المقالات

كيف نفهم المعارضة الصحفية؟

497 17:50:00 2012-05-02

عبد الكريم ابراهيم

 

المعارَضة لا تعني النظر بعين واحدة للأمور وإلا أصبنا بداء الحول المهني الذي يسلب أقلامنا الجرأة وممارسة النقد الموضوعي ويدخلنا في متاهة المجاملة والنفاق الإعلامي. قد ندهش من تذبذب آراء بعض الأقلام وعدم ثابتها حول قطب واحد والميل يمينا وشمالا تباعا لمصلحة الموقع وما يتطلب من تقديم فروض الطاعة لولي النعمة وتمجيده لأتفه الأعمال وعدها من خوارق الزمان! بعض الصحفيين والإعلاميين الذين نكيل لهم كل الاحترام والتقدير عندما يكتبون موضوعا فإنهم يسخرون أدواتهم ويجرونها الى حيث يريدون، انه الانقياد الروحي او التعبئة الاعلامية لهؤلاء، ولكن بعد فترة بسيطة نجد نفس هذه الاقلام بحكم تغيير موقعها تحاول صب نارها على أداء معين دون سابق إنذار لدرجة أننا لا نصفها بالمعارضة الإيجابية، بل هي نوع من الهدم السلبي الذي يريد التقاط سقاطات الآخرين وإبرازها الى الساحة. الهدف الذي يحرك البعض لإثارة زوابع إعلامية تقف وراءه أغراض شخصية. والقارئ العراقي يستطيع ان يفرز هؤلاء عن غيرهم من خلال قراءة درجة ميل التغيير الذي وصل الى 380 درجة وكيف كانوا واين اصبحوا؟الانتقال من خانة المؤيدين الى المعارضة يجب ان يكون بشكل متواز يستطيع معه اقناع الاخرين بجدوى هذا التحول لانه جاء بعد معايشة الامور وفرزها عما سبق، عندها يصبح موقف هؤلاء مقبولا الى حد ما ولا يثير الشكوك. اما الانقلاب الصحفي، فقد يسلب هؤلاء مريديهم ويفقدهم الثقة بانفسهم قبل الغير، لانهم اتبعوا ميلهم وجندوا اقلامهم للدفاع عن سراب قد يحلو في عيون الآخرين. الدفاع عن أمر معين سلبا او ايجابا يحظى باحترام المقابل ولكن التحول في حركة الافكار من اتجاه الى آخر اعتمادا على مكاسب هو الذي سيكون طلقة الرحمة على الإرث الذي سعى البعض لبنائه خلال سنوات طويلة، وربما يكون بمثابة الانهيار الاخلاقي الذي يطارد هؤلاء اينما حلوا ويسلبهم مداد اقلامهم لتصبح جوفاء لا تعرف سوى الدم طريقا للوصول الى الغاية التي اصبحت بعيدة المنال لانهم كشفوا انفسهم واضاعوها قبل كل شيء. المشكلة التي تواجه هؤلاء في حالة تراجعهم وكشف اخطائهم انهم سيقعون في حفرة اعمق من السابقة، بل بئر لا يمكن الخروج منها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك