عون الربيعي
مع حالة الحراك السياسي وتوجه بوصلة الحملات الاعلامية الى جهات جديدة لم تكن طرفا في النزاع سابقا خصوصا بعد دخول زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الحلبة ووجود حالة من شبه الاجماع على ضرورة ان يغير رئيس الحكومة من مواقفه وادائه خلال الفترة المقبلة ويعمل على الانفتاح على اطراف العملية السياسية عبر تقديم التنازلات وايجاد تسويه للاوضاع الراهنة وماصاحبها من مشاكل وفي ظل حالة اللامبالاة من قبل بعض الكتل السياسية التي اعتادت على العيش في ظل اجواء الازمة كونها لا تريد الوصول الى حل المشكلة السياسية العالقة منذ أكثر من عامين منتهجة اسلوب المماطلة والمراهنة على كسب الوقت لإبقاء الحال كما هو عليه الآن، حتى وصلت الأمور الى التشكيك وسوء الظن بدلاً من سيادة التعاضد والتراضي المطلوب توفرها لبناء مشروع الدولة.وسط ذهول وضياع المواطن العراقي الذي بقي ينتظر طيلة العامين الماضيين إلى أيجاد الحلول للمشاكل التي تعترض العملية السياسية ولكنه للاسف لم يحصل على شيء بل ظل فريسة سهله وسط كل هذه التقاطعات والتراشق الإعلامي الذي أصبح سمة غالبة على اداء الكتل . فعدم وجود مواقف موحدة ازاء القضايا الاساسية وشوؤن البلاد وعلاقاتها الخارجية ومواضيع اكثر حساسية من قبيل توفير الخدمات والاهتمام بتحسين اوضاع المواطنين كما ان عدم الجدية وغياب التوجه الجاد لحفظ المشروع الوطني،جعل هذا المواطن يستشعر تنامي حالة الإحباط واليأس من الشركاء الحاليين الذين لايفكرون الا في مصالحهم ومصالح كتلهم واحزابهم ،حتى تحول حديث المواطنين والشارع العراقي بان المسؤولين في الدولة العراقية الحالية سوف لن تنتهي أزماتهم ومشاكلهم المتوالية والتي باتت تتوالد مما ينذر بسقوط المشروع السياسي في النهاية , الامر الذي احس العراقي بأنه سيستمر بالعيش في وسط مشحون بالازمات مع ارتفاع معدلات التوجس والخوف على مستقبله ومستقبل وطنه، بأستثناء بعض الشخصيات السياسية التي اثبتت انها تقف على الدوام وفي كل الظروف مع المواطن ومع مظلومية هذا الشعب وتريد الدفع بأتجاه عقد اللقاء الوطني بأسرع وقت ممكن مركزة على مبدأ لاغالب ولامغلوب وترك الاشتراطات المسبقة التي ستقود الى التصعيد والتقوقع وخلق مزيد من الاصطفافات والتخندقات بين الفرقاء, ان منهج المجلس الاعلى ورئيسه عمار الحكيم ومواقفه المبدئية من الازمات وعموم العملية السياسية مواقف حق ترتكز على قاعدة رصينة هي قبول الشعب لها وتفاعله مع تفاصيلها وستقود ان اخذ بها الفرقاء الذين تسعى بعض الدوائر المحيطة بهم الى منعهم من الاستماع الى صوت العقل ولغة التعقل المفروض تبنيها في اوقات تصاعد الازمات واشتداد الخلافات دون الالتفات الى بعض الحساسيات والهواجس النابعة من مخاوف غير واقعية حيث تصور مواقف الحكيم من قبل هولاء على انها محاولات للسيطرة وجر البعض للانسياق الى ساحة الخطاب المعتدل بأسم الوطنية وعلى حساب لغة المكون وهذا تصور خاطىء لايصمد امام سيل المبادرات التي طرحها منذ اندلاع شرارة الازمات والتي اراد منها بشكل واقعي واضح تنبيه جميع الاطراف لخطورة الموقف ولكي يتحقق ولو الحد الأدنى من التواصل بين الأطراف المتقاطعة على حساب مصالح المواطنين، بالرغم من توفر القواسم المشتركة بينها،إلا إنها تنأى بنفسها من الوصول الى الحلول المرضية وهذا ما شكل عائقاً حقيقياً أمام عقد اللقاء الوطني حتى الان ,,ان على الكتل السياسية ان تفهم وقبل فوات الاوان عدم عقد اللقاء الوطني كونه المدخلية الصحيحة لحل المشاكل العالقة، كما ان ترك الامور على ما هي عليه ربما سينسف الوضع بشكل كامل ونهائي خصوصا مع عدم وجود مبررمقنع لاستمرار وتعزيز القطيعة التي يحاول البعض من خلالها الانفراد بالقرار السياسي وإدارة.وربما يشكل هذا العائق أحد أهم الأسباب التي أدت الى التراجع السياسي في البلاد خصوصا اننا امام مفترق خطير جدا فأما ان نستمر اونتراجع وهذا ما لانتمناه في أي حال من الاحوال .
https://telegram.me/buratha