الحاج هادي العكيلي
بعد ان اجبرت على اداء الخدمة العسكرية الالزامية وتحولت حياتي من الطور المدني المتفتح الى الطور العسكري المتشدد ،لادخل احد المعسكرات العسكرية للتدريب على السلاح واتعامل مع الرتب العسكرية من ادنها الى اعلى رتبة عسكرية في المعسكر ،واما اثارني هي رتبة النائب ضابط الكثير الحركة والكلام في المعسكر غير محبوب لا من قبل الضباط ولا من قبل الجنود حيث وجدت هذه الشخصية غير متزنة لاسباب كثيرة منها تلبيته وتنفيذه جميع الاوامر الصادرة من الاعلى منه دون نقاش حتى ولو كان الامر خاطئاً وبالمقابل عدم حصوله على الامتيازات التي يحصل عليها الضابط و الاحترام من قبل الجنود لانه بفهموم الجنود بانه واشي ((يزلغ وايرات ))اي مسبب المشاكل للجنود لكثرة الاوامر المزعجة التي يرغب في تنفيذها حتى بدون امر عسكري فهو حُشري في كل شىء ،بسبب النقص الذي يحس به لذا يظهر بطولاته الى الجنود المساكين في المعسكر .فقد اطلقت عليه عبارة ((كو لا)) اي بمعنى الجولة التي نستخدمها في الطهي اي الطبخ او الحرق فمنهم ابو (12) ومنهم ابو (16) فتيليه اي على قوة حرق الجنود امام امرهم .لذا بقية هذه الرتبة في الجيش العراقي السابق سمعتها غير جيدة وغير محترمة بنظر الضباط والجنود .لقد عاشت هذه الرتبة ضمن ضوابط عسكرية مشددة اي مسلكية المهنة بالتدرج الرتبي من ادنى رتبة الى ما وصل اليه من رتبة النائب ضابط وما ترتب على ذلك من معانات عسكرية جعلته حاقدا على الذين يخدموا الخدمة العسكرية الالزامية او الاحتياط .وبعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية وعقبتها حرب الخليج الاولى عام 1990 مما ادى الى تسريح الكثير من هذه الرتبة لينتقلوا الى الحياة المدنية التي كانوا يوما ان يحلموا بها وهم في الخدمة العسكرية ليفقدوا كثيرا من هيبتهم التي كانوا يتمتعون بها عندما كانوا في الخدمة العسكرية لينقلوا الحياة العسكرية التي عاشوا فيها الى حياة اسرهم المدنية من النهوض مبكرا في الصباح الباكر والتعداد بعد غروب الشمس واصدار الاوامر ومعاقبة المخالف فلم تطيق لهم هذه الحياة ،فنتقل للعيش باجواء عسكرية وفق ضوابط صارمة لارجاع هيبته بالعمل في الشعب والفرق الحزبية لحزب البعث النجس ليكون الحارس الامين والمنفذ لطلعات الحزب والجندي المطيع والمخبر السري على جميع تحركات اسرته وجيرانه وابناء المحلة والمنطقة والقرية التي يسكن فيها .فتبوء مناصب متقدمة في الحزب النجس وهو دون المستوى الثقافي مستخدما الاوامر العسكرية الصارمة مما ادى الى اكراه الناس بالحزب والقطيعة بسبب تصرفات تلك الشخصيات ليتحول الحزب الى ثكنة عسكرية مما سبب بانهياره واسقاطه وافساده .وبعد سقوط وانهيار حزب البعث النجس التجىء بعضهم الى تعويض ما فقده في الحياة الى العشيرة التي ينتسب اليها وبدا يقسمها الى طوائف وافخاذ من اجل السيطرة وتراس ذلك الفخذ او الطائفة واصدار اوامره العسكرية التي تربى عليها طيلة خدمته العسكرية ليبعد العشيرة عن اخلاقياتها السمحاء وعلى التعايش السلمي بين العشائر الاخرى ليظهر روح النزعه الكراهية والتحشيد العسكري والقتال بمختلف الاسلحة المتوفرة والمطالبة بالتعويضات المالية الكبيرة ليجعل روح العداء والضغينة مزروعة بين ابناء العشيرة الواحدة او بين العشائر الاخرى .فكثرة النزاعات العشائرية على ابسط حالة واخذ التعويض ((الفصل))بما لايتلائم مع الحادثة وبما لايرضى الله سبحانه وتعالى .فافسد العشيرة .ومنهم من ذهب صوب الدين لعل ان يجد ضالته في الشارع الاسلامي بسبب كثرة المجالس الحسينية بعد سقوط طاغية العصر الذي كان يمنع المجالس الحسينية من اقامتها وحاجة تلك المجالس الى قراء فشمر ذراعيه وتحول بين ليلة وضحاها الى قارىء في المجالس الحسينية بالرغم من عدم امتلاكه للثقافة الدينية و العلمية والتربوية بس انه يمتلك الجرأة التي اكتسبها من الخدمة العسكرية ليعتمد في محاضرته على مايسمعه من الاخرين دون ان يحلل القضية وقراءته لبعض الكتب الخاصة ب ((النواعي )) لتصبح تلك المجالس عبارة عن تلهية للوقت وعدم استفادة المستمع والمتلقي من المحاضرة مما يؤدي الى افساد المجالس الحسينية .وهولاء ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى ((قالت ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها )) ونقول ان النواب الضباط اذا دخلوا في اي عملاً عنوة
https://telegram.me/buratha