( بقلم : طالب الوحيلي )
معركة (الزركه) ليست بفقاعة كما اسماها إعلاميو إحدى الكتل السياسية التي تكيل بميكالين ،ينحرف احدهما دائما لنصرة الإرهابيين، معترضون على كل فعل حكومي الغرض منه معالجة الملف الأمني وبث الاستقرار في البلاد ،وتضييق الخناق على الزمر المتمردة على القانون العراقي وسيادة الدولة ،حتى اصبح مجلس النواب وهو القبة الدستورية التي تجمع ممثلي الشعب بكل أطيافه وأعراقه،أصبح بمثابة منتدى إعلامي للدفاع عن تلك الزمر والتشكيك والطعن بشركائهم الذين يفوقونهم تمثيلا بأكثر من ثلاثة أضعاف ،وقد نفذ صبر أعضاء كتلة الائتلاف حين بلغ الأمر برئيس مجلس النواب ان قرأ بيانا منسوبا لشيوخ عشائر النجف الاشرف بدعوى مصطنعة تحاول إدانة العملية الاستباقية التي قطعت دابر كارثة تبتلع العراق وتأريخه ، وكان تصرف السيد الرئيس قد استهجن جملة وتفصيلا كونه يفتقر الى الديمقراطية والنسق الدستوري ،فيما أعلنت عشائر النجف الاشرف وامتداداتها على تأييدها وتضامنها مع جميع الإجراءات التي اتخذت في التصدي الى زمرة ما يسمى بجند السماء ،
فيما أعلنت براءتها من كل من يمس أسماء تلك العشائر التي عرفت بتوحدها مع المرجعية العليا في النجف الاشرف، وتفانيها وتمسكها بكافة أوامر ونواهي هذه المرجعية الراسخة في قلوب أبناء الأغلبية، والتي باركت الانتخابات العامة ودعت الى الاستفتاء على الدستور ،وأقرته بعد ان وجدت فيه ما يلبي مقتضيات الحياة العامة للشعب العراقي ،فيما كانت وما تزال صمام الأمان لوحدة العراق وحفظ كيانه من الانزلاق في مهاوي الفتن التي تسعى لإشعالها أطراف عديدة بقصد القضاء على التجربة السياسية الديمقراطية الوليدة التي آمن بها سواد الشعب الأعظم ،فيما انكفأت قوى الظلام والطائفية وأتباع الخطاب الدكتاتوري الصدامي ،في دهاليز التآمر والكيد للقوى المناضلة والمجاهدة محاولة وضع العراقيل في طرق عجلة التقدم والبناء والمزايدة على دماء الشعب العراقي المظلوم..
في حديث لنائب محافظ النجف الاشرف عبد الحسين عبطان حول بعض الملابسات في قضية الزركة وردا على ما اثير حولها من الشكوك والشبهات من قبل بعض القنوات الاخبارية والفضائية المشبوهه للنيل من مدينة النجف الاشرف وأبنائها الغيارى .أشار الى ان هذا التنظيم الذي يطلق على نفسه (جند السماء )موجود في العراق منذ زمن النظام البائد وله جذور في بعض المحافظات ،ولكن تكثف وجوده في النجف في الستة الأشهر الماضية وهو عبارة عن(فكر) ونحن بدورنا نؤمن بحرية الفكر وتوجد أقلام فذة لمفكرين عباقرة يستطيعون ان يواجهوا الأفكار المنحرفة، فكنا نتحرك حيال هذا الموضوع بحذر شديد لان معلوماتنا الاستخباراتية أنبأتنا بوجود المزرعة ووجود الحركات المشبوه المثيرة للريبة ،وقبل أربعة أشهر اخترقنا هذا التنظيم وعرفنا انه تنظيم سياسي وله خيوط تنبع من مناطق محددة ،ولا نستطيع ان نذكر الجهات الا بعد انتهاء التحقيقات الكاملة ..وقائد التنظيم لدينا أدله تثبت انه ضابط في مخابرات النظام السابق ،وجند عندما كان طالب في كلية الفنون الجميلة، واعد ودرب بشكل جيد، وابعد عن الساحة السياسية وأعطي دور بعد سقوط النظام الصدامي، وهناك إشارات كثيرة حول الأموال التي لديه حيث كان فقير معدم وفجأة أصبح ثري بصورة غامضة، وكانت له جولات في عدد من الدول العربية و الى الهند ودخوله الى باكستان بصورة غير رسمية والى أفغانستان ،والتقائه بقياديين من تنظيم القاعدة، كل هذا ولم نباغت هذه المجموعة او نبادرها بالهجوم العسكري ضدها..)تؤكد ذلك التأشيرات الموجودة في جواز سفره،فيما قيل انه سافر الى لبنان مدة من الزمن ليعود وهو يتكلم بلهجة لبنانية وباسم آخر،فيما تملك بساتين البحراني منذ عام 1994 حيث طوقها بسواتر ترابية قبعت خلفها اسرار هذا التنظيم الذي لايخرج عن تكتيكات المخابرات الصدامية ورصده كورقة للخراب في العراق بعد سقوط النظام البائد.
يقول نائب محافظ النجف الاشرف ( وصلتنا معلومات أخرى بتوافد مجاميع مشبوهة تحت جنح الظلام، ونيتهم الهجوم على مدينة النجف في ليلة التاسع من محرم الحرام، مستخدمين المواكب الحسينية غطاء وستارا لبعض مجاميعهم، وتقوم المجاميع الأخرى بالهجوم من عدة محاور، بحيث أنهم أصبحوا بعد خمسة محرم مستعدين عسكريا للهجوم)ولنتصور لو ان حادثا إرهابيا وقع وسط الجموع المليونية في النجف الاشرف كم سيحصد من الأرواح واي حرمة سوف يدنس ،وقد سبق للنجف ان نكبت بعدة كوارث كان اهمها جريمة اغتيال السيد شهيد المحراب واكثر من مائة شهيد ،فما بالك باكثر من الف مسلح بأرقى الأسلحة ومنها الرشاشات الثقيلة المحمولة على العربات التي جلبت قبل ايام قليلة من معارض بيع السيارات في المحافظة ،ناهيك عن وجود اعداد من زمر هذا التنظيم قد قطنت في احد فنادق شارع الرسول حيث القي القبض عليهم بعد وقوع ما يثير الاستغراب منهم وكانوا بداية الخيط لكشف المخطط الدموي الذي لابد ان يحدث كارثة دموية لا مشابه لها في تاريخ العراق ،قد تأت على مستقبل العملية السياسية برمتها فيما لو ان هذه المنظمة قد تمكنت من احتلال المدينة في غفلة من الامن وقتل المراجع العظام والرموز الدينية المهمة لا سامح الله.لذا كان على القوى الأمنية في المحافظة والقوات الساندة وهي مستنفرة ضمن خطة امنية خاصة بمراسيم شهر محرم الحرام ان تستثمر الوقت ،وتقوم بعملية استباقي على وفق التدابير الاحترازية ،لتثبت المعنى الجوهري للحكومات المحلية المنسجم مع طروحات الدستور العراقي الجديد.
ويواصل نائب المحافظ ( قمنا بتطويقهم وإبلاغهم بواسطة مكبرات الصوت بالتسليم ونحن لا نريد لهم الأذى، فبادرو بالهجوم على قواتنا الأمنية وأصابوا عدد من أفراد الجيش والشرطة، لأننا لم نكن في وضع هجومي، بعد ذلك بادرنا بالتصدي لهذه المجموعة ،والذين شاهدتهم يقاتلون بشكل يثبت أنهم مدربون بصورة جيدة، ومن خلال التحقيقات مع الذين القينا القبض عليهم استطيع ان اشخص انهم على ثلاث درجات ،الدرجة الاولى مجموعة (ضياء عبد الزهرة كاظم الكرعاوي) زعيم التنظيم ، الذين يعرفون بمصادر التمويل وبكل صغيرة وكبيرة لهذا التنظيم، والدرجة الثانية هم لا يعرفون مصادر التمويل والدعم ولكن لهم دور خاص بادراة المعركة ولهم خبرة كبيرة في الأمور العسكرية ،وهم مجموعة الرفاق الفارين من محافظاتهم،ولدينا من ضمن القتلى اشخاص معروفين واحدهم مفوض امن وهو المخابر الخاص لضياء،اما الدرجة الثالثة فهم مجموعة السذج المغرر بهم وقد جذبوا الى هذا المكان عن طريق الخديعة عبر خرافات أودعها ضياء الكرعاوي في عقولهم) . كعادتها القوى المناوئة لحكومة الائتلاف تسعى لتسقيط كل فعل ايجابي للسيطرة على الوضع الامني وفرض النظام والقانون في دائرة الاستبداد الطائفي ،او التباكي بدموع التماسيح على الأبرياء فيما تغمض أعينها عن المجازر التي تسعرها الزمر الارهابية التي يحتضنونها ماديا ومعنويا ،لتجد قناة الشرقية مادة لها في الطعن بالحكومة وبدورها في تجنيب مئات الالاف من كارثة محققة لو سنحت لزمرة ما يسمى بجند السماء الفرصة التي روج لها موقع اخبار العراق الارهابي حين توعد على صفحاته شعبنا بالثار لصدام المقبور في عاشور،كما دلت بعض المعلومات المتسربة من بعض المسؤولين في النجف ،ان احد المشعوذين في احد القنوات الفضائية وهو معروف عند اهالي النجف الاشرف بأنه من البعثيين الكبار وله صلة بالمخابرات الصدامية وقد اعلن عدة مرات من خلال تلك القناة عن ظهور (المهدي )خلال هذه الأيام وبالتحديد الشهر الثاني ،وذلك ما ادعاه الكرعاوي موهما به بعض السذج،كما أشيع في النجف عن الكثير من الأخبار والمعلومات التي أفرزتها الإجراءات التحقيقية مع المتهمين في هذا التنظيم ،من ذلك ارتباطه بعدد من المنظمات والحركات والكيانات السياسية والطائفية في العراق ولدى بعض دول الجوار ،ليستمر سجال الادعاءات والتشويهات من قبل الذين لا يريدون سلامة البلاد ،فيما يبقى المواطن العراقي منتظرا نتائج التحقيق والإعلان عن كافة الأسرار التي لا يمكن ان تدفن في أنقاض الأحداث ،تاركة الساحة للمتصيدين في المياه الضحلة ليتقولوا ما يشاؤون ولا حسيب او رقيب عليهم..
https://telegram.me/buratha