الجميع أمام رؤية واضحة ومقبولة تساعد على حل الأزمة التي توصف بالعقدة الكئداء القائمة في البلاد ، إن عقد مثل هذه اللقاءات والتغيرات في المواقف سواء كانت على مستوى القوى الداخلة لايجاد الحل او التراجع عن بعض المتبنيات التي لاتلائم الديمقراطية الناشئة في العراق بعد العام 2003 امور مرحب بها وستجد الدعم اللازم من الشارع العراقي ونخبه ان ساهمت في تهدئة الأوضاع ووجدت الحلول العملية والمعالجات للأزمات فالعودة الى الوئام والتعاون وحل الإشكاليات وتعزيز الثقة عبر الحوار الجاد والتفاهمات بين القوى السياسية هو المدخلية الحقيقية القادرة على تفكيك هذه الازمات بدلا من حالة التصعيد التي انتهجت دون ان نتقدم خطوة اذن نحن امام استحقاق جديد ولامناص عن الحوار والتفاهم بين الأطراف لحل الإشكاليات القائمة لاننا ندعي اننا نريد للتعايش و التعددية السياسية والديمقراطية في بلد متعدد الاطياف تختلف فيه الرؤى يؤمن الجميع فيه بالرأي والرأي المضاد ولابد هما من احتواء الجميع والتعامل معهم باحترام في ظل هذا الفهم وان تحقق ذلك فليس لنا ان نقلق من أي حوار صادق تجريه بعض الأطراف والقيادات لتخفيف التوترات ولحل المشاكل العالقة في البلاد ، ان مثل هذا الحوار والطاولة التي تجمع الفرقاء كفيلة بالحفاظ على الديمقراطية وتعزيز وحدة العراق والحفاظ على مستقبله وتعزيز الثقة بين الأطراف السياسية وتطمينها مما سيوفر مناخاتالاستقرار السياسي ونحن بأمس الحاجة إلى هذا الاستقرار للاستمرار بمشروعنا السياسي الذي نريد له النجاح.
https://telegram.me/buratha