حيدر عباس النداوي
باتت عاصمة العراق الكردستانية مدينة أربيل محطة مهمة ومستقر دائم لصناعة الفرص والقرارات والمبادرات والمجرمين والهاربين. مثلما أراد اهلها ذلك لها دون ان ينال كل ذلك من حضوتها وفاعليتها على مستقبل العراق السياسي والاقتصادي والانتخابي.ورغم ان البعض بات يقارن بين اربيل وبين مايعقد فيها من صفقات سرية تجمع الفرقاء السياسيين والتي لا يمكن التنبؤ بمحتواها أوفحواها حتّى من اكثر المنجمين والعرفانيين واصبحت متلازمة اربيل والصفقات والاتفاقيات أمرٌ طبيعي مع كل ما يكتنفها من غموض، الا انها تبقى مع ذلك محطة مهمة لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الاشكال.ورغم ان اربيل واتفاقياتها لم تغب عن الصراع السياسي الذي تشهده الساحة السياسية العراقية منذ الانتخابات الاخيرة وما تبعها من تداعي في حلقات التوافق بين الفرقاء والكتل والقوائم مع ما قامت به المدينة الشمالية من جهد كبير تمثل بتشكيل الحكومة حتى اصبح اتفاق اربيل مرادفا لتشكيل الحكومة واختلاف الحكومة الا انها عادت هذه المرة ليس لدعم الحكومة بل لتهديد الحكومة التي شكلتها في يوم من الايام.وشتان بين موقف اربيل لجمع الفرقاء السياسيين وتشكيل الحكومة وبين تجييش الجيوش والاحزاب من اجل سحب الثقة عن الحكومة مع الاعتراف بمقدمات التصدع في العلاقة الهشة بين بغداد واربيل والتي يتحمل مسؤوليتها اطراف النزاع والصراع في بغداد واربيل.وكنوع من استعراض العضلات قامت اربيل بارسال رسائل تهديد كثيرة في الفترة الماضية الى الحكومة المركزية لم تاخذها الاخيرة على محمل الجد لاعتقادها ان اربيل ليست جادة فيما تقول وانما تهدف من كل هذه الزوابع الى الحصول على مكاسب قد لا تكون من استحقاقها وان الحكومة لن تتردد في منحها اذا جد وقت الجد، لكن الخطوة الاخيرة التي اقدمت عليها اربيل هي الاقوى بالضغط على بغداد بعد اتفاقها مع شركاء حقيقيين للمالكي من اجل ابتزازه من قبل الطرفين والحصول على مكاسب اكثر وهذا هو العنوان والمانشيت الرئيس لحلف اربيل.إنّ أربيل هي من أسست أساس الحكومة الحالية ولولا شركاء اربيل الجدد لما تمكن المالكي من الوصول الى قمة الهرم وعليه فان التخلي عن الالتزامات والتباكي من الديكتاتوريات امر غير مقبول وبامكان الديكتاتورالجديد القضاء على مخاوف الحلف الجديد بتلبية ما يطلبونه من عقود واستحقاقات انتخابية ومناصب وزارية وهذا ما اثبتته الايام الماضية.الشيء المؤكد ان فرسان اربيل الجدد يجمعهم هاجس واحد مشترك وهو الحصول على اكبر المكاسب من كعكة الحكومة اما اعتقاد البعض من ان اتفاق اربيل الجديد جاء على خلفية شعور هؤلاء بعقدة الذنب كونهم من جاءوا بالديكتاتور بعد ان نصحهم الخبير الحكيم بعدم جدوى التجديد فهذا الامر لم يتم التأكد منه ولم يحن موعده بعد وحتى يتم التاكد من ذلك ستكون اربيل مهيئة من جديد لعقد اتفاق جديد لتشكيل الحكومة الجديدة وعلى بغداد السلام.
https://telegram.me/buratha