اكرام حسن
يتسائل البعض لماذا نحبهم ؟ هل ان حبهم مفروض علينا ؟ ام لِسرِّ فيهم ؟الحب مشاعر انسانية تشد الانسان نحو الاخر لسبب معين يجعله يتصرف بطريقة قد لايتفق معها الاخرون لكنه لايعبأ بهم لان هناك دافع ذاتي يشده نحو المحبوب وغايته رضاه .كل الاديان والنظريات الانسانية دعت الى نشر الحب وشجعت عليه ولم نجد اعتراضا من احد عليه حتى على مستوى العلاقات العاطفية بين اثنين عدا ما ينظم هذه العلاقة حفاظا على المجتمع .
علي بن ابي طالب وفاطمة بنت محمد وابناهما الحسن والحسيناهل البيت , عاشوا في الله واحياء كلمة الله وذابوا في حب الله . ضحوا بالكثير الكثير من اجل الانسان والانسانية وضربوا اروع الامثلة في خدمة البشر وهدايتهم ورعايتهم لايفرقون بين غني او فقير ولا شريف او حقير , ضربوا اروع الامثلة في التماسك الاسري , حب الاب لابنه والاخ لاخيه والزوج لزوجه الى حد ليس له مثيل, لهذا كان حبهم في قلوب الناس حب تلقائي لان الانسان بطبعه يألف الخيرين ولان الله فطر الناس على حب الخير , فكان من الطبيعي ان يحبهم الناس لانهم الخير كله . كانوا مثال التضحية والصمود والبطولة والشجاعة والبسالة , ولم يدفعهم ذاك الى ظلم الناس او الاعتداء على المحرمات او التعالي وتحقير الضعفاء , لذلك وصفهم ربهم بارقى وازكى الصفات بقوله (اولئك هم خير البرية )1, وميزهم بقوله (افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لايستوون )2 وجزاهم بان ( سيجعل لهم الرحمن ودا)3 في قلوب المؤمنين ذلك بانه كان منهم ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله )4 ومنهم ( انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)5 ومنهم (والسابقون السابقون اولئك المقربون )6 . لذلك جزاهم الله بان اذهب عنهم الرجس وطهرهم ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )7 وفي الاخرة (ولقاهم نظرة وسرورا )8 واعلى مراتب الجنان .الله في علاه احبهم ونحن لانسانيتهم واخلاقهم ومنزلتهم من الله عشقناهم وذبنا في محبتهم لدرجة ارخصنا الحياة وما فيها دونهم ورغبة في لقاهم يوم نلقى الله , وما الزيارات المليونية التي نراها اليوم لمراقدهم والتي تحوي اناس من مختلف الطوائف والاتجاهات الا ثورة حب تفجرت في قلوب الناس وجمعت حتى المتنازعين في مكان واحد ليظهروا هذا الحب للملأ .لا ينفرد المسلمون او طائفة معينة منهم بهذا الحب بل تعدى حبهم الى المسيحي والصابئي وغيرهم من الاديان والشعوب ,حتى قال احدهم (ومذ كنت طفلا عشقت الحسين ... رضاعا الى الان لم اُفطَم)* , وقال الاخر (جلجلَ الحب في المسيحي حتى .. عد من فرط حبه علوياً)** حب هؤلاء الناس لصفات الكمال الانساني التي اتصف بها علي والحسين جعلهم يعشقونهم وينشدون اشعارا بحبهم .ونحن اذ نكتب وننشد اشعارا او ننعى اهل البيت انما نصف بذاك مقدار حبنا لهم او حزننا على ما فُعل بهم من قبل اعداء الله و الانسانية الذين حاربوهم لا لنقص فيهم انما حقدا منهم على اهل البيت وحسدا . فيا لائمي هوَّن عليك فما انا ... باول من يبكي الحسين , الا تدري؟بكاه المصطفى بعد جبريل في السما ... والطيبون الطاهرون مدى الدهرحنَّت اليه قلوب الناسِ كلهمُ ... تحيي المآتم او تبكيهِ في السِّرِسود الثياب عليه اليوم البسها ...حزنا ,على الأقدام اسعى الى القبرارجو بذاك نجاتي من نار حاطمة ...في يوم لايجدي القلوب سوى الطهراكرام حسن ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,الايات القرانية من 1 الى 6 نزلت بحق علي عالايات 7 و 8 نزلت بحق علي وفاطمة والحسن والحسين * الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد -صابئي ** الشاعر بولص سلامة -مسيحي
https://telegram.me/buratha