عبد الكريم ابراهيم
المعارَضة لا تعني النظر بعين واحدة للأمور وإلا أصبنا بداء الحول المهني الذي يسلب أقلامنا الجرأة وممارسة النقد الموضوعي ويدخلنا في متاهة المجاملة والنفاق الإعلامي. قد ندهش من تذبذب آراء بعض الأقلام وعدم ثابتها حول قطب واحد والميل يمينا وشمالا تباعا لمصلحة الموقع وما يتطلب من تقديم فروض الطاعة لولي النعمة وتمجيده لأتفه الأعمال وعدها من خوارق الزمان! بعض الصحفيين والإعلاميين الذين نكيل لهم كل الاحترام والتقدير عندما يكتبون موضوعا فإنهم يسخرون أدواتهم ويجرونها الى حيث يريدون، انه الانقياد الروحي او التعبئة الاعلامية لهؤلاء، ولكن بعد فترة بسيطة نجد نفس هذه الاقلام بحكم تغيير موقعها تحاول صب نارها على أداء معين دون سابق إنذار لدرجة أننا لا نصفها بالمعارضة الإيجابية، بل هي نوع من الهدم السلبي الذي يريد التقاط سقاطات الآخرين وإبرازها الى الساحة. الهدف الذي يحرك البعض لإثارة زوابع إعلامية تقف وراءه أغراض شخصية. والقارئ العراقي يستطيع ان يفرز هؤلاء عن غيرهم من خلال قراءة درجة ميل التغيير الذي وصل الى 380 درجة وكيف كانوا واين اصبحوا؟الانتقال من خانة المؤيدين الى المعارضة يجب ان يكون بشكل متواز يستطيع معه اقناع الاخرين بجدوى هذا التحول لانه جاء بعد معايشة الامور وفرزها عما سبق، عندها يصبح موقف هؤلاء مقبولا الى حد ما ولا يثير الشكوك. اما الانقلاب الصحفي، فقد يسلب هؤلاء مريديهم ويفقدهم الثقة بانفسهم قبل الغير، لانهم اتبعوا ميلهم وجندوا اقلامهم للدفاع عن سراب قد يحلو في عيون الآخرين. الدفاع عن أمر معين سلبا او ايجابا يحظى باحترام المقابل ولكن التحول في حركة الافكار من اتجاه الى آخر اعتمادا على مكاسب هو الذي سيكون طلقة الرحمة على الإرث الذي سعى البعض لبنائه خلال سنوات طويلة، وربما يكون بمثابة الانهيار الاخلاقي الذي يطارد هؤلاء اينما حلوا ويسلبهم مداد اقلامهم لتصبح جوفاء لا تعرف سوى الدم طريقا للوصول الى الغاية التي اصبحت بعيدة المنال لانهم كشفوا انفسهم واضاعوها قبل كل شيء. المشكلة التي تواجه هؤلاء في حالة تراجعهم وكشف اخطائهم انهم سيقعون في حفرة اعمق من السابقة، بل بئر لا يمكن الخروج منها.
https://telegram.me/buratha