الحاج هادي العكيلي
لقد مرت على العراق احداث سوداء منها الانقلاب الاسود عام 1968 الذي قام به البعثيون واستيلائهم على الحكم . بينما كانت تعمل على الساحة السياسية العراقية احزاب اخرى منافسة لحزب البعث ومنها الحزب الشيوعي العراقي .ولكي يتخلص حزب البعث من تنافس الحزب الشيوعي على السلطة وعلى كسب الجماهير وتحشيدهم ضده ،ابتدع بدعة الجبهة الوطنية لتضم بعض الاحزاب السياسية ومنها الحزب الشيوعي .حيث اتيحت له فتح مكاتب ومقرات في مراكز المدن والاقضية والنواحي واصدار جريدة رسمية وهذه الحيلة هي لمعرفة حجم تنظيمات الحزب الشيوعي واعضائه من خلال مراقبة مكاتبه ومقرات الحزب من قبل ازلام النظام البعثي ،ووضع رقابة على جريدة الحزب (طريق الشعب )بالمواضيع التي تكتبها .وبقية الحزب يعمل وجريدته تصدر الى فترة من الزمن .وبعد ان اشتدى طغيانه بدأ يستدعي عناصر الحزب الشيوعي واحداً تلو الاخر يخيرهم بين امرين اما التنازل عن الحزب الشيوعي والانضمام الى حزب البعث وبالفعل انضموا كثيراً من عناصر الحزب الشيوعي الى حزب البعث واصبحوا قيادين فيه ،واما الرفض فيلاقي مصيره اما الاعدام او السجن ،والقسم الاخر قد هرب الى خارج القطر يبحث عن مئوى فاغلبهم هاجروا الى اليمن الجنوني انذاك لكون نظام الحكم شيوعياً ومنها هاجروا الى البلدان الاوربية طلباً للجوء .ان طبيعة الماكر والمخادع هو ان يفسح المجال للاخرين ويخاويهم ويلتجىء اليهم عندما يقع في مشكلة او موقف محرج يهدد مصالحه الشخصية ،ولكن عندما يجد الوقت المناسب لتصفيتهم يعلن مكرهه بمختلف الوسائل المتاحة امامه من تصفيات واختيالات وتسقيط وغيرها من امور الخسة عنده .وقد اطلق العرب هذا المثل (يوصلك للشط ويرجعك عطشان )على الشخص الماكر والمحتال الذي يظهر امامك بمظهر حسناً وباسلوب الرقة والاحسان والتعاون ومد يد العون عند الحاجة ولكنه لايفعلها عندما تكون على الواقع معللاً بكثير من الامور منها بانها مخالفة للدستور وان فرقائي في العملية السياسية لا يوافقون على ذلك ،او ان مطلبك او قضيتك سأحيلها الى الحهات المختصة للنظر فيها وغيرها من الاعذار التي لاتنفع جدوى .ومع تقارب المجلس الاعلى الاسلامي وحزب الدعوة الاسلامية بعقد اجتماعات على مستوى اعضاء المكتب السياسي للطرفين من اجل حلحلة الازمة السياسية العاصفة بالبلد بعد ان توضحت كثير من الامور من خلال المبادرات لبعض الكتل السياسية لحل الازمة السياسية .توجهت قيادة حزب الدعوة الاسلامية الى الاجتماع مع قيادات المجلس الاعلى الاسلامي لمناقشة كثير من القضايا السياسية على الساحة العراقية لاجل تكاثف الجهود وبلورة العمل المشترك واتفاق الاراء وتفعيل مواقف التحالف الوطني في جميع القضايا .نتمنى ان تستمر هذه اللقاءات والاجتماعات بين المجلس الاعلى الاسلامي وحزب الدعودة الاسلامية في كل الاوقات وليس فقط في الازمات العصيبة .وان يعي حزب الدعوة بان المجلس الاعلى الاسلامي هو السند الحقيقي له في دعم العملية السياسية وان مواقف المجلس ثابتة اتجاه جميع القضايا المطروحة على الساحة السياسية وغير متذبذبة لاغراض سلطوية او حزبية او الحصول على بعض المناصب ، بل يسعى المجلس دائماً الى الارتقاء بالعملية السياسية نحو الافضل .فهو اليوم بيضة القبان في العملية السياسية لمواقفه المعتدلة وغير المتطرفة اتجاه جميع الكتل السياسية العاملة على الساحة السياسية . وعلى حزب الدعوة الاسلامية وهو اليوم في رئاسة الوزراء وبيده السلطة التنفيذية ان ينظر الى حلفائه في التحالف الوطني نظرة ذي القربى والتعاون معهم وتقبل المشورة والنصيحة لصالح شعبنا العراقي .وان يفتح ابوابه على مصراعيها لتبادل الافكار والاراء والتعاون والتشاور بين حلفائه وشركائه في العملية السياسية .وان لا يجعل المواقف السياسية اتجاه شركائه في العملية السياسية بطريقة ((أوصلك للشط ورجعك عطشان )).
https://telegram.me/buratha